الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شكراً.. أحمد حلمي

شكراً.. أحمد حلمي
18 فبراير 2011 21:22
نلتحم في البيت أمام التلفزيون، فأكون مستلقياً على الكنبة وإلى جانبي وفي حضني ابنتي ذات الست سنوات، رأسها على ذراعي وشعرها على خدي، بينما ابني ذو التسعة أعوام يستلقي بين قدمي ويضع رأسه على فخذي، وآخر العنقود الذي لم يكمل سنته الثانية، يروح ويغدو حبواً علينا وتكسيراً لعظامنا، لكنني أعدّ هذا الالتحام أفضل شيء أفعله في حياتي، فهو أكثر قيمة مني ومن كل تاريخي غير الحافل بالإنجازات. وحين تكون الجلسة في أوقات النهار، فإننا نتابع مسلسلات الكرتون أو البرامج الثقافية التي يمكن أن يستوعبها الصغار، لكنني في المساء، وبعد التشبّع من الرسوم المتحركة وحيوانات الغابة، أحبّ متابعة أفلام الكبار، وفي الوقت نفسه، أحبّ أن أبقى ملتحماً بعيالي إلى الأبد. والأفلام التي تعرض في القنوات إما أميركية وإما مصرية وإما هندية. لا أطيق متابعة الأفلام الهندية أبداً، وكل أفلام بوليوود التي تابعتها في حياتي لا تتعدى خمسة أو ستة أفلام، والقصة واحدة في كل الأحوال. وأفضّل في وجود الأطفال الأفلام المصرية الكوميدية على الأميركية، لأنهم يستوعبون بعض ما يقال وما يدور أمامهم، وفي الوقت نفسه يضحكون من تصرفات الأبطال. وبرغم هذا الانحياز إلى الأفلام المصرية، فإنني في أغلب الأوقات أتابع معهم الأفلام الأميركية وأنا أضع جهاز التحكّم بالقنوات قريباً مني. في الأفلام الأميركية يمكنك توقع ما سيحدث في الدقائق التالية، فإذا اقترب البطل من البطلة، وبدأت الموسيقى التصويرية تتجه إلى الرومانسية، فإنني أغيّر القناة وأعود إليها بعد قليل. وإذا كنا على موعد مع العنف والقتل، فإن المسدسات تبدأ في الظهور، والمشاهد تتسارع، ومن ثم تجد الفرصة لتغيير القناة قبل انطلاق الرصاص. بالطبع، فإن أفلام الرعب أو العنف الشديد ممنوعة في البيت أصلاً. لكن ميزة التوقع تكاد تكون معدومة مع الأفلام المصرية الكوميدية، خصوصاً أفلام الزعيم عادل إمام الذي لم يكن زعيماً في ثورة شباب مصر. وليس هذا هو الموضوع، وإنما في محاولاتي المتكررة متابعة أفلام الزعيم مع أطفالي وجهاز التحكّم في متناول يدي، لكن لا يمكن توقع ما سيفعله عادل إمام، فهو فجأة يقرر «البصبصة» على البطلة أو الكومبارس وهي تمشي. وقرار الزعيم يتبعه قرار المخرج بتسليط الكاميرا على (...) الممثلة. وقد يكون المشهد خالياً من أي شيء يخدش الحياء ويفسد براءة الطفولة، لكن فجأة تصدر ضحكات ماجنة أو إغرائية، ومن ثم لا تجد الفرصة لتغيير القناة، وبعد قليل ستجد ابنك ينظر إلى النساء مثل عادل إمام، وستسمع تلك الضحكات غير البريئة في بيتك. ويمكن أن يقترح أحدهم متابعة الأفلام المصرية الكوميدية النظيفة، كأفلام محمد هنيدي ومحمد سعد، لكنني بصراحة لا أتحمّل استظراف هنيدي دمه، ولا سخافة محمد سعد. ويكون الحل دائماً بطلّة أحمد حلمي على الشاشة، إذ نكون محظوظين إذا عُرض فيلم لهذا الكوميدي الراقي، فلا أضطر إلى فكّ ذلك الالتحام الجميل و«زحلقة» أطفالي والدموع في عيونهم، لأنني أعرف أن أحمد حلمي لن يخذلني، وأعرف أنني لن أحتـاج إلى جهـــاز التحكّم، فهو يقدم كوميديا ضاحكة وهادفة، وبرغم أنه «حبّيب» في أفلامه، إلا أنه حبّ حقيقي بلا «بصبصة» وقلة فن وحياء. أحمد أميري me@ahmedamiri.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©