«الهلال الأحمر» تكثف جهودها لمساندة المتأثرين من الأحداث في وادي سوات

كثفت هيئة الهلال الأحمر، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وبمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس الهيئة، جهودها الإنسانية لمساندة المتأثرين من الأحداث في وادي سوات الباكستاني. وتنفذ الهيئة حالياً برنامجاً إغاثياً يتضمن توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء وأغطية وبطانيات ومواد إيواء وغيرها من المستلزمات الضرورية لآلاف الأسر الباكستانية التي تشردت في ظروف إنسانية صعبة. وتعمل الهيئة بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الباكستانية وسفارة الدولة في إسلام أباد والمنظمات الدولية لتقديم أفضل الخدمات الإغاثية للحد من معاناة المتضررين وتحسين أوضاعهم الإنسانية. وكانت الهيئة قد بدأت عملياتها الإغاثية للمتأثرين منذ تفجر الأزمة في وادي سوات قبل عدة أشهر، وقامت بشراء المواد الضرورية من داخل باكستان وإيصالها إلى المشردين في المناطق التي نزحوا إليها عبر سفارة الدولة في باكستان. وبالنسبة لتفاقم الأوضاع على الساحة الباكستانية والتي أدت إلى نزوح أكثر من مليون و300 ألف شخص بدأت الهيئة مرحلة جديدة من الدعم و المساندة للمتضررين ورصدت مبالغ إضافية لتوفير المزيد من الاحتياجات الضرورية للنازحين في مجال الغذاء و الدواء ومواد الإيواء. وتلقت الهيئة العديد من النداءات الإنسانية التي تؤكد خطورة الوضع الإنساني وتداعياته على مئات الآلاف من النازحين في حال عدم تلبية الاحتياجات الماسة لهم بالسرعة المطلوبة، وعلى الفور تجاوبت الهيئة مع تلك النداءات وعززت وجودها وسط المتأثرين من خلال تسيير المزيد من شحنات الإغاثة إلى المناطق المتضررة. واطلع خورشيد أحمد سفير باكستان لدى الدولة خلال زيارته أمس الأربعاء لهيئة الهلال الأحمر حيث كان في استقباله مستشارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان للشؤون الإنسانية، صنعا درويش الكتبي رئيس مجلس الإدارة على جهود الهيئة الموجهة للحد من حجم المعاناة وصون الكرامة الإنسانية على الساحة الباكستانية وتعرف إلى عملياتها الإغاثية المنفذة والجاري تنفيذها حالياً. يذكر أن قيمة البرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية والمشاريع التنموية التي نفذتها الهيئة على الساحة الباكستانية بلغت منذ العام 1994 وحتى 2009 / 54 مليوناً و286 ألفاً و503 دراهم ، وجارٍ العمل الآن في تنفيذ عدد من المشاريع التنموية بقيمة 19 مليوناً و958 ألفاً و690 درهماً. وتتضمن المشاريع إنشاء مدينة الشيخ خليفة في بلاكوت بقيمة 12 مليون درهم، وإنشاء وحدة للأمومة والطفولة بتكلفة تبلغ مليوناً و176 ألف درهم، وإنشاء مركز تأهيل مهني بقيمة 785 ألف درهم، إلى جانب تنفيذ عدد من المشاريع الصحية الأخرى بقيمة 5 ملايين و997 ألفاً و600 درهم. واستعرض السفير خلال اللقاء - الذي حضره من جانب الهلال الأحمر صالح محمد الملا الأمين العام بالوكالة والدكتور صالح الطائي نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع بالوكالة وحميد راشد الشامسي مدير الإغاثة - الوضع الإنساني الراهن في باكستان. واشار إلى تفاقم الأوضاع نتيجة لعملية النزوح الكبيرة التي تشهدها مناطق الأحداث، وقال إن بلاده تواجه تحديات كبيرة لتوفير بيئة ملائمة لحياة مئات الآلاف من النازحين مما يطلب تضافر الجهود الخيرة في الدول الشقيقة لمساندة بلاده على توفير الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. وأشاد السفير بالمواقف الأصيلة لصاحب السمو رئيس الدولة تجاه الشعب الباكستاني، وقال إن مبادرات سموه النبيلة تعزز جهود بلاده في توفير حياة كريمة لضحايا الأحداث، مشيراً في هذا الصدد إلى توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة الأخيرة بتقديم مساعدات عاجلة للمتأثرين والحد من معاناتهم. وأعرب عن شكر وتقدير بلاده حكومة و شعباً للجهود الكبيرة التي تضطلع بها الدولة لتحسين الأوضاع الإنسانية في باكستان والحد من وطأتها على المتضررين، مثمناً دور هيئة الهلال الأحمر بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في دعم جهود الإغاثة والوقوف بجانب المتأثرين في محنتهم الراهنة. وقال إن الهيئة لم تتوان في تقديم الدعم و المساندة للضحايا وتجاوبت بشكل فوري مع آثار الأزمة وحركت مساعداتها الإنسانية للمناطق المتضررة والتي تركت صدى طيباً في نفوس الأهالي والمتأثرين الذين يكنون كل التقدير لدولة الإمارات وشعبها المعطاء. من جانبها، أكدت صنعا الكتبي أن الهيئة تولي برامجها الموجهة للساحة الباكستانية اهتماماً كبيراً وتعمل دائماً لتعزيز وجودها هناك بناء على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس الهلال الأحمر الذي يتابع عن قرب تحركات الهيئة في باكستان وغيرها من المناطق والأقاليم التي تشهد أزمات وكوارث، وقالت إن الهيئة تلقت العديد من النداءات الإنسانية من داخل الساحة الباكستانية للمساهمة في الجهود الإنسانية المبذولة للتخفيف من وطأة المعاناة في وادي سوات و الحد من تداعيات الأوضاع هناك على حياة ضحايا الأحداث الأخيرة. وأشارت إلى أن الهيئـــة تلقت أيضاً عدداً من التقارير حول الأوضــــاع الإنســــانية الســــائدة في وادي ســــوات و الاحتياجــــات الملحــــــة في الوقت الراهن لمســــاندة المتأثرين والوقوف بجانبهم حتى تنجلي محنتهم. وقالت إن الهيئة تعمل على توفير الاحتياجات من داخل الأسواق الباكستانية لضمان وصولها بالسرعة التي تتطلبها ظروف المنكوبين، مؤكدة أن الهيئة لن تدخر وسعاً في سبيل تقديم كل ما من شأنه أن يحد من تفاقم الأوضاع الإنسانية للمتأثرين و النازحين الذين فروا من منازلهم بسبب الأحداث في وضع أقل ما يوصف بأنه مأساوي. وأضافت أن الهيئة تنسق مع جمعية الهلال الأحمر الباكستانية وسفارة الدولة في إسلام آباد لتحقيق تطلعات الهيئة في دعم ومساندة المتأثرين وإظهار أكبر قدر من التضامن مع أوضاعهم الإنسانية.