الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ما بعد القمة الخليجية الأميركية

ما بعد القمة الخليجية الأميركية
24 ابريل 2016 21:19
تقول عائشة المري: أثبتت دول الخليج أنها قادرة على تغيير معادلة القوة لصالحها ومواجهة التهديدات الخارجية بالاعتماد على قوتها وتحالفاتها دون الاعتماد على المظلة الأميركية. أكد الرئيس أوباما في ختام أعمال القمة الأميركية الخليجية التي اختتمت في الرياض الخميس الماضي أن هناك تقارباً بين الجانبين الخليجي والأميركي في وجهات النظر إزاء الكثير من القضايا إلا أن هناك خلافاً تكتيكياً حيال التعامل مع إيران، مؤكدا أن الاتفاق النووي مع إيران لا يعني تجاهل أعمالها العدائية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكنه دعا للدخول في حوار معها للتخفيف من حدة التوتر. بينما أعلن العاهل السعودي في ختام القمة التزام دول الخليج بتطوير العلاقات التاريخية مع أميركا خدمة للمصالح المشتركة والأمن والسلم في المنطقة والعالم. لقد كان جلياً أن من أهم أهداف مشاركة أوباما في القمة الخليجية محاولة احتواء التوتر في العلاقات الأميركية الخليجية بعد تصريحاته الشهر الماضي، التي اتهم فيها دول الخليج بتأجيج الصراع الطائفي في المنطقة!
ساهمت سياسات إدارة أوباما في تصدع العلاقات الخليجية الأميركية وجاءت «عقيدة أوباما» التي أعلنها في مقابلة مع الصحافي جيفري غولدبرغ من مجلة «ذي أتلانتيك» صرح فيها بأن التنافس بين السعودية وإيران أدى إلى حروب طائفية في سوريا واليمن والعراق، وقال «إذا قلنا لأصدقائنا أنتم على حق وإيران هي مصدر المشاكل فهذا يعني استمرار الصراعات الطائفية حتى نتدخل وهذا ليس في مصلحتنا أو مصلحتهم» داعياً السعوديين إلى أن «يتشاركوا الشرق الأوسط مع أعدائهم الإيرانيين». وهو ما أثار استياء الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية.
لقد قامت العلاقات الأميركية الخليجية طوال عقود على المصالح المشتركة واشتملت على الترتيبات العسكرية والتحالف السياسي الأمني في منطقة مشتعلة بالأطماع والفوضى فكان الوجود الأميركي لسنوات ضامناً لأمن واستقرار دول الخليج، ولكن تغيير الاستراتيجية الأميركية في منطقة الخليج لم يخلق فراغاً في القوة بقدر ما خلق فرصة لدول الخليج لتعيد بناء تحالفاتها بالاعتماد على قوتها الداخلية في مواجهة التهديدات المحتملة والآنية، وهو ما أثبتته قوات «درع الجزيرة» في البحرين وقوات التحالف في اليمن، فالانسحاب الأميركي من المنطقة لا يعني أن إيران مهيأة لاقتناص الفرصة للهيمنة ولا حتى لمشاطرة النفوذ مع المملكة العربية السعودية، فقد انتهى عهد سياسة «العمودين المتساندين» فالمعطيات مختلفة والظروف الإقليمية والدولية لا تسمح بمشاطرة النفوذ.
الإمارات وغباء الإسلام السياسي
يقول عبدالله بن بجاد العتيبي: حين يحلو لـ«الإخوان» لعب السياسة تبدو ألاعيبهم رخيصة ومكشوفة ومبتذلة، مهما حاولوا تغطيتها أو إظهارها بمظهر التحليل والعمق.
على طول عقود ثمانية وبإصدارات لا تحصى، وفروع وتنظيمات، ورموز وتنظيرات، وأحداث ومواقف، سودت بها الصحائف، وتبارى فيها الكاتبون والمنظرون، إلا أن الحقيقة الواضحة هي أن جماعات الإسلام السياسي هي أفشل الناس في السياسة، فهماً وتنظيراً وممارسة. كعادتهم في الغباء السياسي فقد فشل «الإخوان المسلمون» ومعهم كل تيارات الإسلام السياسي في إدارة دولة بحجم مصر، فشلوا داخلياً بمحاولة الاستحواذ الكامل على السلطة دون وعي بطبيعة الشعب المصري، وفشلوا إقليمياً بانحيازهم لإيران ومحاولاتهم المستميتة للتقرب لإسرائيل، وفشلوا دولياً حين حسبوا أن تقديم فروض الطاعة لأميركا هو سبيلهم للاحتفاظ بالسلطة.
لقد دفعوا أتباعهم في 2011 لأن يظهروا ويعبروا عن دواخلهم وطموحاتهم العمياء في أكثر من مكانٍ، وبالذات في دول الخليج، ففضحوا أنفسهم ببياناتٍ جماعيةٍ ضد الدولة والشعب ومواقف غير محسوبة ضد الحكومات، في عنفوانٍ حماسٍ لا عقل فيه، ونشوة انتصارٍ لا واقعية فيها، وحين جاءت لحظة الحقيقة، وقام الشعب المصري والجيش المصري برفضهم في 30 يونيو 2013 استغربوا دعم السعودية والإمارات لذلك الموقف، ولكنهم أكنّوها في أنفسهم مرغمين.
وبغباء سياسي فقد ظنوا أن الدولة السعودية على سبيل المثال ستتغير بتغير مليكها وقيادتها السياسية، وحسبوا أن مواقف الدول السياسية هي صناعة رأي شخصيٍ، وقاموا بحملة إرجاف كبرى، وسعوا بحملة «بروباجندا» واسعة أن يثبتوا للناس أن قواعد اللعبة قد تغيرت وأنهم أمام عصرٍ جديدٍ، وأن الدولة ليست امتداداً لطبيعتها وقادتها ومؤسساتها ورموزها وأنها رهن أحلامهم وتصوراتهم، وهو ما اتضح فشله لاحقاً.
بعد إعلان الملك سلمان انطلاق «عاصفة الحزم» عام 2015 تجاه اليمن، و«إعادة الأمل»، حاول «الإخوان» اللعب على كل الخيوط، وسعوا جاهدين لتصوير دولة الإمارات كخصمٍ للسعودية، ولكنهم لم يفشلوا فحسب بل انفضحت ألاعيبهم، لأنهم هاجموا الإمارات في ذروة سنام تحالفها مع السعودية، التحالف الذي اختلطت فيه كبرى مصالح السياسية وتلاحمت رؤى القادة مع دم الشهداء الأبرار في الميدان، وبعد الزيارة التاريخية بحقٍ للملك سلمان لمصر، 2016 تأكدت خيبتهم.

 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©