البارسا فوق صفيح ساخن

رغم تأهل فريق برشلونة الإسباني الى الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي، وانتظاره لمواجهتين صعبتين في هذا الدور أمام فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، الأولى يوم 23 ابريل الحالي والثانية يوم 29 من نفس الشهر، إلا أن الجماهير العاشقة للبارسا في إقليم كاتالونيا ومختلف أنحاء إسبانيا تعيش أياماً تعيسة منذ فترة من الوقت بسبب ابتعاد النجوم الكبار عن مستوياتهم، فرونالدينهو يغيب حتى نهاية الموسم ليس لإصابة فقط وإنما لأنه دخل في مشاكل مع النادي وينتظر الرحيل·· والنجم الأرجنتيني ميسي يخرج من إصابة ليدخل في أخرى، أما تيري هنري فلم يقدم حتى الآن أوراق اعتماد كافية لإقناع الجماهير الكاتالونية وهو في عرفهم لم يقدم شيئاً مما كان يفعله مع ''مدفعجية'' أرسنال الإنجليزي· ويكفي أن نعرف أنه لم يسجل مع البارسا في الدوري الإسباني سوى 7 أهداف في 25 مباراة لعبها وتحديداً 1907 دقائق، أي بمعدل هدف كل 272 دقيقة، في حين أن اللاعب الإسباني الشاب بويان (17 سنة) سجل 8 أهداف في نفس عدد المباريات وإن كان قد لعب 1113 دقيقة، أي بمعدل هدف كل 139 دقيقة· وهذا العقم التهديفي عند هنري جعل مجلس إدارة النادي غير راض عنه، واتفق أعضاؤه فيما بينهم خلال اجتماع غير رسمي مؤخراً - على حد قول صحيفة ''البايس'' الإسبانية- على مناقشة العروض المقدمة من بعض الأندية المهتمة بخدمات هنري والتعاقد معه في نهاية الموسم· بل وصل الأمر ببعض أعضاء مجلس إدارة النادي الى حد الاعتراف بأن البارسا قدر هنري تقديراً خاطئاً، وانه لا يستحق مبلغ الـ24 مليون يورو التي دفعها فيه حتى عام ،2011 لأنه مصاب أيضاً إصابة مزمنة في ظهره· وليس تيري هنري أو رونالدينهو وحدهما المرشحين للرحيل من البارسا، وإنما هناك أيضاً 8 لاعبين آخرين ترددت أسماؤهم كراحلين منتظرين في نهاية الموسم منهم بينتو الحارس الاحتياطي والفرنسي تورام والإيطالي زامبروتا والبرازيلي إدميلسون والبرتغالي ديكو وطبعاً رونالدينهو· وإذا كانت الجماهير تعيش في تعاسة، فإن إدارة النادي نفسه تعيش جو أزمة وتسوية حسابات، وهي حالة وصفتها صحيفة ''ليكيب'' بأنها تضع الفريق فوق بركان، وأنها تصيب برشلونة مرة كل عشر سنوات ويتحول فيها ستاد كامب نو الى مسرح يتملك جماهيره الغضب وتنطلق منه الشتائم ومختلف أنواع السباب كما لو كان بركاناً فائراً· صدمة لابورتا وهذه الحالة من التمزق والغضب وعدم الرضا والتشاؤم، لم يشهدها خوان لابورتا رئيس النادي منذ سنوات وهو الذي تم انتخابه عام ،2003 وكانت صدمة كبيرة له أن يستمع الى من يهتفون بإقالته أو مطالبته بالاستقالة، ورحيله عن النادي، ومطالبته أيضاً بإبعاد المدير الفني الهولندي فرنك ريكارد والمجيء بالبرتغالي جوزيه مورينهو· ولم يسلم الهولندي يوهان كرويف مستشار رئيس النادي من انتقادات البعض، واتهامهم له بأنه يسيطر على فكر رئيس النادي ويجثم على أنفاس النادي لاعباً ومدرباً ثم مستشاراً لخوان لابورتا، وهتفوا ضده أيضاً قائلين: كرويف هو ''سرطان البارسا'' لأنه يمارس هذه السيطرة على امتداد عقود طويلة· وتقول صحيفة ''ليكيب'' -في تحقيق طويل عن البارسا- إن لعب هذا الفريق الإسباني الشهير أصبح باهتاً وبلا طعم وهشاً جداً، وإن الوضع داخل غرفة الملابس الخاصة بالفريق لم يعد يسر عدواً ولا حبيباً وافتقد الى الحب والحميمية، وإن جلسات ''الجيم'' تحولت الى جلسات لنوم اللاعبين·· وللأسف كل هذه الأمور كان لابورتا وريكارد يعلمان بها ولكنهما يكابران ويحاولان وأدها وخاصة الفضائح التي ارتبطت بنجم النجوم رونالدينهو· ريكارد على خط النهاية واقتربت أيام ريكارد -على حد قول الصحيفة- من نهايتها بعد أن استمر مع الفريق 5 سنوات وإن كانت تبقت له سنة في عقده الذي ينتهي في عام ،2009 ومع ذلك لا يستطيع أحد أن ينكر على ريكاردو ما حققه من إنجازات خلال هذه السنوات تجعله أفضل مدرب للبارسا في تاريخه الحديث، حيث فاز ببطولة الدوري الإسباني موسمين متتاليين 2005 و 2006 الى جانب فوزه بدوري الأبطال الأوروبي عام ·2006 ورغم ذلك ربما يستطيع ريكارد إنقاذ نفسه وإسكات كل الأصوات التي تطالب برحيله إذا ما نجح في الفوز مرة أخرى بدوري الأبطال الأوروبي، وإن كان تكسيكي بيجيريسان المدير الرياضي للنادي قد صرح مؤخراً بقوله: بعض القرارات تم اتخاذها فعلاً وننتظر فقط حتى نهاية الموسم لتنفيذها· ويضيف قائلاً: التغيير مطلوب، ومن المؤكد أن يحدث في نهاية الموسم، وسوف نبني فريقاً جديداً يكون عموده الفقري هم اللاعبين بويول واينيستا وميسي وبويان (أو بوخان) ورصد ميزانية قدرها حوالى مائة مليون يورو لإعادة بناء الفريق· وقد نشرت صحيفة ''إيلبيريو ديكو'' في إقليم كاتالونيا مؤخراً نتيجة استطلاع للرأي حول ''أزمة البارسا'' وكان الإجماع على إجابتين هما ضرورة إحداث التغيير فوراً، وضرورة رحيل رونالدينهو، ولم يتطرق الاستطلاع الى وضع ريكارد، وإن كانت صحيفة إسبانية أخرى هي ''الموند ريبورتيفو'' قد أشارت الى قرب رحيل المدرب الهولندي عن تدريب برشلونة نهاية الموسم الحالي، وأن خوان لابورتا ترك الباب مفتوحاً لريكارد للرحيل في حالة عدم حصوله على بطولة كبرى للبارسا· ولا يسعنا في الختام إلا أن نتابع تطورات الأحداث في هذا النادي الإسباني الشهير والعريق الذي يشكل مع ريال مدريد قمة الكرة الإسبانية لعباً وإنجازات·· ومن يعرف، ربما ينفخ الله في صورة برشلونة ويفاجئ الجميع -رغم كل هذه المشاكل والصعوبات- بالفوز ببطولة مهمة هذا الموسم·· دعونا ننتظر لنرى· نقلاً عن ليكيب