الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الغنوشي: حركة النهضة لن تترك الحكم

الغنوشي: حركة النهضة لن تترك الحكم
16 فبراير 2013 23:25
تونس (وكالات) - قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية أمس وسط الآلاف من أنصار الحزب بالعاصمة إن الحزب لن يترك الحكم، وأن هناك «أخطاراً ومؤامرات تهدد الثورة، وأن الشعب اليوم خرج ليحمي الثورة والشرعية». وألقى راشد الغنوشي كلمة من على منصة وسط شارع الحبيب بورقيبة أمام أكثر من عشرة آلاف متظاهر وصفهم «بحراس الثورة». وذكر الغنوشي أنه «منذ انتخاب النهضة والمؤامرات والمكائد تحاك ضد الحركة على أمل العودة إلى الماضي». وأضاف الغنوشي «يريدون العودة إلى العهد البنفسجي وإلى الحديد والنار» في إشارة إلى حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وأضاف الغنوشي «أرادوا استغلال المصائب عندما تم اغتيال المناضل شكري بلعيد ووصل بهم الأمر إلى الدعوة لإسقاط الشرعية وحل المجلس التأسيسي». وقال الغنوشي إن الدعوة إلى حكومة تكنوقراط يعني إسقاط حكومة منتخبة وشرعية، داعياً إلى تشكيل «حكومة ائتلاف وطني». وتابع رئيس حركة النهضة إن «حزبه لن يسلم الأمانة ما دام الشعب ائتمنها، وأنها ستبقى في الحكم». وقال الغنوشي إن حركة النهضة حزب إسلامي معتدل يؤمن بالديمقراطية، ويحترم حقوق المرأة، ولا يسعى لفرض نمط عيش بالقوة على المجتمع التونسي. وتظاهر أكثر من عشرة آلاف تونسي من أنصار حزب حركة النهضة أمس، بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة للدفاع عن «الشرعية» الانتخابية. ودعا قياديون من حزب حركة النهضة وسط الأسبوع إلى مسيرة حاشدة للدفاع عن الوحدة الوطنية وعن شرعية المجلس الوطني التأسيسي ورفضا لمقترح تشكيل حكومة التكنوقراط التي تقدم بها أمين عام الحزب ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي. واحتشد أكثر من عشرة آلاف من أنصار الحزب الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس، حيث توافدوا من العاصمة ومن محافظات أخرى عبر حافلات وشاحنات صغيرة. وجاب المتظاهرون في مسيرة سلمية شارع الحبيب بورقيبة وأطلقوا شعارات مؤيدة لحركة النهضة ولشرعية المجلس الوطني التأسيسي وأخرى مناهضة لحزب حركة نداء تونس الذي يقوده رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي. ومن بين تلك الشعارات «دعم الشرعية واجب»، «الشعب يريد النهضة من جديد»، «الشعب يريد استكمال أهداف الثورة»، و»لا حرية لا رجوع للعصابة الدستورية» في إشارة الى حزب حركة نداء تونس وحزب التجمع الدستوري المنحل، وأيضاً «قبر يضمني ولا تجمع يذلني»، «أوفياء أوفياء لدماء الشهداء». كما رددوا أهازيج تنادي بالوحدة الوطنية والمطالبة باجتثاث «فلول» النظام السابق. وجرت المظاهرة وسط إجراءات أمنية مكثفة. وبدت التظاهرة أقرب إلى استعراض للقوة بعد أن خرج الأسبوع الماضي عشرات الآلاف من العلمانيين في جنازة شكري بلعيد وصفت بأنها أكبر حشد منذ الثورة. ورفرفت أعلام حركة النهضة وحزب التحرير والرايات السلفية السوداء في حين أطلق المتظاهرون شعارات دينية مثل «الشعب يريد تطبيق شرع الله»، «الشعب مسلم ولا يستسلم». ونظم المتظاهرون أيضاً جنازة رمزية للأعلام ، متهمين وسائل الإعلام التونسية بالانحياز ضد الشرعية والحزب الحاكم، بينما نصبت منصة وسط الشارع لتنشيط التظاهرة ولإفساح المجال لقيادات الحزب الذين اعتلوها لمخاطبة المتظاهرين. وتأتي المسيرة بينما تسود حالة ترقب في تونس لمعرفة نتائج المفاوضات التي يقودها رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي مع الأطراف السياسية في البلاد للتوصل إلى حل توافقي بشأن الحكومة الجديدة التي ستحل محل الائتلاف الحاكم. وترفض حركة النهضة وعدد من الأحزاب المقربة منها مقترح الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط وتنادي في المقابل بتشكيل «حكومة ائتلاف وطني» تتمتع بقاعدة برلمانية وسياسية، وتكون مفتوحة على الكفاءات الوطنية. وتضع الأحزاب المؤيدة لمبادرة الجبالي شرطاً مبدئياً بتحييد مطلق لوزارات السيادية وهو شرط غير قابل للتفاوض، بحسب رأيها. وأمس الأول توافد ممثلون عن 16 حزباً للوقوف على الصيغة النهائية لمبادرة الجبالي للخروج من أزمة التحوير الوزاري المعطل منذ أشهر، التي تعمقت إثر اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد في السادس من شهر فبراير الجاري. وصرح الجبالي للصحفيين عقب جلسات المفاوضات للصحفيين بأن الجلسات «سجلت إيجابية أثناء الحوار.. اللقاء كان على مستوى راق من الشفافية». وأوضح الجبالي «تواعدنا على الالتقاء يوم الاثنين» لاستكمال الحوار. ويفترض أن يلتقي الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي اليوم الأحد ممثلين عن الأحزاب لمزيد التشاور حول مبادرة الجبالي. من جهة أخرى دعا المقربون من شكري بلعيد الذي اغتيل في السادس من فبراير أمس إلى حفلين لإحياء ذكراه في حين لم يسجل التحقيق أي تقدم ، وسيجري الحفل الأول في جنوب تونس والثاني في جندوبة (شمال غرب) التي تتحدر منها عائلته. وتحمل العائلة حركة النهضة مسؤولية اغتيال هذا الناشط اليساري المناهض المتشدد للتيار الإسلامي، لكن هذه الحزب ينفي ذلك. وفضلا عن هذه الأزمة ما زالت صياغة الدستور في مأزق لعدم التوصل إلى توافق حول طبيعة النظام الجديد. وتكثفت النزاعات الاجتماعية على خلفية الفقر والبطالة اللذين تسببا في اندلاع ثورة يناير 2011، إضافة إلى تنامي التيار السلفي المتطرف الذي يزعزع استقرار البلاد بهجماته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©