الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمام المغربي خلطة سحرية تحمل أسرار جمال المرأة

الحمام المغربي خلطة سحرية تحمل أسرار جمال المرأة
25 مارس 2010 20:54
ارتبط جمال المرأة المغربية بالحمام التقليدي، فأصبح الاستحمام في الحمام الشعبي تقليدا تحرص المغربيات عليه للاستفادة مما يؤمنه من مزايا للجسم من الناحية الصحية والجمالية والنفسية. واهتم المغاربة بالحمامات منذ زمن بعيد حيث حرصوا على بنائها داخل بيوتهم لمنع النساء من الاستحمام خارج البيت. واحتلت الحمامات مكانة هامة في الثقافة الشعبية المغربية حيث كانت النسوة تحرص على جلساتها لتداول أخبار القريبات والجارات ولاختيار الفتيات وترشيحهن للزواج من رجال العائلة، وكان وجود الخاطبة في إحدى الحمامات الشعبية يعني للعازبات الاستعداد لاستقبال عريس خلال الأيام القادمة، حيث تستغل الخاطبات الحمام لاختيار الفتيات وفق شروط العريس فترشح له إحداهن بعد أن تأكدت من مواصفاتها الجمالية واهتمامها بمظهرها وأناقتها، فظروف الاستحمام الجماعي في الحمام الشعبي تسمح للخاطبة باكتشاف جمال العازبات ومطابقة أوصافهن مع شروط العريس، ولازالت الخاطبات يعتمدن على الحمام لتسهيل مهمة اختيار العروس في القرى والأحياء الشعبية التي تحكمها عادات وتقاليد محافظة. أما اليوم فقد أصبح الحمام المغربي أشبه بناد صحي تقصده النساء للاستحمام والتعارف، حيث تحرص المغربيات على الذهاب مرة في الأسبوع الى الحمام من أجل الاستحمام والاستفادة من الوصفات الطبيعية، وأيضا من أجل الثرثرة وتبادل الخبرات والتجارب في التجميل والطبخ والحياة الزوجية، فالكثير من المغربيات يعتبرن الحمام المكان المفضل للدردشة والحديث في مختلف الأمور، وأغلبهن يصطحبن معهن رفيقاتهن أو جاراتهن للتسلية بالأحاديث داخله، وإن تعذر عليها ذلك فهي تحرص على نسج علاقات صداقة خلال السويعات القليلة التي تقضيها داخل الحمام. ثرثرة وخناقات تقول مريم الرايس، عاملة بحمام، إن النساء تقضين أكثر من ثلاث ساعات داخل الحمام يستعملن الوصفات الطبيعية ويتسلين بالأحاديث والقصص ويتبادلن وصفات التجميل كتفتيح لون البشرة والمحافظة على شعر الرأس. وعن الخناقات التي تحدث داخل حمام النساء تقول العاملة: “الجلسات المطولة من النميمة والثرثرة وتبادل أخبار الزيجات والخلافات العائلية تقود في الغالب إلى حدوث بعض المشادات والصراعات بين النساء ما تلبث أن تنتهي بعد تدخل العاملات، لكن الخناقات تحدث بكثرة في الحمامات الشعبية التي تقصدها بعض النسوة لتصفية حساباتهن مع أخريات، وهذا لا يعني أن جميع الحمامات تحدث بها مشاكل وخناقات بل ان أغلب الحمامات مريحة وراقية وتؤمن لزبنائها الاستحمام والاسترخاء والتعارف وتكوين صداقات متينة”. وتؤكد أن للحمام فوائدا ومزايا على الجسم والصحة، فهو ينظف الجسم بعمق ويخلصه من الخلايا الميتة المتراكمة، ويساعد الإقبال المستمر على جلسات الحمام على تفتيح البشرة وتوحيد لونها وتغذيتها وحمايتها من المؤثرات الضارة، وتضيف “الحمام من أفضل وسائل تقشير البشرة وتنعيمها وتخليصها من الدهون والخلايا الميتة فهو يعمل على التخلص من الحبوب والبثور الموجودة على الجلد ويمنح البشرة النضارة والإشراق والاسترخاء”. حمام للرجال وإذا كانت النساء يقصدن الحمام للحصول على بشرة نضرة وجسم جميل وشعر طويل فإن الرجال يرتادون الحمامات الطبيعية بحثا عن المزايا الصحية والنفسية التي