الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وادي سهم.. جنة يرفض أهلها السكن خارجها

وادي سهم.. جنة يرفض أهلها السكن خارجها
25 مارس 2010 21:28
عندما سألت أهالي وادي سهم عن سر تمسكهم بالوادي على الرغم من العروض المقدمة لهم من وزارة الأشغال ببناء مساكن جديدة لهم في منطقة الخزيمري بالفجيرة، قالوا إنَّنا هنا نتنفس الهواء العليل، ولن نفرط في المكان ولا نرضى عنه بديلاً. فوادي سهم الذي يقع جنوب مدينة الفجيرة، بحوالي 25 كيلو متراً، تحيط به الوديان من كل جهة، ويتفرد بطبيعة أخاذه وهدوء يقطعه حفيف الأشجار التي تتمايل مع نسائم الوادي الباردة. عرف وادي سهم الذي جاء اسمه، كما يقول أهله، من شكله الشبيه بالسهم، بالزراعة. فأرضه الخصبة ومياهه العذبة جعلتا الناس هنا تهتم بالزراعة، وبالأخص زراعة أشجار النخيل، وأشهرها الخلاص واللولو وقش بن زامل والبرحي والخنيزي والهمبا البلدي المعروف برائحته الزكية وطعمه اللذيذ. واهتم كذلك أهل وادي سهم بزراعة الخضار، مثل الطماطم والخيار والفجل والخس وتوسعوا بزراعة الغليون. ومساكن الوادي شيدت على تلال جبلية مرتفعة محاذية لمجرى الوادي، حيث يطل الناس من شرف منازلهم لمشاهدة المنظر البديع لجريان الأودية أيام سقوط الأمطار. أما الأشجار فقد تناثرت على المرتفعات مشكلة لوحة بغاية الجمال، وبين كل مزرعة وأخرى مدرجات من الحجارة مرصوصة بعناية يتنقل المزارعون من خلالها. وعلى سفوح الجبال المحيطة بالوادي تسمع ثغاء الأغنام وهي ترعى العشب الذي غطى أجزاء من المرتفعات الجبلية، تتوسطها أشجار السمر المنتشرة على نطاق واسع في هذه المناطق. وعلى الرغم من محافظة أهالي وادي سهم على مهنتهم الأصيلة و أهمها الرعي والزراعة إلا أنك تلاحظ وجود الأيدي الآسيوية ووجوههم تبدو واضحة بالمزارع وبعض البيوت كخدم. وكعادتهم، أهل هذه المناطق متمسكون بالقيم الأصيلة فالكرم والترحيب بالضيف عنوانان بارزان لأهل هذه المناطق. وما إلحاح سالم بن علي اليليلي على نزولنا في بيته وتقديم واجب الضيافة، إلا تجسيداً جلياً لهذه المعاني المتأصلة في ذاكرة ونفوس أهالي المناطق الجبلية. وفوالة أهالي هذه المناطق تختلف كلياً عن فوالة أهالي المدن. فهي تتكون من خيرات الطبيعة الخالصة حيث خبز التنور الحار المنثور عليه السمن البلدي، وعسل السمر الطبيعي مع الكامي، وهو خلاصة اللبن الطبيعي مع طبق تمر الخلاص بالجودة العالية وفنجان قهوة ممزوج بالهيل. وهذه الوجبة الدسمة كما يقول أبو علي من إعداد الأمهات اللاتي مازلن يحرصن على القيام بصنع وإعداد الفوالة بأيديهن. يتطلب الوصول إلى الوادي قطع الطريق الترابي الذي يربط الوادي بشارع مسافي الفجيرة الرئيسي مرورا بالفرفار وقطع 18 كيلومتراً. وبعد الدخول في نفق شارع دبي الفجيرة العملاق بطول 30 متراً، تتسلق السيارات ذات الدفع الرباعي طريقاً ضيقاً يحاذي حواف الجبل تتخلله بعض المنحدرات. وبالقرب من منطقة وادي سهم تبدو لك مئذنة المسجد وأشجار النخيل التي تعانق شموخ الجبال، ومساكن بسيطة متواضعة، كما أنَّ الطبيعة الخلابة في هذه المنطقة، وما تحتويه من تضاريس متعددة جعلت أهالي وادي سهم، كما يقول سالم اليليلي، يعيشون راحة البال والاستقرار النفسي، ومطلبهم إقامة مساكن جديدة لهم في هذه المنطقة، مع تعبيد الطريق وتخليصهم من الغبار والصخور التي تتساقط وتعرقل حركة السير.
المصدر: وادي سهم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©