المنتدى الاقتصادي الآسيوي يروج للتنمية المستدامة

افتتح الرئيس الصيني هو جينتاو أمس منتدى بوآو الاقتصادي الآسيوي السنوى، الذي يركز هذا العام على التنمية المستدامة وشؤون البيئة· والقى الرئيس الصيني كلمة الافتتاح في المنتدى الذي يدور هذا العام حول موضوع ''آسيا الخضراء، التقدم نحو المنافع المتبادلة عبر التغيير''· ويضم المشاركون الـ1700 في المنتدى المقام في جزيرة هاينان السياحية كلا من رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود والرئيس الباكستاني برويز مشرف والرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسي والرئيسة الشيلية ميشيل باشليت ورئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت· ويعتزم المشاركون في المنتدى مناقشة بعض الموضوعات ومن بينها عمليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاع الطاقة النظيفة والنمو والتنمية المستدامة في صناعة الاتصالات الى جانب الاصلاح المالي في آسيا، واشار هو في خطابه الى التنمية السريعة التي شهدتها الصين على مدار 30 عاما منذ ان بدأ الحزب الشيوعي الحاكم الاصلاحات الاقتصادية· ونقلت وسائل الاعلام الحكومية عن الرئيس الصيني قوله ان: ''الصين نجحت في القيام بنقلة تاريخية من اقتصاد مخطط بصورة مركزية الى حد كبير الى اقتصاد قوي يتمتع بسوق اشتراكية، ومن دولة منغلقة او شـــبه منـــغلقة الى دولة منفـــتحة أمام العالم الخارجي''· وذكر منظمو المنتدى انه من المقرر اجراء المزيد من الحادثات اليوم الاحد حول التغير المناخي ومستقبل شبكة الانترنت والتنافس في السوق العالمية؛ يذكر ان منتدى بوآو يعقد سنويا في جزيرة هاينان منذ عام ،2002 ويأمل مؤسسوه ان يتطور تدريجيا ليصبح نسخة آسيوية من المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في مدينة دافوس السويسرية· إلى ذلك حذر صندوق النقد الدولي أمس الأول من أن العام الحالي سوف يكون ''عام تحد'' للاقتصادات الآسيوية حيث إنها تكافح تهديدين هما تباطؤ الاقتصاد العالمي والضغوط التضخمية· وقال تقرير صندوق النقد للتوقعات الاقتصادية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ إنه من المتوقع أن ينمو اقتصاد آسيا ككل بنسبة 2ر6% متراجعا من 4ر7% في العام الماضي ويرجع ذلك بشكل كبير إلى تراجع نمو الصادرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا· وقال ديفيد بورتون كبير الاقتصاديين للشؤون الآسيوية في الصندوق عند صدور التقرير إن: ''هذا العام يتحول إلى أن يكون عاما صعبا إلى حد ما بالنسبة لآسيا''، ومن المتوقع أن يأتي في صدارة معدلات النمو في آسيا نمو اقتصادات ناشئة عملاقة مثل الصين والهند اللتين توقع صندوق النقد في تقرير توقعات الاقتصاد العالمي أن يبلغ معدل نموهما 3ر9 و9ر7% على التوالي ليتراجعا عن مستواهما في العام الماضي لكنهما أعلى بكثير من اتجاهات النمو على المدى الطويل· لكن المؤسسة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها حذرت من أنه على الرغم من زيادة حجم التجارة بين دول آسيا فإن القارة ليست بعيدة عن التأثر من تباطؤ الاقتصاد العالمي بل قد تشعر بتداعيات أكبر من الأزمة المالية التي هزت القطاعات المصرفية في الولايات المتحدة وأوروبا· وتوقع صندوق النقد يوم الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة قد تدخل في فترة من الركود المعتدل هذا العام، فيما سيتراجع معدل النمو في منطقة اليورو إلى 4ر1%، وقال بورتون إن ''الحديث عن انفصال آسيا عن بقية الاقتصاد العالمي هو أمر سابق لأوانه'' خاصة في مناطق مثل سنغافورة وهونج كونج اللتين لا تزالان معرضتين لمخاطر كبيرة من الاقتصادات المتقدمة ''ماليا وتجاريا''، ومن المتوقع أن يتباطأ نمو اقتصاد سنغافورة إلى 4ر4% هذا العام مقابل 7ر7% في العام الماضي· كما حذر بورتون من الضغوط التضخمية التي تزايدت حدتها في أنحاء القارة الآسيوية ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار الأغذية والمعادن والطاقة ولكن بفعل الآثار الطارئة من تزايد الطلب المحلي· وقال إن تلك المخاوف بشأن التضخم تعقد سياسة التعامل مع تباطؤ النمو·