الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أربعة بعقل واحد

18 فبراير 2011 22:31
كم أبهرتني الرحلة التي قمت بها خلال الأسبوع الماضي إلى عُمان الشقيقة، وذلك لتغطية بطولة الطواف العربي للإبحار الشراعي، والتي انطلقت بالفعل من الدوحة، مروراً بالمنامة، ثم أبوظبي، متجهه إلى رأس الخيمة، ثم مسندم ومصنعة ومسقط. كم هي رائعة هذه الرياضة، والتي تعتمد بالمقام الأول على الرياح، حيث إنه كلما زادت سرعة الرياح، زادت سرعة هذه القوارب، حيث إنه من الصعب توقع الفترة الزمنية التي سوف تستغرقها هذه القوارب في رحلتها، طالما أنها مرتبطة بسرعة الرياح والأمواج. ذهبت إلى عُمان وأنا لا أعلم أي شيء عن هذه الرياضة، حيث إنني للمرة الأولى اسمع عن بطولة الاكستريم 40، حيث إن علاقتي بالرياضة البحرية ليست بتلك القوة كما هي مع بقية الرياضات، فكانت فرصة رائعة للتعرف إلى أسرار وخبايا هذه الرياضة. لقد أذهلني ما شاهدته، فكان الفريق الواحد يضم أربعة أشخاص، فما كان منا إلى أن قمنا باستقلال قارب مطاطي، للذهاب خلف الاكستريم 40، ومشاهدة ما يقوم به أعضاء الفريق الأربعة، والذين كانوا يعملون بصمت، وسرعة بديهية هائلة، دون التحدث مع بعضهم البعض، فنظرة واحدة تكفي الشخص الآخر لفهم ما يريد منه القبطان، فكانوا الأربعة جميعهم يعملون بعقل واحد، ليواجهون تحدي الأمواج والرياح العاتية. وشهدت بطولة الطواف العربي للإبحار الشراعي وللمرة الأولى مشاركة العنصر النسائي، متمثلة بالبحرينية ليلى نيروز، والتي كانت الفتاة الخليجية الوحيدة المشاركة في هذه البطولة، وهو ما يفتح الباب أمام العنصر النسائي، للدخول لهذا المعترك، والذي يمثل رياضة الآباء والأجداد. إن هذه الدعوة عبرت بالفعل عن روح التعاون والترابط بين الرياضيين في القطرين الشقيقين، الإمارات، وعُمان، وما يربط بين الرياضيين منها وفي مختلف المجالات من تعاون وتبادل خبرات، والمشاركة الفعالة في الأنشطة التي تقام فيها والتنسيق المستمر وتبادل الآراء والخبرات للوصول إلى الأهداف المنشودة. إن ما لاقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة ليعبر تعبيراً صادقاً عن ما يكنه الإخوة في عُمان، لإخوانهم في الإمارات من محبة وتقدير وتأكيد على أواصر المحبة والإخوة، حيث أثبت الشباب العماني قدرته المميزة في الإعداد لمثل هذه السباقات لإبراز الوجه الحضاري لعُمان. إن هذه الأنشطة والرياضات البحرية تربط الماضي بالحاضر، حيث ركب الآباء والأجداد البحر طلباً للرزق، والانتقال والانتفاع بخيراته الوفيرة والتي لا تعد ولا تحصى، وهذا هو سر ارتباطنا بالبحر على مر الأزمان والعصور. ومضة الأسبوع: روعة التنظيم والاستضافة ليستا غريبتين على الأشقاء في السلطنة، فشكراً عُمان. محمد السبع | Mohamed.alsabaa@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©