الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غالية الظاهري ترصد الدور الاجتماعي للقصر في الستينيات

غالية الظاهري ترصد الدور الاجتماعي للقصر في الستينيات
24 فبراير 2014 01:10
جهاد هديب (الاتحاد) - انطلقت مساء أمس الأول في مبنى المجلس في باحة قصر الحصن سلسلة الندوات المصاحبة لمهرجان قصر الحصن الذي يستمر حتى الأول من الشهر المقبل، بندوة قدمتها الدكتورة غالية الظاهري عن «قصر الحصن – ذكريات شخصية عن دور اجتماعي». الندوة التي استمرت لساعة متواصلة كانت أقرب إلى حديث ذكريات تخص المجتمع الأهلي بأبوظبي عن القصر وعلاقته الاجتماعية بالمدينة منذ تأسيس الحصن، ونشأة المجتمع في محيطه وتحوُّل المدينة الساحلية الناشئة قبل أكثر من مائتين وخمسين عاماً مع اكتشاف المياه إلى عاصمة لإمارة أبوظبي، وفي القلب من ذلك علاقة القصر اليومية مع المجتمع ومع الوافدين إليه عابرين أو مقيمين عبر عهود مختلفة من عمر المدينة، وفي عهود اختلفت باختلاف حكام القصر وبالتفاوت في الرخاء الاقتصادي بين فترة وأخرى على مدى تلك المدة الزمنية، مع تركيز على تلك الفترة التي عاشتها غالية الظاهري على مقربة من القصر وفي ساحاته منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي، بمعنى حدوث ذلك النوع من التداخل، في الرواية عن المدينة ومجتمعها، بين الخاص والعام، خاصة أن الحديث جاء شفويا وارتجاليا باستثناء بضعة رؤوس أقلام دونتها الدكتورة غالية الظاهري في هاتفها النقال، لتستند إليها في انتقالاتها من مرحلة إلى أخرى. وإذا كانت غالية الظاهري قد انطلقت في حديثها بدءاً من رحلة انتقال العائلة من مدينة العين إلى أبوظبي، بحكم أن والدها كان يعمل في خدمة الجيش الإنجليزي، حيث بلغ أعلى رتبة نالها مواطن إماراتي في ذلك الجيش بحسب ما قالت، فقد كان حديث الذكريات الشخصية مشفوعا بصور فوتوغرافية لقصر الحصن خاصة وأبوظبي عموما، بحيث رصدت التحولات في الأمكنة والمطارح بحكم ما عرفته هي بوصفها شاهدة عيان عليها، وعلى مجمل التحولات التي قادت إلى نشوء الاتحاد والأرضية السياسية والاجتماعية التي هيّأت لذلك. وقالت: «لقد وصف الرحالة الأجانب القصر بالمهيب، والقصر الأبيض وكذلك بالذي تتناثر حوله الأكواخ، غير أن ما أعرفه أنا عن القصر قد استقيته من الروايات الشفوية للأجداد ومن طفولتي التي عشتها بين القصر وجواره». في هذا السياق، روت الدكتورة الظاهري العديد من حكايات الطفولة جعلت البعض منها مركزياً بالنسبة لروايتها عن الحصن، مثل أن البعض من التجار الذين كانوا يأتون إلى أبوظبي محملة قوافلهم بالأقمشة والتمر والتوابل والفحم الحجري والفواكه المجففة وسواها، لم تكن بضاعتهم تُباع كلها بعد مسير اثني عشر يوماً أو أسبوعين، حيث كان الحاكم يشتريها من التجار وعندما تشح من السوق كان يقوم بتوزيعها على الناس. كما أشارت إلى أن الحصن كان ملجأ للناس: «يأويهم من الخوف حيث كان أول خوف للناس يأتي من البحر فكانوا يتركون البيوت ويأوون إليه، وكذلك كانت تأوي إليه الناس في حال الخصومات وخاصة القتل العمد، حيث كان سائداً أن يُقتل القاتل مباشرة ودون محاكمة أما في حال نجاحه في الوصول إلى مجلس الشيخ في القصر، فإنه يضمن حدوث المحاكمة التي قد تحكم بإعدامه لكنه يضمن سقوط القصاص عن عائلته. أما في رمضان، وفي تلك الفترات التي كانت الناس تعاني من القحط وشظف العيش فكان الشيخ يخصص لكل عائلة من عائلات أبوظبي حصتها من القمح واللحم يومياً، بينما حدد لنا والدي نحن الإناث أن نذهب إلى القصر لتناول طعام الإفطار هناك». وأكدت غالية الظاهري أن «القصر قد لعب دوراً مهماً في الحياة الاجتماعية آنذاك، أي في الستينيات من القرن الماضي، فاستجلب بعثة تبشيرية من البحرين كانت تمنح الناس لقاحا ضد الجدري، وكان ذلك لأول مرة، فنادى المنادي في السوق فجرى إدخال الحريم إلى ساحة القصر لتطعيمهن ولتشجيعهن على ذلك، وخاصة الشابات من بينهن اللاتي كانت تتردد على أسماعهن قصائد تشجع على تناول المطعوم». ومن بين الذكريات الشخصية، تطرقت الظاهري إلى تعرفها على الموسيقى، فأوضحت أنها لم تكن تعرف من الأدوات الموسيقية غير الطبل، لكنها عندما سمعت لأول مرة فرقة الموسيقى الخاصة بالشرطة أخذ أحاسيسها ذلك التناغم بين الطبول والآلات النحاسية، فدأبت على الصحو المبكر للاستماع إلى الفرقة صباح كل يوم، ولم تنقطع عن هذه العادة إلا عندما تمّ إلحاقها بالمدرسة، حيث ألبسوها «مريولاً مدرسياً» كان عبارة عن كندورة وبنطلون واسع يسمى «الشلش»، غير أنها أبت في البداية الذهاب إلى المدرسة إلا بعد الانتهاء من الاستماع اليومي للموسيقى، وهي عادة لم تتركها إلا تحت ضغط المدرِّسة التي قالت إنها كرهتها بسبب ذلك وبسبب إكراهها على حضور الطابور الصباحي. لكنها أحبت المدرسة وكانت تنال المركز الثالث في صفها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©