الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب العماني: امرأة واحدة تكفي لكن أين أجدها

الشباب العماني: امرأة واحدة تكفي لكن أين أجدها
12 مايو 2009 22:56
لم تعد ظاهرة العنوسة تتصل بجنس دون غيره، فكما هي تخص الفتيات في بعض المجتمعات الخليجية، باتت تخص الشبان وتؤرقهم! فهذا شاب عماني يرى أن سن الزواج لم يحن بعد، وهو مازال يكوّن نفسه، بلغ الخامسة والعشرين من العمر لكنه ينظر إلى الأمر من زاوية لم يكن والده يعرفها يوم أن أنجبه وهو في سن العشرين، ولا والدته التي تزوجها والده وعمرها بالكاد يصل إلى 16 سنة. الصندوق السري يعدد هلال سالم الأسباب التي تحول دون زواجه الآن، ويسميها «ظروف الحياة» هذه الظروف التي تجعل من الشاب يؤخر الزواج عاما بعد آخر، يقول: «لم تعد المرأة ذلك الصندوق السري الذي يريد الرجل أن يكتشفه ويستعجل في ذلك، ولم تعد المرأة تكتفي بذاك الشاب الذي يطرق باب البيت، لتقبل السكن معه في غرفة صغيرة ضمن منزل العائلة، وانتظار عودته من العمل على أحر من الجمر»! يضيف: «في الماضي كانت المرأة تعيش في قوقعة داخل البيت، كل لفتة منها محسوبة، تنهال عليها الملاحظات والتوجيهات «لا تبتسمي لأي شاب، الزمي البيت، رأسمال المرأة سمعتها..». وتجلس تنتظر في البيت خاطبا لها لا تراه إلا في «ليلة الدخلة» حينها تبدأ رحلة الاكتشاف، من أعجبته فليستمر، ومن لم تعجبه فليصبر، ينطبق عليها الأمر ذاته، والصبر غالبا قدرها وملاذها، بإمكانه تجربة حظه مثنى وثلاث ورباع»! امرأة واحدة تكفي في عصرنا الحالي، انقلبت الأمور وتغيرت الأوضاع.. هذا ما يراه حسن محمد، يقول: امرأة «إن عادة الزواج من ثانية وثالثة ورابعة أصبحت عادة قديمة، على الرغم من أن هناك من يحاول إعادتها تحت مسميات عديدة، ومن بينها محاربة العنوسة، كما يروّج بعض (المطاوعة)، لكن امرأة واحدة تكفي». من جهته يبرر سليمان علي تأخر سن الزواج لدى الشبان والشابات، ويقول: «إن مسألة الكفاية خاضعة لتفسير الرجل، وهي غالبا لا تراعي مشاعر المرأة لا من قريب ولا من بعيد، فالقرار في يده وهو صاحب السلطة.. ثم إن ارتفاع سن الزواج ساهم في نشوء ظاهرة العنوسة، وهي ليست حالة عمانية ولا خليجية خاصة بل في جميع الدول العربية، فالزواج من قاصر أمر شاذ لدى كثر». أما سعيد راشد فإنه وقبل أن يكمل العشرين من عمره أصر والده على تزويجه من ابنة عمه وهي في الخامسة عشرة من عمرها، حاصره بمقولة إنه شاب بالغ ولا يمكن أن يصل إلى هذه المرحلة من العمر وليس لديه (حرمة)! يقول: «لا أفكر في الزواج ثانية، لأن المسؤوليات كبيرة، ودوري يتمثل في تربية أبنائي الثمانية بشكل لائق، فتعدد الزواجات قد يكون حلا ناجعاً لمشكلة العنوسة، لكن يرى الحل أيضاً في وجود آلاف الشباب الذين تخطوا الخامسة والعشرين ولم يكملوا نصف دينهم، فيما هناك أكبر من هذا العمر بعشر سنوات ولا يزالون يمضون سنين العزوبية». زوجة موظفة في عصرنا الحالي وعلى عكس الحال لدى آبائنا فإن الغرفة الواحدة لم تعد كافية، خاصة أن الراتب يتحمل معاناة كبيرة لاستئجار شقة في ظروف مادية تبدو عسيرة، ويبدو أن الحل لدى هلال- موظف، يقول: «حرص الشاب على اختيار موظفة تحمل معه أعباء الحياة، قد يكون حلاً مفيداً، ليتقاسما المسؤولية فيما بينهما». ويضيف: «لكن هناك من يرى رغم أن الزوجة العاملة يلزمها سيارة تنقلها إلى العمل، وشغالة تبقى في البيت لترعى الأطفال، ومصاريف لا تنتهي لتكون في أفضل حلة أمام زميلاتها»! وهو ما لا يقتنع به هلال كثيراً. التعدد مرفوض ثمة من وجد ضالته بين المتدينين، من خلال «تعدد الزوجات» انطلاقاً من مقولة «إن الدنيا دار فناء، وأنه على المسلمة مساعدة أختها في رفع معاناة العنوسة عنها، وستنال الخير الجزيل في الآخرة فهي الأبقى». لكن هذه المقولة قد لا تكون إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد، فالبحث دوما عن امرأة موظفة (الأفضل أن تكون معلمة) هو الخيار الأمثل لحياة مبنية على لغة المصلحة (دنيا وآخرة)! فهي بمقدورها أن تعيل نفسها، وتستأجر سكنا، كما أنها بذا تطبق المثل القائل «ظل راجل ولا ظل حيطة». وهي ستجد الرجل بوظيفتها والحيطة براتبها، وكونها زوجة لديها الرجل والمنزل المستقل خير لها من البقاء في منزل أب وأخوة يحاصرونها بالسؤال خشية عليها من فتنة الحياة، وما يسمعونه في عصر الإعلام والهواتف النقالة يشيب له رؤوس جميع من في البيت ! لكن على الرغم من ذلك كله، لا تزال هذه الدعوة غير محبذة ومرفوضة.. خاصة أن كثيرات يشعرن أنهن معززات مكرمات في بيوت أهاليهن، ويتقاضين رواتب عالية من عملهن فلم التسرع؟ كذلك فإن الشباب العماني لا يرون في تأخر سن الزواج كارثة تستدعي طلب الحلول العاجلة! لأن الخيارات كثيرة ومتعددة ولا يقلق كل منهم سوى إيجاد فتاة صالحة يمضي معها حياته الزوجية بوئام وانسجام.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©