رضاب نهار (أبوظبي)
يستعيد مهرجان قصر الحصن في دورته الثالثة، معرض «لئلا ننسى: معالم خالدة في ذاكرة الإمارات»، الذي يعتبر أول مشاركة للجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية خلال دورته الرابعة عشرة في العام 2014. حيث تأتي استعادته بغرض التركيز على هدفه الأساسي الساعي إلى توثيق وأرشفة الفنون العمرانية والتنمية الحضرية التي حصلت في المجتمع الإماراتي خلال القرن الماضي.
المعرض الذي تشرف عليه مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، هو مبادرة تربوية وتعليمية تسعى إلى صون وأرشفة الحاضر الإماراتي باعتباره التراث الحديث لدى الإماراتيين، من أجل تحقيق وعي أكبر يقوم على التفاعل والمشاركة في تحضير المعلومة والتصريح بالانطباعات الشخصية حولها. وبالتالي يكون المضي نحو المستقبل بخطى واثقة، بناءً على أسس ثابتة وعلى معلومة دقيقة ومتوافرة.
![]() |
|
![]() |
وبالنظر إلى ما هو موجود من كتابة ورسومات ومخططات مبسطة باللون الأبيض، على مساحات واسعة باللون الأسود. تدرك أن مهمتك داخل الغرفة تبدأ من القراءة والاطلاع على التواريخ والمعلومات. فتهمّ بسحب تلك «الطبقات» المخبأة في الجدران واحدة تلو الأخرى على شكل «أدراج»، لتتعرف على هذا البرج أو ذاك، ولتشهد تاريخ تطور ونمو دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وصولاً إلى لحظات أقرب إلى الحداثة والمعاصرة، لكن معظم الاهتمام بنصب على حقبة السبعينيات والثمانينيات.
![]() |
|
![]() |
كما يعتمد معرض «لئلا ننسى» على ذاكرة أهل الإمارات أنفسهم، وغيرهم من أبناء الجنسيات المختلفة من معنيين ومختصين وأشخاص عاديين، مستعرضاً توثيقاتهم الخاصة ومعتمداً عليها. وفي محاولتها لتوثيق مبنى المجمع الثقافي كتبت أمل شابي، محافظة على المباني في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: «بالقرب من الركن الأساسي لمدينة أبوظبي قصر الحصن يتواجد المجمع الثقافي الذي يتضمن المكتبة الوطنية ومركز الثقافة وقاعة الأداء ومركز المعارض. هذه المؤسسة الحائزة على جائزة التصميم من شركة والتر جروبيوس «المهندسين التعاونيين» بنيت في السبعينيات لتحقيق رؤية الراحل الشيخ زايد التي ترمي إلى زيادة الوعي الثقافي لدى مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك من خلال الاحتفاء بالثقافة المحلية وتسليط الضوء على تأثيرها العالمي».
إلى جانب الكتابة المؤرشفة للزمن المعماري الإماراتي، يسعى المعرض بالصوت والصورة، إذ يعرض فيديوهات توثيقة، إلى تأكيد المعلومة وشرح المراحل المتتالية لبعض الأعمال العمرانية داخل وخارج الدولة. الشيء الذي يسرد ويروي تفاصيل البناء بشكل عام، مراحله وبعض خطوات العمل المنجزة فيه.