السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حفر تتباهى بفراغها!

حفر تتباهى بفراغها!
12 مايو 2009 22:58
ليس هناك أكثر مدعاة للشفقة من وضع الطفل العربي، فقد كتب عليه القدر ان يحيا مسقوفا بأبوين (يخزي العين شو بيعئدو)، مازلت اتذكر عندما كنت طفلاً (اعرف ان شكلي يوحي بانني ولدت هكذا دون ان امر بطفولة) اتذكر اول مرة داهمني فيها (الجاثوم) وانا قبل النوم كنت قلقا لأنها الليلة الاولى التي قرر فيها ابواي انني اصبحت رجلا ويجب ان انام بغرفة لوحدي، خصوصا انني كغالبية اطفال العرب يشعر بقلق ويخاف ان يستيقظ منتصف الليل خوفا ان يرى او يسمع ما لا تحمد عقباه بين من صورا له انهما ملاكين وصورا له اكثر ان جسده لا يجب ان يغفل عنه ولو لثانية حتى لا تنهشه الذئاب، دون ان يفهماه اي شيء اخر حتى يشب ويكبر وشعور (الفريسة) يلبس جدران عقله الباطن، وتزداد الحالة سوءا اذا كان الطفل انثى، (فعليه العوض ومنه العوض)، مع الاعتذار لـلأخ (عوض حسنين) فالمسألة مجرد تشابه اسماء.. داهمني الجاثوم ومازلت اعاتب ابي وكنت اراه ابا كاملا لو كلف نفسه دقائق معدودة واخبرني عن هذا الجاثوم لما حصل ما حصل، كنت ارفس كالذبيحة، رحت اتوقع نوع النكبة التي قررت ان تميتني مع اول ليلة استقلال بغرفة جديدة، قلت يا خسارة شبابك يا ولد يا هاني قبل ان تدخل المتوسطة تموت بالذبحة الصدرية، ثم قلت لا لا لا اظنها سكتة لاني سمعت ان من اعراضها ان المريض (يرافس وتزغلل عيونه)، تمنيت لو يمهلني القدر ليلة أخرى اوادع فيها اصدقائي واهلي (وبالمرة اكتب وصيتي مثل ما يحدث في الافلام)، لكن لا يبدو ان هذه النكبة ستتركني وعندما رأيت الا فائدة (قلت مابدهاش وقمت اقرأ اية الكرسي والمعوذتين وكل اية تمر ببالي اقرأها من كل قلبي)، وبعد ان افقت من هذه المصيبة ركضت لأمي وابي واقتحمت عليها غرفتهما (طبعا وانا مغمض) وحلفت الا افتح عيني واصم اذني على ان لا يتركاني مرة أخرى، الم أقل لكم اننا عرب، نستحق الشفقة. هاني الشحتيان hanialshohitan@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©