تمنحها جلسات الحمام، كالإحساس بالراحة والانتعاش والتخلص من الأمراض، حيث يساعد الحمام في علاج عدة أمراض والوقاية منها وتقوية الجسم، كما تعتبر جلسات الحمام علاجا مفيدا لليونة العضلات وارتخاء الأنسجة اللينة وأمراض الفقرات العنقية وانزلاق الغضروف، كما يساعد الحمام على التخلص من تأثير النشاطات اليومية الروتينية واضطرابات النوم، ويفتح المسام ويرخي العضلات ويشد الجسم ويقوي الدورة الدموية ويجدد حيوية الجسم. حمام خمس نجوم تعتبر زيارة الحمام طقسا من طقوس العرس المغربي حيث يخصص يوم لحمام العروس تتخلله طقوس وعادات عريقة، وتنطلق العروس مع صديقاتها وبنات العائلة إلى الحمام قبل العرس بيومين، وتحت قبة الحمام تتم إضاءة الشموع لطرد الأرواح الشريرة وإنارة سبيل السعادة والهناء أمام العروس، وتشرع الفتيات المرافقات للعروس في العناية بها وتطبيق أنواع كثيرة من الوصفات الطبيعية على جسمها، ويرافق هذه الطقوس احتفال غنائي راقص. وينصح خبراء التجميل كل فتاة مقبلة على الزواج بارتياد الحمام عدة مرات قبل شهرين من إقامة العرس لتبدو في أحلى صورة في حفل زفافها. وقد أدخلت على هندسة الحمامات وخدماتها تغييرات كثيرة لتلائم المرأة العصرية وتساعدها على الاستفادة من الوقت الذي تقضيه داخل الحمام، فأصبحت الحمامات تتوفر على عدة مكونات لخدمة الزبائن وارضائهم مثل قاعة للاستراحة وتغيير الملابس، وصالون حلاقة وتجميل ومركز للتدليك ومقهى وقاعة للرياضة. ويعمل في الحمام طاقم متخصص في مجال المساج والتدليك والتجميل يساعدون الزبون في جميع مراحل الاستحمام، وقد ساعد إقبال الأثرياء على جلسات الحمام في إقامة مراكز صحية وتجميلية متكاملة تلبي حاجة الباحثين عن الاسترخاء والراحة في الحمام التقليدي، وتم تجهيز الحمام العصري ليصبح حمام “خمس نجوم” ترتاده العرائس لأنه يتوفر على غرف (للساونا) وغرف رومانسية مملوءة بالشموع المعطرة ويقدم الشاي والمشروبات ويعمل فيه أخصائيون يستقبلون العروس منذ وصولها صباحا ويودعونها في المساء، حيث تخرج من باب الحمام عروسا بزينة كاملة مع الزفة. منافع الحمام ينصح خبراء التجميل والصحة المرأة بارتياد الحمامات الطبيعية للعناية بالبشرة والحفاظ على نضارتها وحيويتها الدائمة، ويؤكدون أن الحمام يصلح لجميع أنواع البشرة لأنه يخلصها من السموم والأوساخ والغبار وطبقة الجلد الميتة التي تمنعه من التنفس، ويعزي الخبراء منافع الحمام إلى حرارته وبخاره والوصفات الطبيعية التي تستعمل في الحمام باعتباره أفضل مكان لنقل الزيوت الأساسية وخلاصة النباتات إلى الجسم بكل سهولة بعد أن أصبحت مسامه نظيفة بفعل الحرارة والرطوبة. وتتلخص طريقة الاستحمام في الحمامات الشعبية بتعريض الجسم للبخار والحرارة المرتفعة بهدف فتح مسام الجلد، ثم توضع كمية من مسحوق “الصابون البلدي” على كافة أعضاء الجسم مع الحرص على عمل مساج خفيف وتوزيع الصابون على البشرة بحركة دائرية، وبعد 10 دقائق يغسل الجسم بالماء الساخن وتبدأ عملية تدليك الجسم “التكييس” حيث يفرك الجسم بالليفة باستثناء الوجه الذي يمكن إزالة خلاياه الميتة باليدين فقط. وتتباين الخلطات والوصفات التي تستعملها النساء بعد عملية التكييس حسب رغبة وحاجة كل منهن، فبعضهن يستعملن (عناق ماسك طين) على كامل الجسم لمدة 15 دقيقة وأخريات تضعن الزيوت وخلاصة النباتات لترطيب البشرة وتفتيح لونها.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©