الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فن الاستشراق المعاصر» لا يعكس الشرق الجديد

«فن الاستشراق المعاصر» لا يعكس الشرق الجديد
25 مارس 2010 23:55
افتتح في دبي مساء أمس الأول معرض “فن الاستشراق المعاصر”، ويشارك فيه خمسة عشر فنانا وفنانة من أوروبا بأعمال تتناول جوانب متعددة من حياة المجتمعات الشرقية، العربية والشرق أوسطية والأفريقية على نحو خاص، وتتعدد أساليب التعبير وأدواته من الرسم إلى النحت والتصوير الفوتوغرافي. وفي المعرض المقام في “غاليري أوبرا” يتضح أن فن الاستشراق المعاصر الذي يقدمه المشاركون في المعرض لا يختلف اختلافا كبيرا عن المستشرقين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث يرصد هؤلاء ظروف الحياة ومظاهرها المختلفة، بحيث تشكل لوحات المستشرقين أحيانا وثائق لفترات تاريخية تمكن الباحثين من استنباط الكثير من نواحي الحياة الاجتماعية عن الفترات التي تمثلها أعمالهم، فهذا الفن كان قد رافق أدبيات الرحالة الأوروبيين في القرن التاسع عشر، وفيه أيضا جانب من توثيق التاريخ الاجتماعي عن التقاليد والمفردات الحياتية ودور الرجل والمرأة في هذه المجتمعات والتي كانت مختلفة جدا عن الحياة في أوروبا الغربية. بمعنى أنها تسد أيضا الثغرات الموجودة في معلومات أكاديمية وتتيح توثيقا لما سجله رسامون من اوروبا عن موضوعات حياتية في بلدان الشرق الأوسط. وتتناول الأعمال المعروضة جوانب من تراث المنطقة، راسمة صورة واقعية حينا ومتخيلة حينا، خصوصا في ما يتعلق بوضع المرأة العربية وأزيائها وعباءتها، دون أن تظهر صورة المرأة المعاصرة في تطورها واختلافها عن امرأة القرن التاسع عشر مثلا. كما يركز الفنانون على صور قديمة للحاكم لا تنطبق على الحكام اليوم، بل هي الصورة النمطية المألوفة حيث اللباس وأسلوب العيش وطبيعة البيت أو القصر. وسبب تكرار هذه الصور النمطية هو أن قلة من هؤلاء الرسامين زاروا الشرق الأوسط فعلا ورسموه عن قرب، لكن يوجد بينهم من نقل في أعماله صورا متخيلة من مصادر أخرى، والسبب في هذا يعود إلى كونهم شغفوا بما وجدوه في الشرق الأوسط من موضوعات الحياة والتقاليد، فكل هذا كان بالنسبة لهم غريبا جدا ومختلفا جدا عن الحياة في بلدانهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©