مؤتمر النشر التراثي يؤكد على أهمية تحقيق النصوص التراثية

شارك مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في مؤتمر النشر التراثي الذي عقد بمصر في مكتبة الإسكندرية واختتمت فعالياته مساء أمس الأول بمشاركة أربعين باحثاً عربياً وأجنبياً من المتخصصين في المخطوطات يمثلون مراكز ومعاهد علمية حول العالم. وتمثلت مشاركة مركز جمعة الماجد ببحثين لباحثين من المركز هما الدكتور محمد كامل جاد رئيس شعبة فهرسة المخطوطات بالمركز والدكتور أنس صبري رئيس شعبتي النشاط الثقافي والإعلام.وأكد المشاركون في نهاية المؤتمر -الذي استمر ثلاثة أيام- أهمية تحقيق التراث وإخراج النص التراثي في أدق صوره من أجل إثراء الثقافة والآداب في العالم بمختلف لغاته ومعاهده. وطالب المشاركون بوضع معايير ببلوغرافية لنشر المخطوط والكتاب العربي عموماً تنص على ضرورة تحقيق وتكشيف النصوص على يد متخصصين، محذرين من انتشار ظاهرة تكرار نشر النصوص المحققة. وتميز مؤتمر هذا العام بتخصيص ست جلسات من إجمالي جلسات المؤتمر الخمس عشرة لمحاضرين متخصصين بارزين، حيث تحدث كل موضوع تخصصي عن النشر التراثي في مجالات تاريخ العلوم، ودراسات الأديان واللغات الشرقية بالإضافة إلى الاستشراق ومفاهيم ونظريات النشر التراثي. وناقش المؤتمرون تراث اللغات الشرقية واللغة الحبشية ودور اليهود في نشر تراثهم المكتوب بالعربية والعبرية، ونبه البعض إلى المنشور من التراث الإسلامي في الحبشة في ضوء المصادر العربية والحبشية وأن المخفي من التراث الإسلامي في مخطوطات الأديرة سواء كان عمداً أو بسبب الحروب كثير جداً. وتناول بعض الباحثين التراث السرياني اللغوي في أوروبا بالقول إن هناك الكثير من المخطوطات الخاصة بالتراث السرياني الفكري والعربي لا تزال مجهولة وفي حاجة إلى مزيد من البحث والتقصي لإبراز أهمية التراث السرياني في الفكر الإنساني وإلقاء الضوء على أهم المخطوطات السريانية. كما تحدث الباحثون عن تاريخ الطباعة العربية والإسهامات التي قدمتها حلب في هذا المجال، وركز باحثون على مناهج النقل والتحقيق الأوروبية فيما يخص التراث الأندلسي الأعجمي أي الإسبانية المكتوبة بحروف عربية. بينما تطرق البعض إلى الأبعاد المعرفية والعملية لمساهمة الاستشراق في نشر التراث العربي وتحقيق نصوصه. كما تحدث البعض عن تحقيق النصوص التراثية بين أخطاء المؤلفين وإصلاح الرواة والنساخ والمحققين.