مسؤولون عسكريون فرنسيون يؤكدون المكانة العالمية لـ «آيدكس»

أبوظبي (وام) - تشارك فرنسا بقوة في الدورة العاشرة لمعرض أبوظبي الدولي للدفاع “ايدكس 2011” الذي ينطلق غداً. وتبدو المشاركة الفرنسية متميزة لهذا العام بعد أن تزايدت بشكل كبير خلال الدورات السابقة للمعرض، ما يعكس ليس فقط التأثير الإقليمي المتنامي لهذا الحدث، بل أيضاً التزام فرنسا بإقامة شراكة دائمة مع دولة الإمارات. وتعكس المعروضات بوضوح أن الصناعة الفرنسية تمتلك سلسلة كاملة من نظم الدفاع وفق أحدث التقنيات المتطورة استناداً إلى الخبرة العملياتية للقوات المسلحة الفرنسية المعترف بها عالمياً. ولفت عدد من القادة والمسؤولين العسكريين الفرنسيين إلى نجاح “آيدكس” في تعزيز مكانته بوصفه منصة جذب متميزة لأعداد كبيرة من الزوار والمسؤولين والوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم. وأكد هؤلاء القادة في كلمات لهم في ملحق “الصناعات العسكرية الفرنسية” الذي تصدره مجلة “درع الوطن” بمناسبة معرض “آيدكس” أن قطاع الدفاع بات اليوم يلعب دوراً مهماً ومتزايداً في دعم الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات، إضافة إلى استقطابه كوادر وكفاءات وخبرات متميزة، ما جعله مساهماً مهماً في نمو وازدهار عدة قطاعات صناعية أخرى في الدولة، مشيدين بالعلاقات المتميزة التي تربط الإمارات وفرنسا.. وأعربوا عن سعادتهم بالمشاركة في الدورة العاشرة من المعرض. أحد أهم المعارض قال الجنرال إريك إراستورزا رئيس أركان الجيش الفرنسي إن معرض “ايدكس” يعتبر بالنسبة لصناعات الدفاع الفرنسية أحد أهم معارض الدفاع في العالم، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالسوق الإقليمي، وإن صناعات الدفاع البرية والبحرية الفرنسية اختارت من هذا المنطلق المشاركة في “ايدكس 2011”. وأشار إلى أن فرنسا ودولة الإمارات تتشاطران المفاهيم نفسها في العلاقات الدولية التي تقوم على أساس احترام سيادة واستقلال الدول، كما تهدف الدولتان إلى حماية الاستقرار الإقليمي. من جانبه، أكد جي تيسييه رئيس لجنة الدفاع بالمجلس الوطني الفرنسي أن فرص تطوير العلاقات الفرنسية - الإماراتية تبدو واعدة في المستقبل لعدة اعتبارات سياسية وصناعية، فمن الناحية السياسية تجمع البلدين شبكة حقيقية من المصالح، حيث تلعبان دوراً حيوياً في تحقيق الاستقرار على الساحة الدولية بفضل التحالف القوي الذي يجمع بينهما، ولا تتوانى فرنسا في دعم الإمارات سواء في تنفيذ عمليات حفظ السلام أو تنفيذ البرامج التدريبية بالتعاون مع الدول الأخرى. ومن ناحية المجال الصناعي، قال إن رؤية الإمارات الثاقبة للمستقبل تتفق مع قناعة فرنسا بأن الاستثمارات الضخمة في مجال ابتكار أساليب التكنولوجيا الحديثة هو أفضل وسيلة للانطلاق نحو المستقبل، وتثير الإنجازات الرائعة التي حققتها الإمارات مثل تأسيس شركة “مبادلة” والشركات الأخرى التابعة لها العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة إعجاب دول العالم. وأكد رئيس لجنة الدفاع بالمجلس الوطني الفرنسي أن فرنسا والإمارات ترتبطان اليوم بشراكة طويلة المدى، وأعرب عن ثقته بأن الشركات الفرنسية والإماراتية ستجد أمامها فرصاً سانحة مفيدة لكلا البلدين وهذا ما يؤكده معرضا “آيدكس” و”نافدكس”. حرص على المشاركة بقوة قال جان ماري بوامبوف رئيس المجموعة الصناعية للصناعات البحرية إن معرض آيدكس يمثل حدثاً مهماً بالنسبة للأوساط الدفاعية الدولية ما يفسر حرص فرنسا على المشاركة بقوة في الحدث بدليل مشاركة أكثر من 60 شركة في الجناح الفرنسي. ونظراً للتحديات الدفاعية والأمنية التي يواجهها العالم اليوم، حرصت الشركات الفرنسية العارضة على إبراز خبرتها وأحدث منتجاتها المؤهلة لتلبية احتياجات القوات المسلحة الإماراتية. وأشار إلى أن الشركات الصناعية الفرنسية العاملة في مجال الدفاع البحري تحرص على استخدام أحدث أساليب التكنولوجيا من أجل إتاحة الفرصة أمام فرنسا لتشغيل واحد من بين أكبر أسطولين بحريين عالميين في أوروبا، حيث تضم الصناعات البحرية الفرنسية عدداً من كبريات الشركات العالمية، علاوة على مجموعة