صعود النفط فوق مستوى 81 دولاراً للبرميل مع هبوط العملة الأميركية

ارتفعت أسعار النفط أمس مع تراجع الدولار قبيل قمة للاتحاد الأوروبي تستمر لمدة يومين من المرجح أن تركز على إمكانية تقديم مساعدة إلى اليونان في خضم أزمة ديون. وتراجع اليورو إلى أقل مستوياته في عشرة أشهر مقابل الدولار في وقت سابق لكن تصريحات إيجابية من جانب زعماء الاتحاد الأوروبي أمس قبيل القمة ساهمت في انعاش العملة الموحدة، ويجعل ارتفاع الدولار سلعا أولية مثل النفط أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وبحلول الساعة 12.12 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف تسليم مايو المقبل 40 سنتا إلى 81.1 دولار للبرميل، ويجري تداول الخام في نطاق بين 69 و84 دولاراً هذا العام، وارتفع سعر عقود مزيج برنت في لندن 38 سنتا إلى 80 دولارا للبرميل. وكانت أسعار النفط انخفضت أمس الاول بعدما أظهرت بيانات أميركية متباينة ارتفاعا أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية وتراجعا في مخزونات منتجات النفط مما سبب مخاوف بشأن قوة انتعاش الطلب في أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم، لكن أسعار النفط لم تنزل عن نطاق تداولها في الآونة الأخيرة مما سمح ببعض الانتعاش في معاملات الأمس. ويعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة من المرجح أن تكون متوترة وصعبة في ظل حالة انقسام بشأن سبل مساعدة اليونان المثقلة بالديون بالإضافة إلى سعيهم للمحافظة على الثقة في اليورو. إلى ذلك قالت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بفيينا امس إن سعر خام نفط المنظمة تراجع إلى 76.90 دولار للبرميل في جلسة تعاملات أمس الأول، ويتذبذب خام نفط أوبك في نطاق يتراوح بين 76 و78 دولارا للبرميل (159 لتراً) منذ مطلع الشهر الجاري وارتفع فقط فوق مستوى 78 دولاراً في السابع عشر من الشهر الجاري. وخسر خام نفط أوبك 64 سنتاً من قيمته في جلسة أمس الأول، وتنتج 12 دولة عضواً في أوبك أكثر من ثلث الإنتاج العالمي من النفط، كما تمتلك المجموعة 79% من الاحتياطات العالمية المؤكدة من النفط. وفي سياق متصل أظهر استطلاع أجرته رويترز أمس أنه من المتوقع ارتفاع أسعار النفط الخام الأميركي إلى 78.91 دولار للبرميل في المتوسط في 2010 وقال محللون إن التحسن الاقتصادي في المدى المتوسط يمكن أن يعزز الاستثمارات في النفط مما سيدفع الأسعار للصعود. وأظهر الاستطلاع الذي شمل 32 محللاً إجماعاً على توقع ارتفاع الأسعار للشهر الحادي عشر على التوالي، وفي ابريل الماضي بلغ متوسط التوقعات للأسعار في العام الحالي 65.95 دولار للبرميل، وفي فبراير 2010 توقع محللون أن يبلغ السعر 77.70 دولار. وقال محللون إن التعطيلات الكثيرة في المصافي في مارس الجاري ستنحسر في أبريل ومايو وإن الانتعاش الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة سيواصل تعزيز الطلب على الخام. وقال لورانس ايجلز من جيه.بي مورجان “نظن أن الحد الأقصى للنطاق السعري انتقل إلى منطقة مريحة عند 85 دولاراً للبرميل لكن هذا يعني إمكانية حدوث قفزات سعرية قصيرة الأجل إلى 90 دولاراً.. سعرنا المستهدف في وقت لاحق من العام والبالغ 90 دولاراً يعني أنه ليس من المستحيل حدوث قفزات خلال التعاملات إلى مستوى 100 دولار”. ويتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي 78.1 دولار في الربع الأول من 2010 ارتفاعاً من 75.70 دولار في الاستطلاع السابق. وزادت أسعار الخام الأميركي حتى وصلت إلى 83.16 دولار خلال الجلسات في مارس من مستواها المنخفض البالغ 78. 6 دولار في بداية الشهر، وتراجع النفط لفترة وجيزة عن 70 دولاراً في فبراير. ورفع البنك الدولي الأسبوع الماضي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي في 2010 في الصين إلى 9.5 في المئة من 8.6 في المئة في تقرير سابق في نوفمبر الماضي. وفي وقت سابق هذا الشهر قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط في 2010 سيرتفع بواقع 1.57 مليون برميل يومياً دون تغير عن توقعاتها السابقة. وأظهر استطلاع منفصل لرويترز شمل كبار المحللين الذين يتابعون النفط هذا الشهر أن إنتاج الدول خارج منظمة أوبك سيرتفع بواقع 300 ألف برميل يومياً في 2010 وأن السوق ستشهد فائضاً على الأرجح هذا العام.