الشنان·· جارة البحر

تنمو في أراضي الدولة أنواع عديدة من النباتات والشجيرات التي ترتفع فوق سطح الأرض لأكثر من متر كنبتة ''الشنان'' التي تسمى أيضاً ''الحرض'' وتوجد في معظم دول الخليج العربي، حيث تنبت في الصحارى القريبة من الجزر والشواطئ الرملية المتاخمة للبحر، وتُشاهد في مناطق أبوظبي بخاصة في مطلع الخريف حيث تزهر وتثمر بعد أن تنخفض قليلاً حرارة الطقس في المنطقة، فتبدو أغصانها البيضاء الملساء وأوراقها الخضراء الفضية، التي لاتلبث أن تظهر في حناياها ثمار حمراء اللون بهية المنظر· يصف عبد الرحمن السرحان- أخصائي زراعي، الشنان بقوله ''انها شجيرة معمرة من الحمض - العائلة الرمرامية- فروعها بيضاء ملساء متقابلة ومتعاقبة، أما الأوراق فمتقابلة عصارية أسطوانية الشكل، تكون بطول 2 سم وقطر 2 مم، بينما أوراق الأزهار تكون أقصر من ذلك وأغلظ بقطر 6 مم· تخرج الأزهار من آباط الأوراق متجمعة من 2- 3 وهي صفراء مجنحة، ثم تصبح بلون وردي محمر''· وعن استخدامات هذه النبتة، يقول السرحان ''كان الأجداد يستخدمون الشنان لغسل الأيدي إثر الطعام، وذلك بأن يحرقوها ويأخذوا رمادها ثم يرشوا عليها الماء لتُستخدم في غسل الأيدي·· كما استمرت بنموها في المنطقة لترعى أوراقها الإبل والمواشي قبل أن تزهر بالثمر''· جاء ذكر نبتة الشنان في عدة كتب قديمة، منها ''جمهرة اللغة'' لابن دريد، حيث قال ''الشنان من الأُشنان فارسي معرب، ويقال: الحرض والحرّاض، الذي يُحرق فيتخذ منه القِلْي''· كما جاء في ''لسان العرب'' لابن منظور ''الحرّاض: من الحمض من نَجيل السباخ، وقيل: هي الأُشنان تغسل بها الأيدي على أَثر الطعام''· بينما قال الأزهري: ''الشنان يقال لها: الحرض والحرّاض، وهي من الحمض ومنها يُسوّى القِلي الذي تغسل به الثياب لدى أقوام عديدة، ويحرق الحمض رطباً ثم يرشّ الماء على رماده فينعقد ويصير قِلياً· وعلى ورقه يرعى الإبل وتقتات من أغصانه المواشي، وينثر ريحاً لطيف الرائحة''· وقد ذكره الشاعرعدي بن زيد، بقوله: مثل نار الحرّاض يجلو ذرى المزن لمن شامه، إذا يستطير