التشكيلية ليلى مريود تعرض «الدم أعمق من الظلال» في دبي

تقدم الفنانة التشكيلية السورية ليلى مريود في معرضها المقام حالياً بدبي تحت عنوان «الدم أعمق من الظلال» سبعين عملا من الرسم وعددا من المنحوتات ويمتزج في أعمالها جماليات الرسم والتصوير، متخذة من المرأة والطبيعة موضوعا لها. ففي معرضها المقام في جاليري «غرين آرت» لا توجد مسافة بعيدة بين المرأة والطبيعة، بل ثمة عناصر عدة مشتركة، لكن ظروف المرأة وأحوالها هي الموضوع الذي يحتل المساحة الأعظم من المعرض. إحدى وسبعون لوحة تبدأ من اللمسات التي تحيل على التصوير الفوتوغرافي، وتختلط بلمسات ريشة الرسامة وألوانها التي تميل إلى الفضي. وعدد من المنحوتات تصور وجوها لنساء بلا ملامح واضحة، وهي في ذلك كله تحاكي صوراً وأشكالا للمرأة في محطات من حياتها، ولا تتورع عن إبراز مقاطع محددة من جسدها، مستفيدة من تجربتها في تصميم الملابس والمجوهرات لتتعاطى مع معالم الجسد وملامحه بنوع من الدقة في التشريح. وفي المعرض أفكار كثيرة تعبر عنها ملامح النساء، وقدر من التنويع على معالم الوجه بشكل خاص، وإبراز العيون ضمن لغة تعبيرية قادرة على نقل مشاعر المرأة، وكذلك الأمر في التعامل مع أعضاء الجسد الأخرى، في محاولة لإظهار المرأة في وضعها الطبيعي حينا، وفي أوضاع جسدية ونفسية متعددة، ومن ذلك وضع الحامل بما يجسده من رمزية العطاء والتغيير والألم. وهي صورة مألوفة في الفن التشكيلي عموما، لكن تعامل الفنانة معه لونياً وتكوينياً يمنحه خصوصية ما. ولعل عناوين بعض الأعمال يبرز جانباً من قضية الفنانة التي تشغل حيزاً من شغلها الفني، فهي تسمي عملا ما بعبارة تشير إلى أن «اللحظة الأكثر إظلاما ستشهد الضوء»، وهنا نجد عملا بالأسود والأبيض يجسد العلاقة بين الظل والنور على جسد امرأة تقف في العتمة. وفي عمل آخر نقرأ عبارة «السكين بين الغناء والصمت»، أو «إنه الوقت الذي يبدأ الحجر فيه بالإصغاء»، حيث العمارة الحجرية تتجاور مع الوجه المقنع والغامض. وما بين النحت والتشكيل تبدو أعمال الفنانة مريود المطبوعة على الجلاتين والمثبتة على القماش ذات قدرة عالية على الإيحاء والتعبير، سواء كانت ملونة أو بالأبيض والأسود، إذ إن الفنانة تلجأ إلى الظلال واستخدام الخطوط القوية والحركة المشاكسة لبطلات لوحاتها، بما يخلق مناخ حكاية لكل منها.