الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاتيح البيوت

13 يناير 2016 00:04
تتغير الأحوال من حولنا وتضطرب الظروف بنا، والكيس الفطن هو من يكون مستعداً لمواجهة كل أمر وحدث طارئ، لأن الأمر المتوقع حدوثه تتخذ في شأنه كافة الاحترازات والإجراءات اللازمة للوقاية منه قبل الحدوث أو التقليل من الآثار الناتجة عنه إن لم نستدرك حدوثه وأصبح لا محالة واقع الحدوث، وفي مقابل ذلك نرى أنه من الطبيعي أن تتفاوت المفسدة والمنفعة في كل أمر من أمور حياتنا إلا أمر الدين والوطن فإن المفسدة فيهما بلاء وابتلاء، والتغاضي عن الحرص على تقديم مصلحتهما شر مستطير يصعب معه التعايش دون جلاء. عندما يكون الوطن هو المحك والتستر باسم الدين هو المعول الذي تتهاوى على أثر ضرباته قيم الإنسانية، وتتصدع من شراسة سطوته مسالك الحياة، وتغلق من وطأة شدته منافذ التفكير، فإن مجابهة هذا الأمر تصبح في غاية الضرورة والاستعداد له فرض حتمي، والتصدي لمعطياته يصبح واجباً، ولا ينبغي أن يكون هذا الواجب مقتصراً على فئة دون أخرى، ولا يجب أن يستثنى من مسؤوليته أحد، بل هو واجب على الجميع تتعاضد فيه جميع فئات المجتمع ولابد من وقوفهم صفاً واحداً كالسياج المنيع لمنع هذه الطفيليات من المرور، وللتأكد من عدم اختراق التحصينات الشبكية، وعدم السماح للأفكار الهدامة والمصطلحات الملوثة بأن تلطخ عقول أبنائنا، أو تلوث أفكارهم، أو تعرقل طبيعة حياتهم. ودرء هذا البلاء يتطلب ضرورة الوعي بما يحاك ويدبر من حولنا، وهذا يتطلب وعي المجتمع الذي يشمل الكبير والصغير وتتكاتف لحمل أثقاله جميع مؤسسات المجتمع، وكذلك المؤسسات التعليمية والتربوية من خلال التوعية بالتأهيل والتثقيف وإعادة صياغة المناهج بما يتناسب وواقع الظروف واستراتيجيات التخطيط من بؤرة التحليل للنظرة المستقبلية، ولا نغفل عن أن نبث الوعي للكبير قبل الصغير حتى يحصن هو بدوره الصغير ومن هم في كنفه، لأن من يعرف عليه مسؤولية التوعية لمن يجهل، ومن الضروري جداً أن لا نغفل فئة خدم البيوت، لأن العاملين في المنازل هم المفاتيح التي يستخدمها ضعاف النفوس وشرار الأفكار للولوج من خلالهم إلى داخل البيت، فلابد أن نحصنهم بالتوعية حتى لا يستخدمهم أهل الباطل أداة هدم. خديجة الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©