الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعادة استثمار التراث الشعبي لأدب الطفل في المناهج الدراسية

إعادة استثمار التراث الشعبي لأدب الطفل في المناهج الدراسية
27 ابريل 2016 10:54
أزهار البياتي (الشارقة) دعا مهرجان الشارقة القرائي، الذي يستمر موسمه الثامن حتى 30 إبريل، إلى إعادة إحياء الإرث الحضاري والتاريخي في أدب الطفل العربي، ومنحه فرصة للتعّرف إلى ملامح من أصوله، تراثه، وحضارته الإنسانية، ليستقرأ صفحات مضيئة من منجزات الآباء والأجداد ويستشعر فخر الاعتزاز بالوطن والمنجزات، من منطلق أهمية التراث الثقافي والإنساني في المجتمع، وفي سبيل تعزيز قيمة الموروثات الشعبية التي تعزز أواصر الهوية وتقوي روابط الانتماء في النفوس والأذهان. أدب الأطفال ووفق سياق برنامج الفعاليات الثقافية وملتقى الأدب في دورة المهرجان للعام الحالي، احتضن «القرائي» أمس حوارا بناء وجلسة نقاشية متميزة، تحت عنوان «الرحلات في أدب الأطفال وعوالم السحر والأسطورة والحكايات الخيالية»، بمشاركة كل من الكاتبة إنجيلا ماك إليستر، ود. فاطمة الصايغ، لتؤكد هذه الأخيرة على الأسلوب الخاطئ الذي تتبعه مناهج التعليم الحديث، والتي تستخدم عناصر التخويف في قصص الأطفال وتجعلها أحد عوامل ضعفه وقلقه النفسي، مقارنة بالنمط القديم والبنّاء في التربية وما تربت عليه الأجيال الماضية من قيم ومبادئ ربطتها بسمات العادات والتقاليد والأصول والسلوكيات القويمة، داعية المجتمع والمدرسة إلى إعادة النظر في دور الأدب لما له من أثر على التوجيه المعنوي والاستقرار النفسي خلال المراحل المبكرة من العمر. ملامح الماضي والحاضر فيما أفصحت المؤلفة اليستر، عن سر نجاحها الكبير وشهرتها في مجال الكتابة لأدب الأطفال، مؤكدة على حقيقية أن كافة أعمالها الأدبية تمزج ما بين ملامح تراث الماضي بعناصر الحاضر والمستقبل، ووفق أساليب شائقة وممتعة، رسمت من خلالها لقرائها الصغار عوالم سحرية نائية وفضاءات واسعة من الخيال، آخذة بعين الاعتبار رغباتهم، أفكارهم، وأحلامهم عبر كم الزيارات الميدانية الناشطة التي كانت تجريها في المدارس، للتعرف من خلالها على ذوق الجيل الجديد وما يحتاجه من جرعات ثقافية وأدبية تنمي خياله وتشحذ طاقاته، وتجعله أكثر ارتباطا بمورثه الشعبي وتراثه الإنساني، مطالبة القائمين على المناهج الدراسية بأخذ الأدب الشعبي من قصص وأساطير وحكايات ضمن الخطط المنهجية، وتفعيل دورها الإيجابي في مواجهة سلبيات التقنيات الحديثة. كسر الحواجز وشهد الشارقة القرائي، ندوة أخرى بعنوان «تلازم الصورة والنص في المناهج الدراسية للأطفال» بمشاركة كل من د. محمد عبد الله عمارو، والكاتب مايكل ريكس، حيث جرى الحديث عن أهمية الصورة التي ترافق النص في بناء المنهج الدراسي وكونها تشكل عنصر تشويق وإثارة لدى المتعلم، كما أنها تعد وسيلة إيضاح تساعد على فهم الموضوع، وإثارة نفسية المتعلم عاطفياً وعقلياً، وكسر الحواجز الزمانية والمكانية، محفّزة الطفل على استغلال ملكاته الذهنية، ومنميّة لديه القدرة على الملاحظة والتأمل والتفكير والتأويل والتحليل. فيما أشار ريكس إلى أسلوب إدخال النص بالصورة في المناهج وكتب الأطفال كتقنية جديدة تسهم في منع تشتت الذهن أثناء القراءة، مؤكدا على أنها إحدى الطرق التي تكفل منافسة قوية للمحتوى الإلكتروني من تلفزيون ووسائل تقنية حديثة، كما أنها أثبتت قدرتها على توظيف أدوات متغيرة في مخاطبة الطفل. 