الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
6 مارس 2018 15:41
سورة يوسف وصفها رب العالمين بأنها أحسن القصص لاحتوائها على المعرفة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ونحن نتذكر نبي الله يوسف بالجمال وقصته مع أخوته ونساء المدينة كمنظور ثقافي واجتماعي، وأغفلنا الجانب الاقتصادي من هذه السورة، وإمكانيات يوسف المعرفية والإدارية في وقت الأزمات، حيث تشرح لنا السورة خطته الاقتصادية المبنية على استثمار سبع سنوات من الرخاء والأمطار والازدهار الزراعي «بحكمة» لمجابهة سبع سنوات مهلكة من الجدب والقحط، وقدم لهم وصفة النجاة ونصحهم «بالاستثمار بحكمة» وعدم الإسراف في «الإنفاق والاستهلاك» على الرغم من كثافة المحصول، كما أشار عليهم «بالادخار» والاحتفاظ بالمخزون في سنابله. والسورة توضح لنا بأن نبي الله يوسف كان أول من تحدث عن نظام الدورات الاقتصادية، حيث يقيس كثير من المخططين الاقتصاديين اليوم هذه الدورات بمدة سبع سنوات كعمر تقديري متوقع للدورة الاقتصادية الواحدة وليس خمس سنوات. والسؤال كيف نستفيد من هذا القصص في أوضاعنا الحالية؟ الاستفادة تكون من خلال الاستعداد للعواصف قبل حدوثها، لأن الاستشراف المستقبلي أهم من حدوث الكارثة، بالإضافة إلى أهمية تولي القوي «علماً ومعرفة» والأمين «خلقاً وأمانة وإخلاصاً» من خلال خبراته وتجاربه السابقة والناجحة، حيث لا ينبغي تسليم المناصب لمن يريد التعلم «فينا» وينعكس ذلك في كيفية الاستفادة من الطفرة التي تعيشها منطقة الخليج بعد هبوط سعر النفط إلى أقل من 26 دولاراً وعودته حالياً إلى 70 دولاراً، فقد عشنا بالأمس أزمة، فهل تستمر أم تنتهي؟ وما هي الخطط للحالتين؟ لأنه من المهم أن نصنع من مواردنا الحالية «وهي موارد ناضبة» استثماراً يقينا شر المُستقبل مع تحقيق فائض يعود في عملية الإنتاج من جديد وهو ما يعرف «بالاستدامة»، وهذا ما فعله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حينما ظهر النفط وقام بإنشاء جهاز أبوظبي من أجل أن يستثمر عوائد النفط بحكمة وليكون سنداً في الأوقات الصعبة ويخرج لنا قيادات تساهم في تنمية الوطن، لأن اختيار «المساعدين الأمناء مهم»، فقد استعان نبي الله يوسف بأخيه الصغير الذي كان عوناً ويداً أمينة، فسورة يوسف فيها الكثير من الفوائد التي تلهمنا في خططنا المستقبلية، فقد قال الله تعالى عنها (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ) لتعلمنا فوائد الادخار والاستثمار بحكمة ومثلما هناك أيام خير، فهناك أيضاً أيام قحط.. وفهمكم كفاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©