الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجال الدفاع المدني.. حكايات بطولية من قلب النار

رجال الدفاع المدني.. حكايات بطولية من قلب النار
12 مايو 2009 01:54
جنود ساهرون يضحون... يجودون بأنفسهم.. يبذلونها رخيصة لخدمة الوطن وكل من يقيم على ترابه.. يهرعون لإنقاذ المواطنين.. وإطفاء الحرائق مهما التهب سعيرها، يبذلون كل ما في وسعهم للوصول إلى مكان الحادث بأقصى سرعة ممكنة، إمكاناتهم الحديثة والمتطورة وامتلاكهم الخبرات الواسعة عززا ثقة الجمهور بهم.. تعمل هذه الفرق بشكل فاعل وتمتلك الجاهزية المناسبة للتعامل مع حوادث الإسعاف والإطفاء والإنقاذ وقت الحاجة وهذه الفرق تتكون من أكفأ الكوادر البشرية، كما تضم أحدث الآليات والمعدات التي تستخدم في عمليات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ. رجال الدفاع المدني ورجال والطوارئ والسلامة العامة وشرطة المرور في العين يتميزون بالشجاعة والصبر والحنكة وحسن التصرف، تلك الصفات يجسدها دورهم الفاعل في الحياة اليومية تراهم يهرعون لنجدة إخوانهم عند حدوث الحرائق والكوارث الطبيعية يبذلون جهوداً كبيرة جداً كل في نطاق عمله... ولولا وجودهم وجهودهم لحدثت مشاكل كثيرة ومخاطر كبيرة تهدد المجتمع وأمنه واستقراره. شهدت مدينة العين خلال الأسبوع الماضي ثلاثة حوادث بارزة اشتملت على حريق بناية في منطقة وسط المدينة وثانٍ في المخلفات المزارع بمنطقة نعمة وثالث في معرض للعرائس بمنطقة الخبيصي تعامل معها رجال الدفاع المدني والطوارئ والسلامة بشكل جسد خبراتهم وإمكاناتهم، حيث استطاعوا السيطرة على النيران ومحاصرتها في أضيق الحدود في وقت وجيز مما حد من الخسائر البشرية وقلل من الخسائر المادية. وتكمن أهمية الدفاع المدني بكافة أجهزته في سمو الأهداف ونبل المقاصد التي قام من أجلها، فالمحافظة على سلامة الإنسان وسلامة ممتلكاته من أسمى الأهداف وأنبل المقاصد والغايات، حيث يعتبر الدفاع المدني من الأجهزة المهمة المسؤولة عن حماية المجتمع والثروات الاقتصادية والوطنية في الدولة من كافة المخاطر سواء أكان مصدرها الطبيعة أو الإنسان نفسه. وجاء إنشاء الدفاع المدني استجابة لحاجة الإنسان إلى الأمن على حياته وسلامة ممتلكاته، فقد عرف الإنسان الكوارث منذ القدم وكان ضعيفاً تجاهها، وعلى امتداد قرون عديدة سعى الإنسان لتكوين مجموعات خاصة لمكافحة الحرائق، والتي تطورت أعمالها في القرن الثامن عشر، بعد امتداد نتائج الثورة الصناعية إلى مفاصل الحياة العامة، واتساع المدن وزيادة الكثافة السكانية فيها، مما فرض مسؤوليات جديدة على الدول. وازدادت أهمية الدفاع المدني في العالم وبرز دوره أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية في حماية المدنيين من الغارات الجوية، وساهم أفراده والمتطوعون فيه من نقل المصابين وإطفاء الحرائق وحفر الخنادق وإعادة الحياة الطبيعية بعد انتهاء المعارك. يؤكد سالم عبدالله المر مدير إدارة الدفاع المدني في العين بالإنابة أنه مثلما هي جميع الأجهزة والمؤسسات المجتمعية – المكلفة بمواجهة ومكافحة المخاطر والطوارئ – فإن أجهزة الدفاع المدني بقدر ما تطور قدراتها ومهاراتها وأجهزتها المختصة بمكافحة الحريق وإنقاذ المحاصرين وإسعاف المصابين، فإنها في الوقت ذاته تطور وسائلها وأساليبها في خلق الظروف المانعة للكوارث والمخاطر بتطوير المهارات الفردية على نطاق المجتمع لمواجهة تلك المخاطر لتقليص حجم خسائر الأرواح والممتلكات. وأضاف، كذلك من خلال تطوير نظم ووسائل وتشريعات الوقاية في المؤسسات والمنازل وجميع المواقع، ليكون عملها منسجماً في جميع أقسام وفروع ووحدات جهاز الدفاع المدني. ولفت المر إلى أنه من بين تلك الركائز المهمة في جهاز الدفاع المدني انبثاق «فرق التوعية»، والتي يمتد نشاطها وفق برنامج سنوي يشمل جميع المؤسسات التعليمية والصحية والمواقع السكنية والتجارية، إضافة للمشاركة مع العديد من الجمعيات والهيئات المدنية والاجتماعية والخيرية، ويتمثل ذلك النشاط في إلقاء المحاضرات حول المهارات الوقائية، والأخطار العامة، بالإضافة للتدريبات الميدانية على الإطفاء واستخدام المطافئ اليدوية وكيفية الإخلاء في حالات الطوارئ، مشيراً إلى أن الاهتمام بدور فرق التوعية يتزايد باستمرار مع اتساع مهام ومسؤوليات جهاز الدفاع المدني. عدد من المواطنين التقتهم «دنيا الاتحاد» خلال مكافحة حرائق المخلفات الزراعية بمنطقة نعمة وحريق معرض العرائس بالعين والبناية السكنية بوسط المدينة أكدوا أن أداء رجال الدفاع المدني يعكس خبرتهم ودرايتهم بطبيعة عملهم، مشيرين إلى سرعة تلبية النداء والتعامل مع الحادث وفق حجمه وطبيعة معطياته، ودعوا المواطنين إلى التعاون مع رجال الدفاع المدني بإفساح المجال أمامهم لأداء واجبهم الإنساني، وذلك بعدم التجمهر حول الحادث مثمنين جهودهم الوطنية المخلصة وقيامهم بواجبهم لدرء الأخطار عن الوطن والمواطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©