الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فهم المجهول

18 فبراير 2012
يستعمل العرب في كلامهم الكناية عمّا لم يجر ذكره من قبل، ويفترضون وجود فهم أو ثقافة لدى المخاطب، السامع أو القارئ، يجعله يفهم المقصود من القول بلا تصريح، بهدف الاختصار أحياناً، أو للدلالة على القدرة على إيراد المعنى بشيء من الجاذبية التي تعتمد على الإخفاء الذكي، كما جميلة حسناء تخفي أكثر مما تبدي من زينة. وإن كانت الكناية لدى العرب منشرة في قولهم نثراً وشعراً، فلأنهم أهل اللغة وأبناؤها، يفهمونها بكل ما فيها من ألغاز، وقد مجّد الله وشرّف العرب بأن نزل قرآنه بلغتهم، وهو العالم بهم والواثق بقدرتهم على فهمه، فأنزله بلسان عربي مبين، بل بكلام معجز، يفهمه العربي وغير العربي. ومن أسرار إعجاز هذا الكلام، أنه مفهوم، في حينه، ولم يزل إلا اليوم وإلى قيام الساعة، على الرغم من تغير الأحوال والألسنة، والزمان، ولم يفهمه أبناء العربية وحدهم، بل قرأه وفهمه أصحاب الألسنة المختلفة بالعربية. قال الله تعالى في كتابه العزيز: «كل من عليها فان»، أي من على الأرض. ويقول: «حتى توارت بالحجاب» يعني الشمس، وقال عز وجل: «كلاّ إذا بلغت التراقي» أي الروح، فكنّى عن الأرض والشمس والروح من غير أن أجرى ذكرها.. وقال حاتم الطائي: أماوي ما يُغني الثــــراءُ عن الفتــى إذا حَشْرجَتْ يوماً وضاق بها الصدرُ ويعنـي بها إذا حَشْرَجتْ النفس. وقال دعبل الخزاعي: إذا كان إبراهيم مضطلعــاً بهــا فلْتصلُحَنْ من بعـــده لمخـــارق إبراهيم ومخارق من المغنين - ويعني الخلافة ولم يسمها من قبل. وقال عبدالله بن المعتز: وندمانٍ دعوتُ فهبَّ نحوي وسَلْسَلَها كما انخرط العَقَيقُ يعني وسَلْسَل الخمر، ولم يجرِ ذكرها. ابن المعتز: أبى الله ما للعاشــقين عــزاءُ وما للمِلاحِ الغانيــاتِ وَفاءُ تركنَ نفوسـاً نحوَهنّ صَواديــاً مسـراتِ داءٍ، ما لهـنّ دواءُ يردنَ حياضَ الماءِ لا يستعنها وهنّ إلى بردِ الشرابِ ظماءُ خليليّ، باللــه الذي أنتمــا له فما الحــــبّ إلاّ أنّة وبكــاءُ يُعلّلُنـي بالوَعـدِ أدنَيــنَ وقتَه، وهيهاتَ نيلٌ بعـده وعطاءُ فدُمن على مَنعي ودمتُ مطالباً ولا شـيءَ إلاّ موعـدٌ ورجــاءُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©