120 ألف زائر خلال خمسة أيام الشارقة (الاتحاد) أعلن مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الثامنة، والذي تقام فعالياته في مركز إكسبو الشارقة إلى تحقيقه أرقاماً قياسية وصلت إلى حدود 120 ألف زائر خلال الأيام الخمسة الأولى، وذلك منذ انطلاق فعالياته في 20 أبريل الجاري، وهو ما يشير إلى زيادة عدد زوار الدورة الحالية، مقارنة مع عدد الزوار خلال الفترة ذاتها من الدورة السابعة. وقد أسهمت الفعاليات التي ينظمها المهرجان في دورته الحالية والتي تجاوز عددها 1500 فعالية في الوصول إلى هذا العدد الكبير للزوار، حيث توزعت على عدة برامج، تشمل فعاليات الطفل، والبرنامج الثقافي، والمقهى الثقافي، والمبدع الصغير، وبرنامج الطهي، ومقهى التواصل الاجتماعي، إضافة إلى معرض الفضاء الذي يقام لأول مرة في المهرجان، ومعرض الشارقة لرسوم كتب الطفل. ووصف «أحمد بن ركاض العامري»، رئيس هيئة الشارقة للكتاب هذا النجاح، قائلاً: «استقطب مهرجان الشارقة القرائي للطفل أعداداً كبيرة من الزوار والأطفال بفئات مختلفة في أيامه الأولى، منها عدة شرائح من طلبة المدارس، والكوادر التعليمية والتدريبية والإدارية، والعائلات، ومسؤولو المكتبات العامة والمدرسية، الذين جاؤوا للتعرف إلى كل ما هو جديد في المهرجان، واقتناء أحدث إصدارات دور النشر المشاركة». «رجل آلي» من صنع الأطفال ضمن سلسة الفعاليات والأنشطة العلمية والثقافية والترفيهية، التي يقدمها ركن «تقنية المعلومات» في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، شهد زوار المهرجان من الأطفال ورشة تفاعلية بعنوان «الفنان الرقمي»، التي قدمت نظرة عامة عن التكنولوجيا، وكيفية التعامل مع هذه الثورة العصرية، واستخدامها في الحياة اليومية. ورشة الفنان الرقمي نقلت الأطفال من خلف الأجهزة الذكية، ليصنعوا منها شيئاً ملموساً، من خلال تعليمهم كيفية صناعة الرجل الآلي باستخدام مجموعة بسيطة من الأدوات التي تتواجد في البيت، مثل الأكواب، والأقلام، والألوان، والملصقات، والبطاريات، ليصنعوا منها رجلاً آلياً قادراً على الحركة بشكل صحيح. وتفاعل الأطفال الذين تواجدوا بردهة تقنية المعلومات، بشكل كبير مع هذه الورشة التي ساعدتهم في التعرف إلى كيفية صناعة الرجل الآلي، وتحفيزهم على التفكير بالمكونات التي يستخدمونها بين أيديهم، وكيفية إعادة التدوير لبعض المواد المستهلكة. المجلس الإماراتي لكتب اليافعين يستضيف نظيره البريطاني حل المجلس البريطاني لكتب اليافعين، أحد فروع المجلس الدولي لكتب اليافعين، ضيف شرف على نظيره الإماراتي للمشاركة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل. وجاءت المشاركة بناءً على دعوة من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وضم الوفد كلاً من صوفي هلام، ممثلة عن المجلس البريطاني لكتب اليافعين، وجوليا اكليشار، الكاتبة المتخصصة في أدب الأطفال، ودايان هوفمير، مؤلفة كتب الأطفال، وأليكسيس ديكون، المتخصص في رسوم كتب الأطفال، بناءً على دعوة خاصة من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين. وقالت مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: يسعدنا مشاركة المجلس البريطاني لكتب اليافعين في المهرجان، ونتطلع لأن تساهم مثل هذه الزيارة في تعرف الوفد البريطاني على الجهود التي تبذلها إمارة الشارقة ودولة الإمارات في غرس وتعزيز حب القراءة والأدب لدى الأطفال واليافعين، واكتشاف مزيد من النقاط المشتركة بين مختلف الثقافات المشاركة في المهرجان. المقهى