الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد أميري يشرح ظواهر اجتماعية وثقافية

أحمد أميري يشرح ظواهر اجتماعية وثقافية
14 مايو 2009 00:23
في كتابه الصادر حديثاً بعنوان « حجي حمد الحلواني» يجمع الكاتب أحمد أميري 54 مقالة كان قد نشرها في الصحف المحلية، ورتبها حسب الموضوع الذي يعالجه. وينطلق أميري في كتابه هذا الذي يحتوي على 143 صفحة، من طبيعة الشباب الخليجي عموماً والإماراتي خصوصاً في رحلاته إلى الخارج وممارساته ومتطلباته والأمكنة التي يتردد عليها، بين من تأخذه الملاهي الليلية وعربدتها، ومن يكرس رحلته للمتاحف وسواها من مواقع الثقافة، كما في مقالته الأولى «ملهى الحزن وتقشير البرتقال» وسواها من المقالات! يتعرض أميري في بعض مقالاته إلى الهموم اليومية للشخصية، وفي بعضها الآخر يذهب لتحليل جوانب نفسية تحكم روح الشخص وسلوكه الاجتماعي في تعامله مع الآخرين، منتقداً الكثير من السلوكيات الخاطئة في المجتمع، وخصوصا أن كثيرين في المجتمع يمتلكون نظرة خاطئة إلى الالتزام والصدق، فيبدو الشخص الملتزم «حنبليا». وتأخذ الثرثرة حيزا من اهتمام المؤلف بوصفها حالة مَرَضيّة تنم على فراغ لدى الشخص الذي يفرض نفسه بالقوة. ويبتعد الكاتب في بعض مقالاته عن روح السخرية، ليدخل في عالم الوعظ والتعريفات كما هو الحال في «قائد الرحلات يلحس أصابعه رغم الذباب والتراب» التي تنحو نحو تعريف شخصية القائد وما ينبغي أن يكون عليه من خصال، فبعد أن يؤكد أن «وجود القائد ضروري على رأس كل أمر»، يبدأ تحديد عناصر أساسية لشخصية القائد مثل «على قائد الرحلات أن يكون حكيما»، أو «الثقافة ضرورية للقائد، فيعرف شيئا عن كل شيء». حتى المقالة التي يحمل الكتاب عنوانها، فهي تفتقر إلى روح السخرية، وتذهب باتجاه النقد الصارم لشخصية «حمد» الذي يتخرج من الثانوية العامة بوصفه «الأول على دبي بنين، والثاني على الجنسين»، فقد رفض الدراسة الجامعية وأراد أن يكون «حجي حمد الحلواني»، معتقدا أنه سيكون مديرا لمعمل الحلوى الخاسر الذي «يتورط» فيه ليجد نفسه عاملا يقوم بالأعمال السوداء، وقرر أن ينتسب لإحدى الجامعات، ولكن بعد عذابات المعمل الذي اعتقد أنه سوف يريحه من الكتب والدفاتر والدروس، لذلك «ذهب حجي حمد الحلواني في ذمة التاريخ». وهكذا يجمع أحمد أميري في كتابه هذا بين نقد ساخر، وإن كان يفتقد القدرة على الإضحاك، وبين النقد الجاد لظواهر اجتماعية خطيرة، ومن ذلك قدر من التركيز على ظاهرة الكاتب والفن الهابط، حيث المنافسة بين الكتاب وأنصاف الكتاب، وبين الهابط والجيد، وهو ما يمنح للكاتب مادة للكتابة يعيش منها. فالنقد هنا يطال الكاتب «المرتزق» بقدر ما يتناول الفن الهابط. وهذه هي الفكرة المركزية في الكتاب: رفض السائد والسعي للجاد والإنساني في الحياة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©