الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الآسيوية تؤسس مزارع خارج بلادها لمواجهة أزمة الغذاء

الشركات الآسيوية تؤسس مزارع خارج بلادها لمواجهة أزمة الغذاء
12 ابريل 2008 00:49
مع ارتفاع الأسعار وندرة الأراضي في بلادها تتجه شركات المزارع الآسيوية إلى الخارج بحثاً عن التربة الخصبة والطقس المواتي والسياسات المؤيدة للاستثمار، ففي أفريقيا استأجرت شركة (أفينك) الكورية الجنوبية حوالي 250 ألف فدان لزراعة الصويا والذرة في جمهورية الكونجو الديمقراطية· كما تقوم شركة سايم داربي الماليزية بتطوير مزارع للمطاط والنخيل في ليبيريا التي تتمتع باستقرار نسبي، وبدأت مزارع لانتاج المطاط وزيت النخيل والسكر تظهر في كمبوديا المجاورة الخارجة من عقود من الحرب الأهلية و''حقول القتل'' المسؤول عنها الخمير الحمر· وفي لاوس تم تسليم نحو 375 ألف فدان لمستثمرين من القطاع الخاص لمدة تتراوح بين 30 و50 عاماً ''مقابل أسعار إيجار منخفضة بشكل لا يصدق'' بحسب جماعات (تيرا) المدافعة عن البيئة· وبعد عقود من العزلة تتمتع لاوس التي يقودها الشيوعيون بازدهار اقتصادي مدعوم في جزء منه بارتفاع الطلب على سلعتها الوفيرة وهي الأرض· وتتوافد شركات الأعمال الزراعية من الصين إلى اليابان وكوريا الجنوبية وحتى تايلاند على تلك الدولة التي لا تطل على شواطئ في جنوب شرق آسيا لزراعة كل شيء من المطاط وحتى الخضراوات العضوية والنباتات التي تستخدم في صنع الوقود الحيوي· وقال المسؤول بالسفارة التايلاندية تشالايمبون بونجتشابوبنالا: ''لاوس ستصبح بستان اسيان في غضون عامين'' مشيراً إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا العشر التي تنتمي إليها لاوس، ولاوس إحدى أفقر دول آسيا حيث يعيش كثير من سكانها على أقل من دولار في اليوم· لكنها تفتح اقتصادها الصغير تدريجياً أمام الاستثمار الأجنبي منذ أن تبنى الشيوعيون اصلاحات السوق في منتصف الثمانينيات، وفي تقديراته لعام 2008 توقع البنك الآسيوي للتنمية أن تحقق لاوس نمواً بنحو ثمانية في المئة يقوده قطاعا التعدين والطاقة المائية غير أن ''نمو الزراعة يبقى الأهم لزيادة الدخل والعمالة''· بيد أن الاستثمار السريع في الزراعة حتى الآن - حيث تمت الموافقة على 39 مشروعاً بقيمة 458 مليون دولار في عام 2006 مقارنة مع ستة بلغت قيمتها 14 مليون دولار في عام 2002 بحسب وزارة التخطيط والاستثمار - لا يمضي بشكل سلس· وقال مستشار أجنبي للحكومة المركزية التي فرضت في مايو الماضي حظراً على منح امتيازات جديدة تجاهلته الاقاليم إلى حد كبير إن نظام منح الامتيازات ''يتسم بالفوضى''، ويقول نشطاء إن النزاعات على الأراضي تتزايد حيث تتعدى المزارع على حقول قروية أو غابات قريبة مقتطعة أقوات أصحابها دون تعويضات أو مقابل تعويضات لا تذكر· وقال مارتن ستيورات فوكس الاستاذ المتقاعد والخبير في لاوس عن سكانها البالغ عددهم 5,8 مليون نسمة: ''لدى لاوس إحدى أصغر معدلات الكثافة السكانية بين دول جنوب شرق آسيا· هناك أراض متاحة ويمكن للحكومة أن تأخذها من الناس بسهولة وتوقع اتفاقات مع المزارع''· وفي الشمال حيث افتتح الشهر الماضي طريق سريع مؤد إلى الحدود الصينية تستثمر شركات صينية بكثافة في المطاط لتلبية الطلب من صناعة السيارات الصاعدة في بلادهم· وتستحوذ فيتنام وهي إحدى أسرع الاقتصادات نمواً في آسيا على امتيازات في كمبوديا وجنوب لاوس لزراعة شجر المطاط وغيره من المحاصيل· ويقول البعض إن حجم قطاع المزارع غير معروف بشكل حقيقي لأن لاوس ليست لديها بيانات تفصيلية رغم أنها تعمل على إعداد بيانات، وهناك قضية أخرى وهي أن هناك مستويات متعددة من المسؤولين الحكوميين يمكنهم منح امتيازات وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام الفساد· وقال المستشار الأجنبي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظراً لعدم السماح له بالحديث: ''تواجه الحكومة الوطنية صعوبة في إدراك ما يحدث، حتى على مستوى المقاطعات·· تمنح امتيازات لا يعلم الأقليم بشأنها''، وطلب خبراء وباحثون أجانب آخرون عدم الكشف عن اسمائهم خشية قيام السلطات بطردهم أو عرقلة أعمالهم· وفي مايو الماضي أعلن رئيس وزراء لاوس بواسون بوفافانه تعليقاً إلى أجل غير مسمى لمنح الامتيازات الكبيرة بخصوص التعدين والزراعة: ''لمعالجة الخلل في استراتيجيتنا السابقة''· وتحولت بعض المزارع إلى معسكرات لقطع الأشجار بشكل غير قانوني، ففي إحدى الحالات جرد أحد المستثمرين الأجانب الذي وعد بزراعة مساحات واسعة من جوز الهند منطقة الامتياز من الأشجار القيمة ثم غادر البلاد· غير أنه بعد شهر واحد من قرار تعليق منح الامتيازات منح اقليم فينتيان نحو 1750 فداناً لمشروع كوري جنوبي للمطاط بحسب تقارير لوسائل إعلام رسمية· وقال باحث بمنظمة أجنبية غير حكومية ''شركات المزارع تحتاج إلى الأرض والمسؤولون المحليون يمكنهم توفيرها، يذهبون إلى قرية ويقولون·· هذه الأرض تدهورت ويمكن استخدامها لمشروع تطوير مزرعة''· وفي شمال لاوس الذي كان يوماً ما يضم مساحات شاسعة من التلال المغطاة بالخشخاش يقوم المزارعون حالياً بزراعة شجر المطاط بموجب عقود مع شركات صينية، وقال أكاديمي أجنبي درس المزارع في إقليم اودومكساي ''قيل لهم إنهم سيصبحون اثرياء ويمتلكون الكثير من شاحنات فيجو المكشوفة·'' وفي الحقيقة سيضطر المزارعون للاعتناء بالأشجار لسبع سنوات قبل الحصول على أي محصول·
المصدر: فينتيان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©