من الشركات الصناعية وشركات الخدمات الصغيرة ومتوسطة الحجم ما جعل الصناعات الفرنسية قادرة على تنفيذ أصعب المشاريع بدءاً من مرحلة التصميم وانتهاء بدمج وإنتاج أحدث الأنظمة ذات الاستخدام المزدوج وتصميم المشاريع على المدى الطويل وتلبية الاحتياجات التشغيلية الملحة. وقال إن الصناعة الفرنسية تعمل أيضاً على تقديم الدعم اللازم لمبيعاتها وصادراتها وبدلاً من الاكتفاء بتقديم منتج ما للعميل تقدم الشركات الفرنسية الدعم الفني والعملياتي بما في ذلك تقديم الاستشارات الفنية والتدريب وتبادل الخبرات وإدارة الوعي العملياتي على أعلى مستوى وعلى مدى العمر الافتراضي للمنتجات التي تصدرها. وأعرب رئيس المجموعة الصناعية للصناعات البحرية عن قناعته بأن المشاركة الكبيرة من جانب الشركات الفرنسية في معرض “ايدكس 2011” ستساهم إلى حدٍ كبيرٍ في دعم العلاقات الثنائية بين فرنسا والإمارات. مشاركة فرنسية قوية قال كريستيان مون رئيس النقابة الفرنسية لشركات التصنيع الدفاعي البري إن معرض “ايدكس” حدث مهم بالنسبة للأوساط الدفاعية العالمية، حيث تشهد نسخة المعرض هذا العام مشاركة قوية من جانب الصناعات الفرنسية العاملة في مجال الدفاع البري والأمن وتشمل الشركات المشاركة شركات المقاولات الدفاعية الفرنسية الكبرى، الأمر الذي يعكس اهتمام المسئولين الشديد بإقامة شراكة استراتيجية بين فرنسا والإمارات. وقال إن مشاركة الشركات الصناعية الفرنسية في ايدكس تمثل فرصة مثالية لطرح أحدث المعدات البرية التي تغطي المجالات كافة المتعلقة بعمليات الالتحام مثل معدات المشاة وخفة الحركة والدعم النيراني والقتال الجوي المتحرك والمعدات الرقمية الخاصة بالقتال البري، بالإضافة إلى عرض أحدث التطورات التكنولوجية في مجال إنتاج الإنسان الآلي وأجهزة المحاكاة “التشبيه”. وأشار إلى أن هذه الأجهزة تعكس الخبرة العملياتية الكبيرة التي يتمتع بها الجيش الفرنسي في مجال العمليات البرية التي أصبحت تنطوي على عدد أكبر من العمليات القتالية الخطيرة وتتسم بعمليات الاشتباك الطويلة ووعورة التضاريس البرية. وفي ضوء هذه التحديات، تصبح القدرة على التكيف المستمر شرطاً أساسياً لأمن ونجاح القوات المسلحة في ساحة القتال، وتمثلت تلك الضرورة في طرح معدات وأنظمة جديدة تبشر ببدء عصر تكنولوجي جديد في المجالات الدفاعية والأمنية، وهو ما ستتم مشاهدته للمرة الأولى في معرض “ايدكس 2011”. شراكة استراتيجية قال جان بول هرتمان رئيس اتحاد الصناعات الجوية الفرنسية إن مشاركة الصناعات الفضائية الفرنسية في الإمارات يأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الدولتين عام 1995، حيث تعتبر الصناعات الفضائية من بين الصناعات الاستراتيجية في فرنسا وتشمل المجالات كافة المتعلقة بالتكنولوجيا المتقدمة؛ لذلك كان من الطبيعي تماماً أن تساهم هذه الصناعات في تزويد القوات المسلحة الإماراتية بأحدث المعدات، ولكن تجهيز تلك المعدات يتوقف على تقديم الدعم اللازم لها وقد أقامت الصناعات الفرنسية عدداً كبيراً من المنشآت في الإمارات للمحافظة على تلك المعدات في أفضل حالة تشغيلية ممكنة؛ ونتيجة لذلك أقامت الصناعات الفضائية الفرنسية علاقات مثالية مع دولة الإمارات خلال السنوات الماضية. وأكد أن الإمارات تحرص على تطبيق أفضل معايير الجودة العالمية على الأنظمة الدفاعية والطائرات المدنية ما جعل الإمارات شريكة مثالية للصناعات الفضائية الفرنسية، معرباً عن ثقته بتطور هذه العلاقة الخاصة تطوراً مطرداً في المستقبل، حيث تفخر الشركات الفرنسية بوجه خاص بتقديم الدعم اللازم لإقامة قاعدة للتصنيع والصيانة في دولة الإمارات في أحد أبرز القطاعات التي تعتمد أحدث أساليب التكنولوجيا. وأشار إلى أن حرص الإمارات على شراء ونشر أحدث المعدات المتقدمة لدى الصناعات الفضائية الفرنسية ساهم في منح الإمارات فرصة مثالية للمشاركة بصورة كاملة في عملية تطوير المعدات التي يتم تحديثها طبقاً للاحتياجات الخاصة ومع وضع هذا العامل في الاعتبار آمل أن تتعزز شراكتنا في المستقبل بصورة أكبر مستقبلاً، وأن يتم نقل وتبادل الخبرة الفنية المتقدمة بما يخدم مصلحة البلدين.