الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفالنا والحضانات

12 مايو 2009 22:55
تحتم علينا ظروف الحياة تبني تصرفات لا بد منها، لأن العجلة مستمرة ولا بد أن نتحرك في نفس اتجاهها.. إن ظروف البعد والنزوح إلى أماكن الدراسة أو العمل وبالتحديد عمل المرأة والارتباط المقدس تفرض تصرفات واجب اتخاذها، والحضانة أحد القرارات التي عادة ما تتبنى فكرتها الأم خوفا على فلذة أكبادها وبحثا عما يمكن أن يوفر لهم الجو المناسب لينمو ويستكين ويطمئن قلبها إذا ما اتجهت صباحاً إلى عملها. لكن أصابعنا ليست واحدة فقد تجد الأم ما تبحث عنه لابنها وقد لا تجد ذلك. وقد تجبرها أيضاً الظروف لتقبل الوضع اعتمادا على ما تقبضه في نهاية كل شهر، فالحضانة أحياناً كالسلع لتحصل على الأفضل لا بد أن تدفع الأكثر، ولتحصل على ما يمكن أن يدوم لأيام فقط فادفع أقل ما بمحفظتك، وبذا تُقرر الخدمة التي قد يحصل عليها الطفل. قد يقول البعض هذا أمر متعارف عليه في العديد من المؤسسات الخدمية الخاصة. قد أتفق مع هذه المقولة في بعض النقاط وأختلف في بعضها الآخر، وأهمها أن هؤلاء الأطفال (أطفال سن الحضانة) لا يعون من الحياة شيئا إلا توقع الرعاية والعناية التي يمكن أن يحصلوا عليها، بغض النظر عن ما هو المبلغ الذي سيدفعه والداه. ومن جهة أخرى هناك حضانات تستنزف الآلاف سنويا! على ماذا؟ على طفل رضيع لم يكمل الثلاث سنوات! ما الذي يمكن أن يحصل عليه في تلك الحضانة عن غيرها؟ فالمبنى المراعي للشروط الصحية والنظافة وغيرها من المواصفات التي يجب أن تتوفر في كل دار حضانة شروط قانونية يجب أن تتوفر في كل دور الحضانة، بل هناك حضانات دخلها زهيد والاهتمام بالطفل ومتابعته أفضل. يعتقد كثر أن تقديم خدمة مميزة لطفله هو أمر يسعى إليه بكل جوارحه لأجل راحة ابنه، لذا يضغط على نفسه ليوفر تكاليف الحضانة الفلانية التي تعتمد على نظام الفصول، فيفاجأ بعد أن دفع الرسوم الباهظة بأن مدة الفصل الواحد شهران فقط، ولكي يستمر طفله من بداية السنة إلى نهايتها أي من شهر سبتمبر إلى يونيو فلا بد أن يدفع مقابل أربعة فصول، فعلى أي نظام تقوم هذه الحضانات وأي أنظمة تتبع؟! خولة بنت سلطان الحوسني إعلامية عمانية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©