الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس برلمان أوكرانيا يتولى السلطة ويدعو لحكومة وطنية غداً

رئيس برلمان أوكرانيا يتولى السلطة ويدعو لحكومة وطنية غداً
24 فبراير 2014 00:42
عواصم (وكالات) ـ دخلت أوكرانيا أمس مرحلة ما بعد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الذي منح البرلمان صلاحياته مؤقتا الى رئيسه الكسندر تورتشينوف المقرب من المعارضة المعروفة يوليا تيموشينكو التي بدأت موسكو مغازلتها في ابداء عدم ممانعتها توليها رئاسة الحكومة الانتقالية او الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 25 مايو. بينما وعدت الولايات المتحدة واوروبا بمساعدات اقتصادية لدعم الحكومة الأوكرانية المقبلة. وأشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن بقرار الجيش الأوكراني عدم التورط في أي شكل بالأزمة التي تشهدها بلاده، بينما اعتبرت سوزان رايس مستشارة الرئيس الأميركي باراك اوباما اي محاولة لإرسال روسيا قوات إلى كييف لتثبيت الحكومة السابقة بمثابة “غلطة جسيمة». ولم يعرف مكان وجود يانوكوفيتش الذي حمله حزبه مسؤولية ما حدث في البلاد، إلا أن معلومات أكدت محاولته الهرب إلى الخارج على متن مروحية عبر رشوة حرس الحدود من دون أن ينجح بذلك. بينما أعلن القائم بأعمال وزير الداخلية أرسين أفاكوف أن الرئيس المعزول حاول السبت مغادرة أراضي أوكرانيا، إلا أن حرس الحدود لم يسمح له بالمغادرة من مطار دونيتسك، مضيفا أن الرئيس المعزول توجه بسيارته إلى جهة مجهولة. وطبقا للدستور انتخب النواب تورتشينوف أمس رئيسا للبلاد بالوكالة بغالبية كبيرة. كما اتفق النواب على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول غد الثلاثاء. وبدأ بالفعل تسريب بعض الأسماء المرشحة لترؤسها من وجوه المعارضة مع العلم أن تيموشينكو أعلنت عدم اهتمامها بتسلم هذا المنصب غداة الإفراج عنها. وغداة إعلان يانوكوفيتش رفضه الاستقالة والانقلاب عليه، تلقى ضربة قاسية من حزبه “الاقاليم” الذي تخلى عنه وحمله مسؤولية الأحداث الأخيرة. وقال الحزب إن «أوكرانيا تعرضت للخيانة وتم تأليب الأوكرانيين بعضهم على بعض» مضيفا أن يانوكوفيتش «مسؤول عن الأحداث الدامية الأخيرة». واستعاد وسط كييف هدوءه، وتجمع في ساحة ميدان عشرات الآف الأشخاص من شبان وأطفال ومناصرين للمعارضة، فحمل بعضهم الأزهار تكريما للذين قتلوا، وقام بعضهم الآخر بتصوير المتاريس وآثار الرصاص على الابنية الناتجة عن أعمال العنف خلال الأيام القليلة الأخيرة. وأعلنت وزارة الصحة الأوكرانية حصيلة جديدة لقتلى أعمال العنف أفادت بسقوط 82 قتيلا منذ الثلاثاء. وفي الوقت نفسه قام متظاهرون بتخريب مقر الحزب الشيوعي المتحالف مع حزب يانوكوفيتش وكتبوا على جدرانه عبارات «قتلة، مجرمون». ومنذ مطلع الأسبوع تم تخريب وتدمير نحو 40 تمثالا للينين خصوصا في شرق البلاد. وتم العثور في منزل يانوكوفيتش في ضواحي كييف على وثائق تكشف عن عمليات رشاوى منظمة وعلى لائحة تضم أسماء الصحفيين الواجب مراقبتهم. أما تيموشينكو فأعلنت أنها ستلتقي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل «قريبا جدا». وقالت لها المستشارة الألمانية في اتصال هاتفي معها «أهلا بك إلى الحرية» وعرضت عليها استكمال علاج الآلام في ظهرها في ألمانيا. وفي روسيا، صرح ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون رابطة الدول المستقلة بأن إقرار ترشيح رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو لرئاسة حكومة ائتلافية في أوكرانيا سيساعد على تحقيق الاستقرار في البلاد. وقال سلوتسكي أمس إن تيموشينكو قد تكون مرشحة قوية لانتخابات الرئاسة. واثار موضوع إلغاء اللغة الروسية كلغة محلية في أوكرانيا قلقا روسيا بشأن حقوق الناطقين بالروسية في أوكرانيا وأشار نائب الروسي إلى أن سبب ذلك يكمن في محاولات فصل أوكرانيا عن روسيا بما في ذلك استخدام عامل اللغة، مضيفا أن ذلك نتيجة للصراع الجيوسياسي والحضاري الدائر اليوم. وحذر سلوتسكي من أن قرار البرلمان الأوكراني هذا سيؤدي إلى تضييق مجال التعليم باللغة الروسية، معربا عن أمله في تراجع كييف عن هذا القرار. وأضاف أن هذه الخطوة السلبية يجب ألا تعيق تعاون روسيا مع الحكومة الائتلافية المستقبلية. من جانب آخر قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «أشيد ببيان الجيش الأوكراني الذي قال فيه انه لن يتدخل في أي شكل في الأزمة السياسية..