التشنج يخيم على الذكرى الـ 33 للحرب الأهلية في لبنان

بعد ثمانية عشر عاماً منذ أن وضعت الحرب الأهلية اللبنانية أوزارها في عام 1990 تبدو فرص لبنان في دفن الأحقاد ضئيلة، حيث تشهد البلاد أسوأ أزمة سياسية تعصف بها منذ ذلك الحين· فلا يزال الموقف السياسي المشتعل هو سيد الموقف في لبنان الذي أشعل البغضاء المعتملة في الصدور وقسم البلد ما بين أغلبية حاكمة تتألف أساساً من الأكثرية الحاكمة والمعارضة· ويصادف اليوم الأحد الذكرى الـ33 لاندلاع شرارة الحرب الأهلية في لبنان، التي استمرت ما بين العام 1975 والعام ،1990 وأدت الى مجازر دموية وخلفت مآسي لا تعد ولا تحصى ولم يسلم أي طرف من حرائقها التي التهمت الحجر والبشر· وحافلة عين الرمانة التي كانت سبباً مباشراً لاندلاع الحرب، صارت أشهر حافلة في التاريخ· إذ تعرضت في ذلك التاريخ (13 ابريل) وهي في طريقها من الشطر الغربي لبيروت الى مخيم تل الزعتر في الشطر الشرقي لإطلاق نار غزير خلال مرورها في عين الرمانة إحدى ضواحي بيروت الشرقية، وكانت تقل مجموعة من الفلسطينيين كانوا يشاركون في فعاليات منظمة التحرير الفلسطينية، مما أدى الى مقتلهم جميعاً واحتراق الحافلة· وكانت هذه الحادثة التي نفذها مسلحون من حزب ''الكتائب'' بمثابة إعلان مسلسل الموت الطويل، وتوشحت بيروت وكافة المناطق اللبنانية بالسواد على وقع قرع طبول الحرب الأهلية· وفي إحصاءات غير رسمية اسفرت الحرب عن سقوط اكثر من 500 الف شهيد، وخلفت وراءها ما يقارب الـ250 ألف معوق، و30 ألف مفقود، و17 ألف مخطوف، وهجرت أكثر من مليون ونصف المليون نسمة داخل وطنهم الأم، ونحو مليون مهاجر الى دول اوروبية واميركية· وما أشبه الأمس باليوم حيث تسود أجواء سياسية متشنجة بين فريقي الأكثرية والمعارضة ترافقها حملات تحريضية وشحن للنفوس، وهي نفس الأجواء التي سادت عشية اندلاع الحرب الأهلية، ويتخوف اللبنانيون من مؤامرة مرسومة لتكرار التجربة المرة، ولذلك انطلقت في بيروت عشية هذه الذكرى الأليمة نشاطات وفعاليات أهلية نظمتها حركات معادية للحرب، حملت إحداها شعار: ''تنذكر وما تنعاد''، رفعته الجمعية اللبنانية الخيرية للإصلاح والتأهيل، ونظمت اعتصامات وأقيمت معارض صور لمشاهد الحرب والدمار في كل المناطق لاسيما العاصمة بيروت، وأبرز المشاركين فيها معوقو الحرب·