عباس يعلن عزمه تشكيل حكومة موسعة خلال يومين

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، عزمه على تشكيل حكومة فلسطينية موسعة خلال 48 ساعة، بعد تعثر الحوار الوطني الفلسطيني وجهود المصالحة مع حركة «حماس». كما أعلن عباس في كلمة ألقاها في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، أن مؤتمر حركة «فتح» سيعقد في الأول من يوليو المقبل داخل الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن عدد المشاركين في المؤتمر سيكون أكثر من 1200 شخص. لكن عباس قال إن المؤتمر لن يعقد إذا مُنع أي عضو في حركة «فتح» من سكان قطاع غزة أو الخارج، من المشاركة في المؤتمر، موضحاً أن جهوداً تبذل في سبيل تأمين مشاركة الجميع. وفي دمشق، قالت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع، إن عباس سيقوم بزيارة عمل إلى سوريا يوم الخميس المقبل، يلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين، للتباحث في الوضع الإقليمي والوضع على الساحة الفلسطينية. ورجحت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن يلتقي عباس بالرئيس بشار الأسد. وتأتي زيارة عباس بعد زيارة قام بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى دمشق أمس، وكذلك بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مصر ولقائه بالرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ أمس. ومن المقرر أن يسافر عباس إلى واشنطن قبل نهاية هذا الشهر، للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سوف يستقبل أيضاً نتنياهو ومبارك. ومن جهة أخرى، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس تقارير عن سعيه للاجتماع إلى عباس. وقال مكتب نتنياهو في بيان صحفي إن «عقد لقاء مع عباس ليس على جدول برامج رئيس الحكومة». وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد ذكرت أمس، أن عباس رفض عقد لقاء مع نتنياهو بسبب رفض الأخير الإعلان عن مواقف واضحة تجاه العملية السلمية. ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية، قولها إن مكتب رئيس الوزراء سعى لعقد مثل هذا الاجتماع مع عباس، قبل مغادرة نتنياهو إلى واشنطن، وتم رفض هذا اللقاء من قبل عباس الذي طالب نتنياهو بالإعلان عن مواقفه تجاه القضايا الأساسية في الصراع. وقالت الصحيفة إن الفلسطينيين طالبوا بموقف واضح من الحكومة الإسرائيلية، والإعلان عن قبولها بالاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين، والقبول بمبدأ الدولتين ووقف الاستيطان بشكل نهائي. وقال أمين سر لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني خالد عبد المجيد في دمشق، إن زيارة عباس لسوريا تحمل في طياتها «نوعا من المكر السياسي» ووصفه بالرئيس «غير القانوني» و»غير الدستوري»؛ نظراً لانتهاء ولايته. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة لوكالة «فرانس برس» إن قرار الرئيس تشكيل الحكومة هو «قرار لا يبشر بخير وهو نعي مسبق لنتائج الحوار الوطني وينم عن سوء النوايا وعدم الرغبة في التوصل لاتفاق وهذا قرار يكرس حالة الانقسام الداخلي». واعتبر برهوم أن خطوة تشكيل الحكومة «تؤكد أن «أبو مازن» وحركة «فتح» غير جاهزة لإنجاح الحوار، وأنها لا تملك قرارا باتجاه إنهاء الاعتقال السياسي وتقديم رؤية توافقية».