من المهم أن تبقى الأمور على هذا النحو». وتابع «ما زلت أدعو إلى الهدوء وضبط النفس ليتمكن كل الأطراف من التركيز على الطريق الذي يفضي إلى الديموقراطية والاستقرار والازدهار عبر حوار سلمي وانتخابات سريعة». ومع أن التوترات تراجعت خلال اليومين الماضيين مع انهيار سلطة يانوكوفيتش فإن مظاهر القلق ازدادت على وحدة البلاد التي باتت مهددة بالتقسيم بين غرب يدين بالقومية الأوكرانية وينطق بهذه اللغة، وشرق يوالي روسيا ويتكلم لغة هذا البلد. وفي سيباستوبول الواقعة في جنوب أوكرانيا على شاطئ البحر الأسود وحيث يوجد الأسطول الروسي تجمع نحو عشرة الآف شخص أمس تلبية لحركات موالية لروسيا واطلقوا هتافات ضد «الفاشيين الذين سيطروا على السلطة في كييف». وقال منظمو هذه التظاهرة إن «السلطة الجديدة تريد حرمان الأوكرانيين الناطقين بالروسية من حقوقهم ومواطنيتهم». وشددت العديد من العواصم على ضرورة الحفاظ على وحدة أوكرانيا. واتفقت ميركل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضروة أن «تشكل حكومة في أوكرانيا بأسرع وقت والحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا». ووافقت المستشارة الألمانية وبوتين على ضرورة الحفاظ على «وحدة أراضي» اوكرانيا. وحمّلت كتلة حزب الأقاليم في البرلمان الأوكراني كامل المسؤولية عن سقوط الضحايا في اشتباكات كييف لفيكتور يانوكوفيتش والمقربين منه. ودانت كتلة حزب الأقاليم في بيان «الأوامر الإجرامية» التي أدت إلى سقوط الضحايا وإهدار الأموال العامة وزيادة الديون والإهانة أمام الشعب الأوكراني والعالم، وأضاف أن سياسة يانوكوفيتش دفعت البلاد إلى حافة الهاوية وخطر التفكك وفقدان السيادة الوطنية. وأكد البيان: «ندين هروب يانوكوفيتش وتخاذله وخيانته وندين الأوامر الإجرامية التي أدت إلى تضليل المواطنين العاديين والجنود والضباط». وكان البرلمان الأوكراني صوت في جلسته العامة لمصلحة نقل صلاحيات رئيس الدولة إلى رئيس البرلمان فلاديمير تورتشتينوف. وأيد هذا القرار 287 من النواب. وأوعز تورتشينوف للنواب بالتوصل قبل 25 فبراير، إلى اتفاق بشأن تشكيل أغلبية برلمانية وحكومة وحدة وطنية. وقال رئيس البرلمان في جلسة أمس «أوعز بالبدء فورا بإجراء مشاورات بشأن تشكيل أغلبية برلمانية جديدة وحكومة ثقة وطنية»، مؤكدا ضرورة الاطلاع على نتائج المباحثات في موعد أقصاه. وقرر البرلمان إقالة القائمين بأعمال وزراء الخارجية ليونيد كوجارا والتعليم والعلوم دميتري تاباتشنيك والصحة رائيسا بوغاتيريوفا. كما صادق معظم نواب البرلمان على مشروع قانون يسمح للبرلمان بتعيين القضاة. وصوّت 326 من أصل 450 نائبا في البرلمان لمصلحة إلغاء القوانين الصادرة في 16 يناير، والتي أدى إقرارها في ذلك الحين إلى تصعيد النزاع بين الحكومة والمعارضة. كما ألغى البرلمان الأوكراني قانونا منح اللغة الروسية وضع لغة محلية في نصف مقاطعات البلاد التي يقطنها 10% على الأقل ممن يعتبرها اللغة الأم. الى ذلك، رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالإفراج عن تيموشينكو ودعا إلى تجنب العنف في هذا البلد والحفاظ على «وحدته وسلامة أراضيه». وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس الأميركي باراك اوباما في مقابلة مع شبكة «ان بي سي» التلفزيونية «ليس من مصلحة أوكرانيا أو روسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة أن نرى البلاد مقسمة، ليس في مصلحة احد أن نرى العنف يعود والوضع يتصاعد». وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا سترسل قوات لتثبيت حكومة كالسابقة في كييف، قالت رايس «تلك ستكون غلطة جسيمة». وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك حذر من وجود قوى تهدد سلامة أراضي أوكرانيا، ولكن من دون أن يحدد طبيعة هذه القوى. ودعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير المسؤولين السياسيين في أوكرانيا إلى فعل كل ما يمكنهم من اجل الحفاظ على «وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها». وحذرت بريطانيا روسيا من التدخل في أزمة أوكرانيا «المعقدة» قائلة إن لندن تريد المساهمة في برنامج اقتصادي دولي يستهدف دعم وضع الاقتصاد الأوكراني «الذي يعاني صعوبات جمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©