تطفيش السياح

كتبت الأسبوع الماضي عن بحثي ذات ليلة عن غرفة في فندق أقضي فيها ليلتي في دبي ولم أجد تلك الغرفة وقررت العودة إلى أبوظبي، فالإرهاق الجسدي أسهل من إرهاق الميزانية المرهقة أصلاً·· وعرجت على فندق متواضع أعرفه من زمان، أيام العز وأيام كانت فيها المائة درهم تساوي مبلغاً محترماً، وكانت غرفة بمائتي درهم دخلت على الموظف متسلحاً ببطاقتي الصحفية عسى أن أحصل على حسم خاص بالعاملين في مهنة الصحافة، طبعاً لم يعبأ لا بالبطاقة ولا بالصحافة·· وقال إن تكلفة الغرفة ألف وخمسون درهماً·· لملمت نفسي منسحباً إلى خارج الفندق مدعياً بأن الفندق لم يعجبني وإنني سأذهب لفندق برج العرب بدلاً من هذا البائس الذي لا يليق بصحفي محترم مثلي·· شعر بتقدم في السن والشيخوخة وبأن العصر يجري بسرعة البرق فلا استطيع مجاراته فلم أتمكن من استيعاب التطور السريع في كل شيء وخصوصاً في قطاع الفنادق والسياحة في البلد ولم أعرف متى ارتفعت الأسعار بهذا الشكل والى هذه الدرجة ·· وتذكرت أنني كنت برفقة صديق قبل خمسة أشهر وهو يدفع حساب غرفته في فندق قصر الإمارات وكان الحساب ألفاً وخمسمائة درهم فقط يومها اعتبرت المبلغ خرافياً حتى وأن كان قصر الإمارات يستاهله·· تصوروا قصر الإمارات وليس فندقاً بائساً كهذا الذي خرجت منه قبل قليل·· ماذا حدث في الدنيا ؟ اعتقد هنا أن على المسؤولين عن السياحة في دبي بشكل خاص وفي الدولة بشكل عام التدخل من أجل كبح جماح الغلاء في أسعار غرف الفنادق فهذا الغلاء سيؤثر لا محالة على السياحة·· و''سيطفش'' السياح وهم أكثر الناس يبحثون عن الأسعار الأفضل في أي مكان في العالم فيهمهم مشاهدة أكبر قدر من الأماكن بأقل التكاليف·· السياحة اليوم هي محرك الاقتصاد عالمياً كما هو محلياً إلى حد كبير ولذلك فإن التدخل الحكومي هنا مطلوب لتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة· سعيد البادي ssalbadi@gmail.com