الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عيسى كايد «حكاية رأس وجسد» تجسد مفاهيم فلسفية وفكرية

عيسى كايد «حكاية رأس وجسد» تجسد مفاهيم فلسفية وفكرية
18 فبراير 2011 23:33
(أبوظبي) - أجل المخرج عيسى كايد عرض مسرحيته “حكاية رأس وجسد” للكاتب الراحل سالم الحتاوي والتي كان من المفترض ان يشارك بها في الدورة المقبلة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية التي ستنطلق في مارس المقبل. وفي لقاء مع “الاتحاد” حول أسباب التأجيل والفريق المشارك في العمل وتفاصيل النص والعرض قال عيسى كايد إن تأجيل تنفيذ العمل إلى وقت آخر جاء لعدة أسباب وأهمها انشغاله بأعمال درامية أخرى، ولأهمية هذا النص المسرحي وما يحتويه من رؤية مختلفة عن النصوص الدرامية الأخرى كونه يحفر في الرؤى الفلسفية وفي الأفكار والصراعات الانسانية مما يحتاج إلى تفرغ كامل للعمل.ويضيف عيسى كايد “أعتقد أن تأجيل النص الذي كان من المقرر المشاركة به في أيام الشارقة المسرحية جاء ليغني النص نفسه حيث بدأت أفكر به من أجل إضافة طرائق جديدة في إخراجه بالرغم من أنه يقوم على فكرة التقابل بين الرأس والجسد مثلما أوجد العرب قديماً تقابلات فلسفية بين المتضادين من الأشياء كالنور والظلمة والسيف والقلم”. وعن النص يقول “اخترت نص سالم الحتاوي “حكاية رأس وجسد” لأنه نص مهم فيه من الترميز والدلالات الكثير ومن التأويل الأكثر، حيث نجد الرأس يحاور الجسد، وهي فكرة فلسفية قديمه استغلها بذكاء سالم الحتاوي فألف عليها نصاً يقوم على حكاية معاناة الجسد بسبب أفكار الرأس حيث نجد أن الجسد كان يخاطب الرأس دائماً ويلومه على عذاباته التي جاءت اليه بسبب أفكار الرأس المدمرة، والباحثة عن المتاعب غير أن الجسد يجد مبررات الرد”. ويضيف عيسى كايد “أعتقد أن الفكرة وبحسب طرفيها “الرأس” من جهة و”الجسد” من جهة أخرى لا تمثل إلا بشخصيتين ولهذا السبب وجدت أن ياسر النيادي وأحمد شايع خير من يتقمص بنية هذين الشخصين المفترضين في النص المسرحي”. وقال “لقد سبق أن خضت مع مسرح العين تجربة وكان ياسر النيادي أحد أبطال هذه التجربة في مسرحية “مرادية” التي أخرجتها وهي من تأليف سالم الحتاوي أيضا وقد عرضتها يوم كرّم الحتاوي في مهرجان دبي للشباب وعبر هذه التجربة وجدت أن ياسر النيادي من الشباب الواعدين والواعين بضرورة تألق النص المسرحي عبر تألق الممثل ولهذا فإنني أجد أن مسرحية “حكاية رأس وجسد” من الضروري أن يقوم النيادي في أداء شخصية الرأس كونها تحمل أفكاراً وتناقضات وتماثلات كثيرة”. وعن حقوق التصرف بالنص المسرحي “حكاية رأس وجسد” قال عيسى كايد “أولاً لابد لي من أن أؤكد أنني أخذت حقوق إخراج النص المسرحي “حكاية رأس وجسد” للمؤلف الحتاوي من لدن ابنه محمد سالم الحتاوي، كونه صاحب الحقوق الشرعي، ويأتي هذا الاتفاق بوصفي أجد نفسي قريباً إلى عائلة سالم الحتاوي الذي كان أقرب الناس إليّ وعليه أنني أفتخر أن أخرج نصاً له، هذا المبدع الذي تظل نصوصه رافداً مهماً وبئرا عميقاً للمسرح الإماراتي”. وعن الجانب التقني الذي استخدمه عيسى كايد لإخراج النص قال “لقد اشتغلت في ورشة مع النص، حيث فصلت الديكور وفق معطيات صراع الشخصيتين والأماكن التي سيتحركان عليها واشتغلت على مناطق تسليط الإضاءة وطبيعة المؤثرات الصوتية، أما بالنسبة للاكسسوارات فقد اختصرتها ببعض الأشياء التي ستكون مطوقة في زنزانة يعيش فيها الجسد والرأس، حيث تنطبق الفكرة الفلسفية العربية من أن الجسد محبوس في ذاته وأن الرأس محبوس في أفكاره”. ويأمل عيسى كايد أن يقدم في هذا النص حين عرضه أفكاراً تجريدية وفلسفية تحاور المتلقي بعيداً عن الكوميديا والتراجيديا التي لم يخرج عنها المخرجون في أعمالهم هذه الأيام، فالبحث الفلسفي والتجريدي في النص المسرحي على الخشبة يحتاج إلى كيفية إدارة النص الفلسفي المكتوب بحيث لا يتسرب الملل إلى الجمهور. ويقول عيسى كايد “أحاول في هذا النص المسرحي حين أعرضه على الخشبة أن أبقي المتلقي مشدوداً إلى نص سالم الحتاوي المكتوب ببراعة طرائق وأساليب وأفكار الحتاوي التي أتمنى أن أرقى إليها على مستوى الأداء عبر الممثلين ياسر النيادي وأحمد شايع”. وسبق للمخرج عيسى كايد أن أخرج أعمالاً للمسرح ومثل على الخشبة ومنها ما مثله “النخاس” من اخراج محمد سعيد السلطي و”جنة ياقوت” من إخراج أحمد الأنصاري و”لا حيلة” من إخراج بلال عبدالله، أما من إخراجه فمنها “بعدكم ما شفتوش” لمسرح كلباء ومسرحية “صمت القبور” من تأليف سالم الحتاوي لمسرح إدارة مراكز الناشئة في الشارقة، ومسرحية للأطفال “زهور والمنظرة المسحورة” من تأليف سالم الحتاوي وقد اشترك في مهرجان مسرح الطفل في الشارقة، حيث حصل فيها على جائزة أفضل ممثل وهو الممثل ناجي جمعة، وقد اشتغل أيضاً مسرحية “مرادية” لمرتين برؤيتين مختلفتين حيث عرضهما في مهرجان دبي للشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©