الظاهري: العدل شعار الإمارات والقانون نبراس نهضتها

أكد معالي الدكتور هادف بن جوعان الظاهري وزير العدل، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وضعت العدل شعاراًًً لها، والقانون نبراساً ومنهاجاً لنهضتها ومسيرتها، حيث أكد صاحب السمو أن العدالة حق للجميع وأن سيادة القانون فوق كل اعتبار. ولفت معالي الدكتور هادف بن جوعان الظاهري، إلى أن توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله السامية والدائمة للقضاة في الدولة بضرورة سرعة البت في القضايا وإصدار الأحكام فيها، وتحقيق العدالة بين الناس من دون خشية أومحاباة، وأن يكونوا مثالاً للنزاهة والحياد والإخلاص في عملهم، وأن يضعوا نصب أعينهم مخافة الله عند إصدارهم الأحكام في القضايا المتنازع عليها بين الناس، وأن يتذكروا أن لا سلطان عليهم إلا سلطان الشرف والضمير والقانون. وقال معالي الظاهري خلال افتتاحه المؤتمر الأول لرؤساء المحاكم العليا في الدول العربية، الذي انطلقت فعالياته في أبوظبي أمس، إنه من هذا المنطلق “حرصت الإمارات دائماً على رفع لواء العدل والإنصاف خفاقاً، وجعلت العدل من أهم الأولويات والاهتمامات، على اعتبار أن القضاء النزيه والمستقل هو السبيل لتحقيق هذا المفهوم، وأن العدل كان وما زال أساس البناء الصحيح وعنوان التقدم والرقي”. وأضاف معاليه في الجلسة التي حضرها عدد من كبار المسؤولين في أجهزة السلطة القضائية بالدولة وسفراء الدول العربية وممثلين عن جامعة الدول العربية، أن الإمارات أنشأت المحكمة الاتحادية العليا لضمان حسن تحقيق هذه المفاهيم، حيث تم تحديد اختصاصاتها في الدستور والقوانين التي صدرت بتنظيم عملها، معرباً عن الفخر بدور هذه المحكمة وما قامت وتقوم به، وما أرسته من مبادئ قانونية متميزة. ودعا الظاهري المشاركين في المؤتمر الذين يزيد عددهم على 60 رئيس محكمة عليا وقاضياً من الدول العربية، للخروج بقرارات إيجابية تساهم في تقدم منظومة العدل والقضاء العربي وتطوره، ليكون منارة عالمية لسيادة القانون وحماية الحريات، منوهاً بدورهم المقدّر والسامي باعتبارهم نخبة متميزة من حماة القانون والعدالة في الحفاظ على حقوق وحريات الأفراد وضمان سيادة القانون والتطبيق السليم والأمثل له. تحديات العدالة من جانبه، طالب القاضي الدكتور عبد الوهاب عبدول رئيس المحكمة الاتحادية العليا، المشاركين في المؤتمر بصياغة توجهات قضائية عربية للتعامل المسؤول مع التحديات الكبيرة التي تواجه العدالة في ظل العولمة والجرائم الجديدة عابرة الحدود، وتلك التي تمس بتوازنات عناصر البيئة والإنسانية في أمنها وسلامتها واستقرارها. ودعا عبدول إلى تعزيز التعاون بين المحاكم العليا فيما بينها ومع نظيراتها في العالم، للاطلاع على تجارب الآخرين والأخذ بأحسنها وأفضلها، كما دعا إلى ضرورة وضع وثيقة عمل تبين الأهداف وتحدد السياسات وتنظم الأعمال والاجتماعات، وتساهم في تعزيز دور المحاكم العليا العربية في صيانة الحقوق والحريات والتطبيق السليم للقانون واستقلال القضاء. وأكد عبدول أهمية المؤتمر باعتباره أول تجمع لرؤساء المحاكم العليا العربية الذين يعتبرون “قادة قضاة الوطن العربي”، ولكونه يندرج في إطار العمل العربي القانوني المشترك، عدا عن كون المؤتمر “تأسيسياً” لمسيرة مؤسسة “مؤتمرات رؤساء المحاكم العليا العربية”، مشيراً إلى أن أبوظبي احتضنت قبل عامين المؤتمر الدولي لرؤساء المحاكم العليا في العالم الذي جمع أكثر من 32 رئيس محكمة عليا في العالم. دور الإمارات من جانبه، أشاد الوزير المفوض بالمركز العربي للبحوث القانونية والقضائية القاضي الدكتور سمير عالية، بدور الإمارات في انعقاد مثل هذه المؤتمرات “القيّمة”، ناقلاً تحيات أمين عام الجامعة العربية الدكتور عمرو موسى، ورئيس المركز العربي للبحوث للمؤتمر والمشاركين، مشيراً إلى أن أحكام المحاكم العليا تمثل لجميع المحاكم النموذج الأمثل في صياغة الأحكام وكفاية تعليلها ووضوح معالمها. وعرض المشاركون في جلسات عمل اليوم الأول للمؤتمر، الذي يختتم فعالياته اليوم في فندق فيرمونت أبوظبي، لعدد من التجارب العربية لعمل المحكمة العليا، ودور المجالس العليا في توحيد الاجتهاد القضائي الوطني وضمان التطبيق السليم للقانون، وقضاء المحكمة العليا في الموضوع.