الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وليد طاهر: لا أستهين بذكاء الأطفال عبر كتبي

وليد طاهر: لا أستهين بذكاء الأطفال عبر كتبي
6 مارس 2018 00:17
نوف الموسى (دبي) المرة الأولى، التي التقيت فيها بالكاتب والرّسام وليد طاهر، كانت عبر قصته «النقطة السوداء»، التي ركلتها الشخصية الرئيسية في القصة لتتفتت من نقطة سوداء كبيرة، إلى نقط سوداء صغيرة، ألهمتني الفكرة وقتها نحو مفهوم رؤيتنا للمشكلة وتكيفنا على تحويلها إلى عدة مشكلات بدل البحث عن أصل المشكلة الحقيقية وحلها. ولكن ما استوقفني بشكل أكبر في تجربة وليد طاهر هي مجموعته القصصية بعنوان «حبّة هَوا..»، واللافت في التجربة هو كمية الإيقاع الفلسفي الضخم في معناه المتعدد، والبسيط في طريقة عرضه للمتلقي (الطفل)، فالأخير قادر على استيعاب المضمون الفلسفي ومناقشته في الكتاب، من شدة الوضوح الموازي للعمق الفكري، لذلك فإن البحث عن سحر الدقة الرفيعة التي يتبناها وليد طاهر، أصبح ضرورة، ناقشها وليد طاهر في مهرجان طيران الإمارات للآداب، وتحديداً في ورشة عملية قدمها حول آلية اصطياده للشخصيات في حياتنا، معتبراً أن أدب الطفل يمثل شراكة اكتشاف، تلغي تماماً الفوقية وادعاء المعرفة الكلية على حساب الأطفال. كل شيء يمر بمرحلة ارتكاز، يبني عليها المبدع تحولاته القادمة في مجال عمله، وبالنسبة للرسام وليد طاهر، تمثل ذلك في عمله بالصحافة، بداية التسعينيات، في مجلة «صباح الخير»، هناك تتلمذ على عدة مدارس رصينة تعتمد على القضايا اليومية، ولغة الشارع اللحظية، ودبيب المحرك الشعبي في المجتمع. فالديناميكية في الصحافة تُقدم للرسام، كما أوضح وليد طاهر، المهارة الرصينة، وامتداد للياقة، مع الحفاظ على الأصل والعمق في الطرح، خاصة أن الصحافة تتفرع منها عدة مسارات للرسم وطبيعة الأدوات المستخدمة بين رسم الكاريكاتير والبورتريه والرسم التوضيحي، وما اهتم به وليد طاهر هو أن لا يفقد العمل قيمته الأدبية حتى بعد مرور سنوات من نشره. الانتقال إلى عالم الطفل، وضع وليد طاهر أمام مرحلة اكتشاف، لما يمكن إطلاق عوالم الأطفال عليه، ومسألة اختبار تكوين شخصيات لمتلقٍ كبير يمتلك خلفية معرفية معينة تختلف تماماً عن تقديم الشخصيات للأطفال، وفي هذا الجانب تحديداً، قال وليد طاهر: «الطفل، يمتلك خلفيته الخاصة به، فهو يتفاعل مع الأشياء والشخصيات في حياته، ويكون خبرته المتفردة، وادعاء المعرفة الكلية على الأطفال، فكرة غير حقيقية، ما جعلني أدرك أن الشراكة التي سأخلقها مع الأطفال عبر كتبي، ستكون مبنية على السؤال لا الإجابة». والسؤال الأول ينبعث عادةً من الملامح النفسية للشخصية التي يود الرسام والكاتب ومخرج العمل ككل في الكتاب، أن يطرحها للوصول إلى ماهية البنية البصرية وارتباطها بنص الحكاية. وانتقاء شخصية ما؛ يستدعي قراءة المظهر العام واللغة الهوية، وجميعها تبدأ بسؤال من هو؟ ولماذا هو يتبنى سلوكيات معينة، ما هي أبعاد العصبية الدائمة في الشخصية، أو التردد أو «الزعل»، فهل للتصرف علاقة بطفولة الشخصية؟ لماذا هناك انطباعات عامة لبعض الشخصيات في الشارع، بمجرد أن تراها تصف من خلالها أن الشخص غني، فقير، متواضع وغيرها؟ واعتبر وليد طاهر أن استمرار الأسئلة بهذه الطريقة، يولد غنى للحكايا والرسومات في كتب الأطفال، وتجنب الأسئلة عادةً يُدخل الرسام في نمطية وتكرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©