الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزياء التقليدية·· جمالُ الأصالة

الأزياء التقليدية·· جمالُ الأصالة
13 ابريل 2008 01:55
تعبر الأزياء التقليدية عن هوية الشعوب، وتعكس موروثها الحضاري والثقافي وفلسفتها في التعاطي مع أنماط الحياة المختلفة، وتشكل مظهراً جمالياً تدعو أدق تفاصيله إلى الشعور بالفخر تارة، والتأمل المصحوب بالدهشة تارة أخرى· وعندما نحاول أن نتفحص المراجع والمصادر التاريخية لعل وعسى أن نجد فيها ما يلمح إلى أصل الحكاية وبدايتها، لن نجد ربما أفضل من رواية جداتنا وأمهاتنا اللواتي برعن منذ القدم في كثير من الصناعات التقليدية· مع تطور الملبس المريح والبسيط للتكيف مع المناخ ونمط الحياة في أرض قاحلة، ومع القليل من الأثاث والفرش البسيطة، والحاجة العملية إلى طبقات من الأقمشة للحفاظ على رطوبة الجسم وتغطيته للحماية من أشعة الشمس، أصبح الملبس جزءا من العرف الإسلامي عند ملبس الرجال والنساء لتغطية الجسم· مظهر رجولي لذا فإن الحديث عن الأزياء التقليدية المعروفة منذ القدم يطول، لكن منى المخشب أمينة متحف الشارقة للتراث، تعرّفنا معها على الكثير من الأزياء التي كانت ترتدى في السابق، تقول: ''يتألف الزي الرجالي من ''الكندورة'' وهي ثوب طويل يصنع عادة من القطن أو الحرير المخلوط بالألياف الصناعية، ويتم كيه بعناية فائقة، ويكون غالباً باللون الأبيض، أما في شهور الشتاء الباردة فيرتدي الرجل أثواباً بألوان غامقة· أما غطاء الرأس فهو مؤلف من ثلاثة أجزاء، ''الغترة'' وهي قماش الرأس مربع الشكل لونه أبيض، و''القحفية'' طاقية الرأس المخرمة يتم ارتداؤها تحت شال الرأس، و''العقال'' عبارة عن عصابة من الصوف لولبية الشكل على شكل دائرة، تستعمل لاحكام شال الرأس في مكانه، ويمكن ارتداء العقال مع قلب أحد أطرافه أو طرفيه خلف الرأس، أو ''الحزام'' عقال للرأس مشغول من وبر الماعز المجدول والمزود بطوق فضي حول الأطراف· أما في المناسبات الرسمية والأفراح والأعياد يرتدي الرجال ''البشت'' وهو عادة مصنوع من الصوف الأسود أو البني أو البيج، أو مصنوع من الحرير أو القطن مع حواف مزخرفة بالذهب والفضة· وقد كان الرجال حتى منتصف القرن السابق، يكملون ملبسهم بحزام الوسط المزخرف بالفضة العريضة والخنجر أو حزام الكتف المزود ببندقية معلقة على الكتف، كما كان الخنجر يصنع من الفضة وهو موشى بالزخارف، حيث كان رجال كثر يحملون عصا الجمل المصنوعة من فرع شجر الميز، الذي ينمو في جبال الحجر الواقعة في شمال الشارقة، ومن ضمن زينة الرجال أيضا ملقط للشعر والمدواخ ''غليونة'' تبغ خشبية صغيرة، والمكحلة مع ملقاط صغير، وساعة جيب كي يكتمل عندها المظهر الرجولي الوسيم والأنيق· إطلالة جميلة أما بالنسبة لزي النساء فترى المخشب أنه بطبيعة الحال يختلف عن زي الرجل، تقول: ''كان غطاء الرأس هو العنصر الأكثر تميزاً لرداء المرأة الذي يفرق بين أصولها من مكان لآخر، حيث يعدّ ''البرقع'' من أغطية الوجه التقليدية التي يتم ارتداؤها في الإمارات، ويغطي الحاجب والوجنتين والأنف، ويصنع عادة من نسيج متين، ويغطي باللون الذهبي المصقل، وله شرائط مضفرة مستديرة في بعض الأوقات، ويزين بأطراف مزخرفة من الخيوط المعدنية، أما ''الشيلة'' فهو وشاح خفيف من الحرير أو الشيفون، يُلبس لتغطية الشعر، بينما في الماضي كانت العباءة تسدل على الجسم كله من الرأس إلى أصابع القدم عند خروج المرأة من منزلها· أما العباءة فهي مصنوعة من الشيفون أو الحرير مزينة بترتر والقطع الكريستالية والخرز، وزخارفها متعددة ومختلفة الألوان، وهناك عباءات خفيفة وبسيطة مصنوعة من القطن· تضيف المخشب: ''كثيراً ما يتناسب اللون الأسود مع كل ما يدخل إلى العباءة من تصاميم إضافية، وعادة تتجانس تصاميمها مع القفطان الطويل الذي يغطي الكاحل والسروال المتدلي المزخرف، بشكل رائع يتناغم أيضاً مع معصم اليد ورسغ القدم، وكان يتم ارتداؤه تحت الملابس، وتفضل النساء هذه الأيام الاستغناء عنه واعتماد أحدث تصاميم الأثواب الطويلة المميزة··أما الحذاء الذي كانت تنتعله المرأة في الماضي فكان يصنع يدوياً سواء من جلد الجمل أوجلد البقر المستورد من الهند، ولكن بأسعار أغلى نسبياً من النعال المصنوع من جريد النخيل·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©