السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جص البحر يعيش طويلاً بلا شروخ أو تصدع في الجدران

جص البحر يعيش طويلاً بلا شروخ أو تصدع في الجدران
24 فبراير 2014 12:24
هناء الحمادي (أبوظبي) - توضح «ورشة الدعون» التي تقع خلف أسوار قصر الحصن، أساسيات مواد بناء في القصر، حيث كانت تجلب من قاع البحر في جزيرة أبوظبي، وهو مأ أشارت إليه المشرفة على هذا القسم زهرة أحمد عمر من كلية الإمارات للتطوير التربوي، وهي تشرح لضيوف زوار مهرجان قصر الحصن المواد الأساسية لبناء قصر الحصن قديماً. وتقول: في الماضي كان المرجان وصخر وأصداف البحر هي المكونات الأساسية للبناء، حيث تُحرق هذه المواد الثلاث وتخلط مع ماء حلو لتصبح «جص البحر» وهو يشبه حالياً الأسمنت، وتعد هذه المواد من أقوى مواد البناء التي تستمر فترة طويلة من دون حدوث أي شروخ أو تصدع في الجدران أوفي أركان المنزل، وبعد أن تشكل عجينة من تلك المواد توضع الطبقة الأولى «جص البحر» ثم طبقة مرجان البحر الذي يمتاز بأنه عازل للحرارة في الصيف، وهذه المواد تستخدم لبناء المنازل قديماً وكانت عملية بناء المنزل تستمر شهوراً لإنجازها، حيث يعمل عليها ما بين 3 و6 أشخاص في الصباح والمساء، ورغم دقة البناء إلا أن الجميع لديه مهارة وحرفية في بناء المنازل، والتي تتكون من مجموعة من الغرف والمجالس والليوان. وتستطرد زهرة حديثها مبينة أن «الدعون» من الصناعات الأساسية التي دخلت في العديد من المنازل منذ القدم، خاصة تلك التي تقع في المناطق الجبلية والساحلية، وهي من الحرف التقليدية القديمة التي مارسها أهل الإمارات، للتغلب على صعوبات الحياة، وتوفير المأوى الذي يتحمل حرارة الصيف وبرودة الشتاء، إضافة إلى استخدامها في العديد من المرافق التي شُيّدت في الماضي، ولا يزال حضور بعضها لافتاً إلى يومنا الحالي. وأضافت وهي تشير إلى دعون ذات لون بني غامق مصطفة فوق بعضها بعضاً، في ورشة ضمن فعاليات المهرجان، أن صناعة «الدعون» تكون في بعض المواسم، خاصة الأيام التي يتم فيها «تكريب النخل» أي تقليمها بشكل سنوي، وبعد تكريب النخلة، يتولى المزارع فرز سعف النخيل «الخوص» حسب الحجم، ومن ثم تنظيف أطرافها من الشوك، وبعد عملية الفرز التي يتم فيها تقسيم السعف حسب الحجم والغرض المخصص له «الدعن»، يُنقل السعف إلى ساحة الزفانة، ويصب الماء عليه، وتسمى هذه العملية «التخريس»، إذ يترك لمدة يوم أو يومين في بعض الأحيان، حتى يصبح الخوص أكثر مرونة ولا يعود يتعرض للكسر أثناء عملية «الزفانة»، وكذلك الحال مع الحبال التي يتم نقعها في الماء حتى تصبح أكثر قوة، ولا تتعرض للقطع أثناء شدها على الخوص. وتواصل زهرة: يبدأ المزارع فرز سعف النخيل حسب أشكالها، حيث يقوم أولاً بتقسيمها إلى مجموعتين، إحداهما على اليمين والأخرى على اليسار، ويتطلب ذلك خبرة ودراية، خاصة أن بعض السعف غير مستقيم، وإن لم يصنف السعف بهذه الطريقة سينتج عن ذلك خلل وضعف في تماسكه. وتشير إلى أن هذه العملية تتطلب وجود مجموعة من الأشخاص، بين أربعة إلى ستة، حسب حجم الدعن المراد تصنيعه، ويمسك كل منهم أحد الحبال، ويتم صف «الزور» وربطه بالحبال بطريقة عكسية، أي يتم صف خوصة من جهة اليسار وأخرى من اليمين، وبعد الانتهاء من الدعن الأول، يشرعون في تنفيذ الذي يليه فوق الدعن الأول. وتستخدم الدعون في مجالات عدة، وتتنوع طريقة صناعتها حسب استخدامها. ويمكن وضعها على قواعد وسط المنزل، مرتفعة قليلاً عن الأرض يطلق عليها «المنامة» التي كانت تستخدم للنوم، في الأيام التي تشتد فيها الحرارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©