الثقافي يناقش «كتب الأطفال والعولمة» شهد المقهى الثقافي، الذي يقام على هامش فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الثامنة، أمس، عقد ندوتين، الأولى بعنوان «كتاب الأطفال وعصر العولمة»، قدمتها الكاتبة الجزائرية جميلة يحياوي، والثانية بعنوان «موسوعات الأطفال.. ضرورتها وواقعها» قدمتها القاصة السورية نبيلة علي، حيث ناقشت كلا الندوتين قدرة الكتاب على مواجهة ما أحدثته العولمة التي أذابت الحدود بين البشر، فيما سلطت الثانية الضوء على أهمية الموسوعات في توفير المعرفة للطفل. الكاتبة الجزائرية جميلة يحياوي، قالت خلال مداخلتها في ندوة «كتاب الأطفال وعصر العولمة: الطفل هو أهم شريحة في المجتمع، وهي تعد الأكثر دقة وهشاشة في الوقت نفسه، وبالتالي فعلينا أن نهتم بها كثيراً، وأن نقدم لها كل ما تحتاجه، وأن نكفل لها حقوقها. وأكدت أن كثيراً من الأمور تتداخل لتكون شخصية الطفل، بدءاً من الوالدين وانتهاء بالمجتمع، وأضافت: «علينا إدراك أن الطفل يبدأ بالتعلم منذ ولادته، لذا علينا أن نقدم له ما يحتاجه من معلومات التي تتناسب مع مرحلته العمرية، ولذلك فأدب الطفل مقسم بحسب الفئات العمرية، لأن لكل فئة احتياجاتها، وكل ما يقدم لها تخزنه في ذاكرتها، وبناءً على ذلك يتم تحديد شخصية الطفل المستقبلية، ?مشيرة ?إلى ?أن ?الفضائيات ?والإنترنت ?أصبحت ?مصدراً ?مهماً ?يستقي ?منها ?الأطفال ?معرفتهم، ?ودعت ?إلى ?ضرورة ?أن ?يقوم ?الوالدان ?بمراقبة ?كل ?ما ?يأتي ?من ?هذه ?المعرفة، ?لضمان ?حصول ?الطفل ?على ?المعرفة ?الإيجابية. أما في ندوة «موسوعات الأطفال.. ضرورتها وواقعها»، فقد ألقت الضوء على طبيعة الموسوعات في العالم العربي، حيث قالت: «الموسوعة هي توثيق وجمع للثقافة الإنسانية، وتكمن أهميتها في أنها تشكل مصدراً لتوفير المعلومات الأولية، ومع ظهور الانترنت فقد كثر ظهور الموسوعات ومن أبرزها «انترميديا» و«ويكيبيديا». وذكرت أن للموسوعات إيجابيات عدة تقابلها مجموعة من السلبيات، فمن ايجابياتها أنها توفر للباحث مراجع غالية الثمن، بشكل مجاني، كما يمكن الاحتفاظ بها وبما توفره من معلومات وبالتالي تبادلها مع الآخرين. أما السلبيات فتكمن في إمكانية الدخول في مواضيع فرعية، مع عدم التأكد من صحة المعلومات أحياناً، فضلاً عن كونها مفتوحة أمام الجميع، الأمر الذي أصبحت تحتاج فيه إلى إعادة صياغة وترتيب. فقاعات الصابون تبهج الصغار وسط تفاعل كبير من الأطفال والأهالي، قدم الفنان العالمي سامويل برنابي هيث، عرضاً مشوقاً لفقاعات الصابون والماء، خلال مشاركته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل بنسخته الثامنة، حيث يعد هذا العرض واحداً من الأنشطة الترفيهية العائلية التي تتضمنها أجندة المهرجان الحافلة بالفعاليات الهادفة إلى دمج الأطفال بعالم الخيال. ورافقت تشكيلات الفقاعات الصغيرة والكبيرة ذات الألوان المختلفة، موسيقى وأغان ذات أنماط عدة منها الكلاسيكي والروك والبوب، ما جذب الأطفال إلى الانخراط فيها وجعلهم جزءاً من العرض الممتع. وقد انشغل الأطفال بالمرح مع الفقاعات ذات الأحجام المختلفة، التي لم تكتف بالأشكال التقليدية، بل صنعت بأشكال حديثة ومتطورة أبهرت الأطفال، حيث جمع الفنان سامويل برنابي هيث في عرضه المسرحي بين الخيال والواقع، سحر بها الجمهور، حيث قام بصنع فقاعات كبيرة دخل فيها الأطفال، كانت أشبه بالرسوم المتحركة وأفلام الكرتون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©