الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تربية الابناء أعمق من قائمة الممنوعات والعقوبات

15 مايو 2009 01:39
تميل الأم عادة إلى الصراخ والانفجار عندما يكتب طفلها على حوائط المنزل مستخدماً الأقلام أو أحمر الشفاه، أو حين يفتح علبة الحلوى مانحاً نفسه بعضاً منها بعد أن رفضت الأم إعطاءه إياها، أو حين تضبطه يكذب عليها. ولكنها قد تفكر مرة أخرى وتقرر أن تتحلى بمزيد من الصبر، فهي تعرف أنها إذا فقدت أعصابها فسترتكب أفعالاً تندم عليها فيما بعد فتدلل أطفالها أكثر وأكثر من باب تعويضهم عما فعلت بهم. تحتاج الأم الى خطة تأديبية متكاملة تستغرق دقيقة واحدة ـ وهي ليست طريقة محددة من طرق التأديب كإرسال الطفل الى غرفته لفترة زمنية معينة، ولكنها خطة متكاملة لا تركز على سوء سلوك الطفل ولكن على ردود أفعالك على ذلك. إليك الخطوات الست لتنفيذ الخطة: أولاً تصرفي بسرعة، إذ عليك فصل الأخوين المتصارعين أو إنزال الطفل عن الطاولة التي وضعت فوقها علبة الحلوى، فلا تقولي للطفل توقف وتنتظري أن يطيع، فسلامته أولوية أولى، ويتحتم عليك إبعاد أي شيء يشكل جزءاً من المشكلة فطفلك يحتاج إلى أن يتمكن من التركيز على ما تقولين وعلى الموقف الذي تعيشونه. ثانياً: حافظي على هدوئك هل تتذكرين نصائح المضيفات في الطائرة حين يشرن عليك بوضع قناع الأوكسجين لنفسك أولاً قبل ان تساعدي طفلك في وضع قناعه؟ إن التعامل مع الانفعالات يتم بالطريقة نفسها اعتني بانفعالاتك أولاً. لا تجعلي ثورات الغضب تذهب بك الى معدلات كبيرة، فينتهي بك الحال إلى الضيق مما فعل، فالأطفال يعرفون جيداً اللحظات التي تتضايقين فيها حتى لو حاولت إخفاء ذلك. إذن أنت بحاجة فعلية إلى وضع حدود لمعدلات غضبك. وعليك ان تتعلمي التنفيس بطريقة مختلفة وبدلاً من أن تقولي «انك ولد شقي» يمكنك أن تقولي بصوت مرتفع «آااه» وبهذه الطريقة ستنفسين عن بعض غضبك من دون أن تقللي من شأن طفلك. حين تهدئين ستستطيعين التعامل مع الموقف، وسيتمكن طفلك من سماع كل ما تريدين قوله. أما إذا صرخت فستفسدين الرسالة التي تريدين تعليمها للطفل لانه سيكون مركزاً على انفعالاتك القوية، وليس على الأشياء الخطأ التي فعلها. ثالثاً: قيمي الموقف وركزي خلال بضع ثوان على ما حدث، فإذا كتب طفلك على الحائط بقلم الألوان الذي يرسم به في غرفة المعيشة، فستشطاطين غضباً، ومن ثم سيدهش الطفل وقد ينفطر قلبه من ردة فعلك. لكن لو انك انتظرت قليلاً لاكتشفت انه يقلد مثلاً رسماً شاهده في التلفزيون أو في مجلة فمن وجهة نظره هذه مغامرة إبداعية عظيمة. عليك أن تعيدي تقييم دورك وأن تسألي نفسك اذا ما كنت تستطيعين فعل شيء ما كي تساعدي طفلك على الامتناع عن هذا السلوك في المستقبل، كتغيير روتين الأسرة او اعادة ترتيب الأشياء التي تضر بالأثاث مثلاً في أماكن يصعب الوصول اليها. بمعنى آخر امتنعي عن تأنيب طفلك بالعبارة المكررة «كم مرة يجب ان اقول لك ذلك؟» فحتى إذا اعتقدت انك قلت له هذا الكلام عدة مرات، فهذا لا يهم حقاً، فأنت بحاجة إلى أن تدلي الطفل على التصرف السليم. رابعاً: تحدثي إلى طفلك، فإذا قمت ببساطة بإبعاد الطفل وإلزامه بالجلوس في غرفته لفترة معينة، فأنت تسيطرين عليه فقط من دون ان تدفعيه إلى التجاوب وتغيير سلوكه. لذا عليك أن تشرحي له - بدلاً من ذلك - لماذا ترغبين في أن يمتنع عن فعل شيء معين، وان تعددي له عواقب ما فعل - ليس عقوبات - مثلاً : إن آثار القلم لن تمحى عن الحائط»، وكل ذلك في جملتين أو ثلاث جمل على الأكثر حتى لا تشوشي فكر الطفل. وانظري اليه في عينيه فهو بحاجة إلى سماع ما اخطأ فيه وما هو الصواب فقولي له: «يجب ألا ترسم على الحوائط والاثاث بل ارسم على الورق» أو «لن تأخذ حلوى فقد أوشك وقت الغداء، يمكنك تناول جزرة فقط»، ثم توقفي عن مناقشة الأمر لأنه بمجرد ان تدعي الطفل يستدرجك نحو النقاش، ستضعف المعاني التي تريدين ترسيخها لديه. خامساً: انظري في ضرورة تطبيق عقوبات، يظن معظم الآباء ان العقاب هو اساس التأديب، ولكن معظم الخبراء يعارضون هذا الرأي، فالعقوبات ضرورية فقط حين لا يجدي تماسكك وصلابة موقفك، ولكنهما يجديان في معظم الأحوال. فحينما يتجاهل الطفل تعليماتك الواضحة بشأن ملاحظاتك مراراً وتكراراً عليك هنا فقط أن تطبقي عقوباتك عليه. ومن المهم جداً تمسك كل من الوالدين بما قالاه، فذهن الطفل يعمل بطريقــــــة منطقــــــية للغاية، يحدثه قائلاً «إذا لم يتابع أبي وأمي تنفيــــذ ما قـــــالاه فهـــــــما لا يعنيانه»، ولكي تتابعي ما قلته لطفلك عليك أن تضعي عدداً قليلاً من القواعد كي تستطيعي التمسك بها كلها والحرص على تطبيقها في كل مرة. ولا تطلقي تهديداً أجوف. لن تنفذيه أو لن تستطيعي أن تنفذيه، بل عليك أن تعي ما تقولينه، فلا تقولي مثلاً «لن تذهب الى الملاهي أبداً»، أو «لن تأكل الحلوى أبداً بعد الآن»، أو «لن تخرج من المنزل لمدة شهر»، فمثل هذه الأقاويل ستضايق طفلك، وستعمل ايضا على تقويض سلطاتك على المدى البعيد. حين تنتهي من قول كل شيء وفعل كل شيء، ستجدين أن هذه الخطة بسيطة جداً، ولكنها تحتاج إلى قدر كبير من التفكير في عملية التأديب، والتربية السليمة أكبر بكثير من تعليم الطفل عدم إلقاء الطعام على الأرض وعدم الكتابة على الجدران والأثاث، انها ترسيخ القيم والقدرة على ضبط النفس. حصة علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©