الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأهل أكبر داعم لقدرات ذوي الإعاقة

الأهل أكبر داعم لقدرات ذوي الإعاقة
19 مارس 2017 22:40
أحمد السعداوي (أبوظبي) أثبتت التجارب الحياتية المتنوعة، أن ذوي الإعاقة لديهم إمكانات إبداعية تؤهلهم لتحقيق إنجازات لافتة، إذا تيسرت لهم سبل الدعم والمساندة وتنمية القدرات الخاصة بهم، وتلعب الأسرة الدور الأكبر في هذا الإطار، لكونها الأكثر اقتراباً من أبنائها على اختلاف قدراتهم البدنية والعقلية، ومن هنا يجب على أولياء الأمور تعزيز كيفية التواصل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة، من أجل توفير البيئة المناسبة لهم، والتي تضعهم على أول طريق النجاح، والاعتماد على الذات في الحياة. مسيرة ناجحة ومن أولياء الأمور، يقول نزيه خادم، والد الطفل محمد «10 سنوات»، مصاب باضطراب طيف التوحد: إن ابنه يدرس حالياً في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة بأبوظبي، ويمضي في مسيرته التعليمية بنجاح بفعل الدعم المستمر من الأسرة، بالتنسيق مع مركز تنمية القدرات، الذي نسعى إلى تطوير قدراته ومهاراته عبر التحاقه بالمركز قبل فترة. ويشير إلى أن من الأهم الأدوار التي يقوم بها داخل البيت مساعدته على تنفيذ المهام التي يتلقاها داخل المدرسة والمركز، عبر توفير الوسائل المساعدة لتنمية مواهبه وزيادة التحصيل العلمي والمعارف لديه، مثل الوسائل السمعية والبصرية والحسية، وهو ما تؤكده صفاء خادم، والدة الطفل بتوضيحها أن دور الأسرة لا يكون متكاملاً إلا بالتعاون بين أفراد الأسرة. وتقول: إن كل أم لديها ابن يحتاج رعاية خاصة، سواء كان مصاباً باضطراب طيف التوحد أو غيره، عليها أن تعرف أن مجهودها داخل البيت مع الابن هو المحور الذي تقوم عليه عملية العلاج والتأهيل، وهو ما يتطلب منها أن تتسم بالصبر والأمل بأنها تستطيع أن ترتقي كثيراً بمهارات ابنها عبر اتباع الأساليب العلمية والتعاون المستمر مع مراكز التأهيل أو المدرسة الملتحق بها ابنها، ونجاح هذه العملية يتوقف على توفير برامج وأساليب تأهيلية داخل المنزل، والتغذية المستمرة بالمعلومات في الفترة التي يعود فيها الطفل من مركز تنمية القدرات بأبوظبي الذي التحق به قبل سنوات عدة. وتشرح: ابني كان مصاباً بمرحلة متوسطة من طيف التوحد، ولكن بالمتابعة المستمرة خلال الـ5 أعوام السابقة، تحسنت حالته بشكل لافت، وأصبح يعتمد على نفسه في كثير من الأمور. هاجر عبد القادر، ربة منزل، ووالدة الطالب عمر أشرف «13 سنة»، تورد من جانبها أن تجربتها مع ابنها تؤكد قيمة دور الأهل في التوجيه والمتابعة المستمرة لكونهم الأكثر قرباً من أبنائهم، ويقضون معهم أغلب ساعات اليوم، بما فيها من ممارسة لأساليب الحياة من أكل ولعب وتعلم ونوم وحتى حالات الضيق التي قد تصيب أي إنسان بغض النظر عن حالته الصحية. دور كبير غادة صلاح، اختصاصية التأهيل بأحد مراكز تأهيل المعاقين بأبوظبي، أن للأهل دوراً كبيراً في دعم الموهبة لدي الأطفال من ذوي الإعاقة، فمنهم من يتميز بالرسم أو الموسيقى أو إحدى مجالات الرياضة، مثل السباحة والفروسية، وهذه الموهبة التي يمتلكها بعض الطلاب نستخدمها في تنمية مهاراتهم سواء في التواصل أو علاج اضطرابات النطق والكلام، وذلك بحسب استراتيجيات معينة ينفذها المركز في اكتشاف الأطفال الموهوبين، وهي المقابلة مع ولي الأمر، ثم عرض قدرات الطالب وتحليل مهاراته، واكتشاف المعززات المفضلة للطالب، وتنمية المهارات الخاصة به، ثم دمجه في أنشطة وبطولات وتؤكد أن التواصل مهم جداً مع ولي أمر الطالب في بدايات عمليات العلاج والتأهيل، نظراً لأهمية الدور الكبير الذي يقومون به، خاصة الأم، حيث إنها تشعر في بعض الأحيان بالإحباط والضغوط النفسية عليها تجاه ابنها لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية، وعندما نخبرها بأن ابنها يمتلك موهبة تزيد دافعيتها للتعاون والمشاركة رفع الكفاءة سحر عبد الحليم، مدير مركز الشروق للمعاقين، تؤكد أن الأنشطة بالنسبة للأطفال المعاقين والموهوبين منهم بصفة خاصة لها أهمية كبيرة في جوانب عدة، فهي تعمل على رفع الكفاءة البدنية والمساهمة في ممارسة حياة صحيحة وتنمية مهارات الطفل المعاق ليعيش حياة سليمة، كما تعمل على رفع الروح المعنوية له، ويشعر بالسعادة عندما ينجز ويتفوق، وتخرجه موهبته من الحياة الرتيبة، كما أنها تساعد على الاسترخاء. أدوات بسيطة إسلام كامل عبد الرؤوف، معلم التربية الرياضية، ومتخصص في التعامل مع ذوي الإعاقة، يبين أن النشاط الرياضي للطفل المعاق الموهوب رياضياً يساعده على علاج كثير من المشكلات، خاصة النشاط الزائد وتشتت الانتباه، وهو ما يمكن للأهل المساعدة فيه في غير أوقات وجود الطلاب في المركز، عن طريق توفير بعض الأدوات الرياضية البسيطة وغير المكلفة والتي لا تشغل حيز في المنزل، ويمكن التعرف إليها عن طريق اختصاصي التأهيل تبعاً لحالة كل طفل. رسومات مروان اكتشفت والدة الطفل مروان من خلال المركز موهبة ابنها، «9 سنوات»، في الرسم، وكانت سعيدة جداً بابنها، وقد انشغل ابنها بالرسم عن مشاهدة التلفاز أو اللعب بالأجهزة الإلكترونية، وشجعها هذا على شراء أدوات الرسم والألوان، وقد لاحظت تطور سلوكه، مشيرة إلى أنها تضع بعض رسوماته في البيت، لتشجعه على إخراج حبه للرسم عبر لوحات بسيطة على الجدران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©