دينا جوني (دبي)
أكد عمر سيف غباش سفير الدولة في فرنسا، أن الإمارات وطن التسامح والسلام والتعايش مع الآخر، وينبغي على أجيال المستقبل التعرف على الدين الإسلامي الحقيقي، الذي يدعو إلى المحبة والمودة والرحمة والحكمة والمساواة، وعدم الانسياق خلف الأفكار المتطرفة والرؤية الأحادية التي تشوّه اتجاهات الشباب ومساراتهم وترسّخ العنصرية التي تشتت المجتمعات.
جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي نظمتها مدرسة أم سقيم للتعليم الأساسي بدبي أول أمس، تحدث فيها مع أكثر من 400 طالب وطالبة، بحضور نورا سيف المهيري مديرة المدرسة، وعدد من الشخصيات العامة، وتربويين، وعضوات مجلس الأمهات وأولياء أمور.
وفي مطلع حديثه، اعتبر عمر سيف غباش، أن لقاءه مع هذا الكم من الطلبة فرصة حقيقية، للحديث إلى أجيال المستقبل في الإمارات، الذين يحملون الراية لاستكمال المسيرة التنموية التي بدأها الأجداد والمؤسسون، مؤكداً أهمية تحمل تلك الأجيال المسؤولية الشخصية والتحلي بالأخلاق السامية التي تعكس الصورة الإيجابية للدين الإسلامي.
واستعرض غباش أمام الطلبة بعضاً من محاور كتابه «رسائل إلى شاب مسلم»، الذي حوى 27 رسالة من آرائه الخاصة عن كثير من القضايا الفكرية والدينية والاجتماعية التي تمسّ كثير من الجوانب الحياتية، مؤكداً أنه لا يوجد شيء مستحيل، وأن عليهم الوثوق بأنفسهم، والإصرار على التفوق في جميع المجالات، فضلاً عن المثابرة على القراءة.
كما ركز على أهمية الإحاطة بوجهات النظر المختلفة، قبل مناقشتها أو نقدها أو تبنّيها، وأن يبنوا تصوّراتهم الخاصة المبنيّة على قراءات وافية، لتعزيز مناعتهم ضدّ التطرف، داعياً الطلبة إلى عدم الاستجابة للأفكار الهدّامة لاسيما في القضايا السياسية والفلسفية والاجتماعية.
وأشار سفير الدولة بفرنسا إلى ضرورة التفكير والتساؤل والتعاطي مع العالم بطريقة إيجابية وبناءة، لاسيما أن عالم اليوم حافل بالفوارق والتنوّع، بما يحثنا على اكتشاف المزيد عبر المراقبة والتفكير، لافتاً أن العنف يشوّه العلاقات والعواطف بين الأفراد والمجتمعات، لذا يجب التحلي بالسكينة والإيمان وحسن الخلق في التعامل مع الآخرين، داعياً الأبناء للابتعاد عن التفكير «الأسود والأبيض» في التعاطي مع القضايا، كون الرمادي هو المنطقة التي ستساعد الأجيال على التطوّر فكرياً ومعنوياً.
واستعرض غباش أهم محطات حياته، مذ كان طالباً حتى أنهى دراسته الجامعية وأصبح سفيراً يمثل دولة الإمارات في الخارج، مؤكداً أهمية اعتماد الطلبة على أنفسهم، فضلاً عن الإصرار على مجابهة التحديات، بفكر مستنير وواع يدركون ما يدور حولهم من متغيرات.
من جانبها، أكدت نورا سيف المهيري مديرة المدرسة، أهمية تلك الجلسة، التي سلطت الضوء على عدد من المحاور الهامة التي تسهم في توعية الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، لاسيما أنها جاءت تحاكي قضايا مختلفة شغلت الرأي العام العالمي والمحلي، واحتلت مكانتها على الساحة، فضلاً عن الحاجة الملحة للشباب للاستفادة من تجارب وممارسات واقعية لشخصيات محلية مرموقة وصاحبة تجارب، مشيدة بتفاعل الطلبة خلال اللقاء وتطرقهم لقضايا عدة تشغلهم.
عدد اليوم
