الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسرار زوجيــــة

13 ابريل 2008 22:34
حاول مراراً أن يغير رأيه في تطليق زوجته، وتراجع عن رأيه عدة مرات، وقرر في النهاية الاستمرار مع زوجته التي أنجب منها أربعة أبناء· وقد استمرت حياتهما الزوجية لمدة عشرة أعوام، ولكنه عاد مرة أخرى وهو أكثر تمسكاً برأيه فحصل الطلاق، وكم كان فرحاً وسعيداً وهو يطلق زوجته·· فلماذا حدث ذلك؟ أعتقد أنه يهمك معرفة سبب الطلاق؟ فهو ليس بسيطاً كما قد يظن البعض، وإنما هو سبب جوهري يهدد الثقة والأمان في العلاقة الزوجية، انه التشهير وفضح أسرار الحياة الزوجية· يروى صديقي حكايته فيقول: إن زوجتي اعتادت على إفشاء أسراري، بل إن كل ما أقوله أقوله أو أفعله تنقله إلى الآخرين سواء الخاصة أو العامة، وقد يكون ذلك أمام الأهل والأصدقاء، حتى باتت سيرتي على كل لسان· ولا يستثني من ذلك شيء، وأصبح الجميع يعرف كل شؤون حياتي الخاصة· وقد ضقت ذرعاً بهذا السلوك المشين، لذا طلقت زوجتي من غير ندم، فعلاقة الأربع عشرة سنة أنستني ما قامت به هذه الزوجة التي لم تحفظ أسرار حياتها· بعد أن وقع الطلاق، اعتقدت أن الأمر سينتهي إلى هذا الحد، ولكن ازدادت الأمور سوءاً، فقد أصبحت تتلفظ بألفاظ جارحة عني، وتتذكرني بالسوء وترميني بكل العيوب على الملأ· لعلها فهمت الطلاق على انه تصريح لها بإطلاق يدها في الإساءة لي، وتعمدت إيذائي والإضرار بي، ضاربة بالعرف والتقاليد عرض الحائط· ونسيت أنه كان بيننا مودة ورحمة وذكريات وأيام عشرة خلت· أما أنا فلم أعاملها بالمثل، وعلى الرغم من انفصالي عنها فلا أذكرها إلا بكل خير أمام من يسأل عنها· أقول كل ذلك لأن هذه المشكلة اصبحت منتشرة في المجتمع، حيث نرى بعض الرجال يعلنون على مطلقاتهم حرباً شرساً· ويتحول الزوج إلى شخص آخر يتخلى عن أخلاقه وتقاليده بل يتخلى عن تعاليم الدين، ويذيق مطلقته ألواناً من الذل والقهر، ويتعمد إيذاءها والإضرار بها، متناسياً العشرة التي كانت بينهم في الماضي، والأبناء الذين يربطون بينهما في الحاضر والمستقبل· وعلى الجانب الآخر تفعل الزوجة مثل ذلك تجاه مطلقها وتنشر أسراره، وعلى الرغم من فظاعة هذا السلاح إلا أن البعض يتقن استخدامه للتشهير والتنكيل، متناسيين أنها اسرار زوجية، لا ينبغي أن تصل إلى الغير مهما حدث، فهي جزء من تاريخ مشترك، لا يمكن تدنسيه لأن ذلك يؤذي الطرفين ويطال الأبناء· خالد علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©