أبوظبي (الاتحاد) - في موازاة النمو العالمي المتواصل للمحتويات والأجهزة والتكنولوجيات البصرية، يستحوذ المشهد المرئي العربي على اهتمام بعض الجهات، التي تسعى لمساعدة هذا القطاع على التطور مهنياً وموضوعياً. وضمن فعاليات “مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة”، الذي سيعقد في القاهرة من 20 مارس إلى 11 أبريل المقبلين، يقام “مهرجان أفلام الموبايل”، المخصص للأفلام المصورة بالأجهزة المحمولة، التي تتراوح مدتها ما دقيقة وثلاث دقائق. وينظم المهرجان ورشة للتدريب على صناعة الأفلام باستخدام التليفون المحمول إضافة إلى تطوير المهارات الأساسية لإخراج الأفلام.
«كان» السينمائي
فُتح باب التسجيل للمشاركة في الدورة الثانية لمسابقة الأفلام القصيرة “صُنع في المتوسط” في مهرجان كان السينمائي، على أن يغلق بحلول الـ28 من مارس المقبل. وتهدف المسابقة، التي ينظمها “برنامج الأوروميد السمعي-البصري” التابع للاتحاد الأوروبي، إلى تشجيع الحوار بينه وبين منطقة جنوب المتوسط.
وكانت هذه المسابقة سجّلت نجاحا في الدورة الأولى علماً بأنها مفتوحة للأفلام القصيرة المنتجة قبل نوفمبر 2010، والتي تتراوح مدتها بين دقيقتين وعشر دقائق، على أن تكون لمخرجين من بلدان جنوب المتوسط، وتهتم مواضيعها بحقوق الإنسان والحوار والتسامح بين الشعوب والثقافات، وتتناول مسائل مثل الانتماء والهجرة وتهديدات اندلاع الصراعات وتبرز تعددية وثراء شعوب ضفتي المتوسط وتؤكد أهمية حق الاختلاف. ويُنتظر أن تختار لجنة تحكيمية دولية ثلاثة مخرجين فائزين ليشاركوا في مهرجان كان السينمائي الدولي للعام الحالي، على أن تتاح للجمهور إمكانية التصويت واختيار الفيلم القصير المُفضل لديه من بين الأفلام العشرة المنشورة.
الفيلم الوثائقي
كان “برنامج الأوروميد السمعي-البصري” بالتعاون مع جهات متخصصة أخرى، أعلن عن فعاليات للاهتمام أيضاً بالفيلم الوثائقي في الدول العربية الواقعة جنوب المتوسط، فدعا لحضور مؤتمر حول “مستقبل الفيلم الوثائقي في العالم العربي” ضمن مهرجان أيام الفيلم الأوروبي في الجزائر، الذي عقد أواخر الشهر الماضي في الجزائر العاصمة.
وخُصص المؤتمر لبحث إنتاج الأفلام الوثائقية وما هي أفضل السبل، التي يستطيع من خلالها منتجو وموزعو الأفلام الوثائقية في منطقة جنوب المتوسط الاستفادة من فرص التمويل والإنتاج المشترك والتوزيع المتاحة أمامهم من الاتحاد الأوروبي، وكيف يمكن مد الجسور بين ضفتي المتوسط لضمان وجود هذه الأعمال وتوزيعها.
ونظّمت المؤتمر بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر بمشاركة مؤسسات ثقافية من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتضمن برنامج المؤتمر دليل تمويل منتجين أصحاب مشروع فيلم وثائقي من قبل جاد أبي خليل، مدير برنامج التدريب المهني “دوك ميد” المعد لمنتجين عرب في مجال الفيلم الوثائقي الذي يصلح لإنتاج عالمي مشترك.
وشهد البرنامج نشاطاً متزايداً ولاسيما في الدول العربية، ومن ضمن الأفلام الوثائقية، التي موّلها برنامج “دوك ميد” فيلم “غزة 36 مليمتراً” لمخرجه الفلسطيني خليل المزيّن. كما شمل البرنامج عرض دراسات تتناول قطاع الأفلام والأعمال السمعية-البصرية في دول منطقة جنوب المتوسط، وقاعدة بيانات قانونية تتيح للعاملين في القطاع السينمائي والسمعي البصري ومستشاريهم النفاذ إلى قانون حقوق التأليف والصناعة السينمائية والسمعية البصرية في هذه الدول بما فيها نماذج عن بنود العقود في هذا المجال.
تحديات الإنتاج والصالات
يواجه الفيلم الوثائقي العربي العديد من التحديات، ويرى مختصون، مثل الدكتور شاكر نوري في دراسة له أن أهم المعوقات التي تقف أمام تطور الفيلم الوثائقي في العالم العربي، الرقابة، إذ إن “الفيلم الوثائقي يسجل الوقائع التاريخية كما وقعت، من دون تزييف للحقائق”.
ويتهم نوري “غالبية ا?ف?م التسجيلية التي تشرف عليها الدول والتلفزيونات العربية، وخاصة الجرائد السينمائية بأنها تمارس التزييف ?نها تعطي صورة جميلة عن الواقع، وتحجب الحقيقة”.
أما بشأن التمويل فيلاحظ أنه من النادر أن يتم تمويل إنتاج الفيلم التسجيلي الوثائقي، وتذرع المنتجين بعدم عرض الصا?ت لهذه ا?ف?م لأنها لا تجني إيرادات مالية.
ومن أبرز الملاحظات التي يذكرها نوري غياب وجود تظاهرة سينمائية أو مهرجان خاص في الفيلم التسجيلي والوثائقي، بينما يمكن للفيلم التسجيلي الوثائقي أن يحتل موقع الصدارة في تنمية السينما بصورة عامة بسبب ضآلة ا?موال المصروفة في إنتاجه وسهولة عرضه إذا توفرت له الصا?ت والمهرجانات، هذا إلى جانب إمكانية فتح باب بعض المدارس والكليات والجامعات والمعاهد لمثل هذه الأفلام، لأن “هذه المؤسسات بأمس الحاجة إلى إنتاج ا?ف?م العلمية أو التعليمية. وغالبية ا?سته?ك يأتي من ا?ف?م الوثائقية ا?جنبية”.
عدد اليوم
