الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاعتبارات البيئية تغيّر توجهات صنّاعة السيارات

الاعتبارات البيئية تغيّر توجهات صنّاعة السيارات
11 ابريل 2008 00:10
تنشغل مراكز البحوث التابعة لكبريات شركات صناعة السيارات في العالم في هذا الوقت بتصميم سيارات وعربات جديدة مدفوعة بمصادر الطاقة النظيفة مثل السيارات الهجين والكهربائية والمدفوعة بالديزل الأخضر وتلك التي تستخدم ما يسمى بالتكنولوجيات النظيفة· وتستثمر هذه الشركات مليارات الدولارات لبناء أجيال جديدة تماماً من السيارات يمكن أن تملأ الشوارع خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة· ويمكن القول إن هذا التطور يأتي في إطار استعداد صنّاع السيارات للتأقلم مع القوانين والتشريعات الأوروبية والأميركية الهادفة إلى الحدّ من سرعة تدهور البيئة الأرضية وتخفيض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون· ويبدو الآن بوضوح أن هذه الإجراءات فاجأت شركات صناعة السيارات التي تحتاج إلى بضع سنوات أخرى حتى تتمكن من تصميم محركات ومجموعات دفع يمكنها أن تستجيب لتلك القوانين· وأصبحت مراكز البحوث في هذه الشركات تعاني الآن من حالة ارتباك واضحة عند البحث عن الحلول العاجلة المناسبة· ويقول المحلل جون ريد في تقرير نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) إن بعض كبار صنّاع السيارات فضّلوا التركيز على خيارات قليلة قد لا تتفق مع التوجهات المقبلة للأسواق· وهذا يعني أن من يراهن على السيارات الكهربائية وحدها قد يخسر الرهان لو اتضح من خلال معطيات الأسواق أن المستهلكين يفضلون السيارات الهجين أو المدفوعة بالوقود النظيف· وبالرغم من هذه الرؤية الضبابية التي تحيط بمستقبل صناعة السيارات، إلا أن المحللين يؤكدون بما لا يدع مجالاً للشك أن السعر المرتفع للنفط لا بد أن يكون قد غيّر توجّهات المستهلكين إلى الأبد· ويذكر التقرير أن أهم المشاكل العويصة التي تواجه هذه الشركات الآن تكمن في (صعوبة التصويب نحو الهدف الصحيح)· فهل تصبّ جهودها على السيارات الكهربائية المدفوعة بمحركات تتلقى طاقتها من بطاريات أيونات الليثيوم؟، أم أن الأفضل لها التركيز على تطوير سيارات هجين مدفوعة بمحركات عادية وكهربائية في نفس الوقت مثلما فعلت تويوتا عندما أطلقت بريوس؟، أم أن الأفضل من هذين الخيارين هو التركيز على بناء سيارات تستهلك خليط من الوقود التقليدي والحيوي؟، أو بناء السيارات المدفوعة بمحركات تستهلك الديزل النظيف؟· ولا شك أنه ما من واحدة من شركات صناعة السيارات يمكنها أن تتنبأ الآن بصواب أي من هذه الخيارات· ولهذا السبب نرى كيف أن شركات كبرى مثل تويوتا وجنرال موتورز ورينو ونيسان ودايملر، أصبحت تتبنى توجهات متضاربة فيما يتعلق بنوعية السيارات التي تبنيها· وفي مثل هذه الحالات التي يصعب فيها تلمّس الطريق الصحيح، يكون لآراء الخبراء والمحللين دوراً مهماً· ولقد أشار هؤلاء إلى أن الرؤى الواضحة في الأفق حتى الآن تشير إلى أن النجاح في الأسواق سوف يكون حليف السيارات النظيفة ذات الفعالية العالية في حرق الوقود· واستناداً إلى هذا الرأي، من المنتظر أن يبدأ صناع السيارات الأميركيين بإنتاج سيارات صغيرة مدفوعة بمحركات تحرق الديزل النظيف أسوة بما يفعله الأوروبيون· إلا أن الأوروبيين الذين استفادوا كثيراً خلال السنوات القليلية الماضية من نشر استخدام السيارات المدفوعة بمحركات الديزل، بدأوا يظهرون اهتماماً خاصاً بالسيارات الهجين المدفوعة بزيت الديزل والمحركات الكهربائية· ويمتد هذا الجدل وعدم وضوح الرؤى حتى إلى صنّاع القرار في الدول المتقدمة الذين وجدوا أنفسهم أمام خلل خطير يتعلق بعدم توفير الفترة الزمنية الكافية لصنّاع السيارات والباحثين في أنواع الوقود الجديد للتصرّف· وكان وزير البيئة الألماني أعلن يوم الجمعة الماضي عن تجميد خطط وزارته الرامية إلى رفع نسبة الوقود الحيوي في الوقود التقليدي من 5 إلى 10 بالمئة مبرراً ذلك بأن أصحاب نحو 3,5 مليون سيارة قديمة في ألمانيا كانوا سيضطرون لشراء الوقود الممتاز المرتفع الثمن مع بدء تطبيق الخطط الحكومية مطلع عام 2009 وذلك لأن محركات سياراتهم لا تصلح لحرق الوقود الحيوي· وحذر خبير السيارات فيرديناند دودينهوفر، من احتمال زيادة أسعار السيارات في ألمانيا بمتوسط ألفي يورو للواحدة لو حاولت الحكومة الألمانية تبنّي فكرة تخفيض عوادم ثاني أكسيد الكربون بنفس النسبة التي كانت تسعى لتحقيقها من خلال مزج الوقود التقليدي بالحيوي بوسائل أخرى مثل إدخال تقنيات أحدث على السيارات الجديدة· وبدأت بوادر التنافس على التغيير تظهر بوضوح في كبريات الشركات العالمية لصناعة السيارات· ومن ذلك أن شركة جنرال موتورز التي رأت كيف حققت شركة تويوتا الريادة في بناء السيارات الهجين عندما أطلقت (بريوس) قبل عشر سنوات وحققت مبيعات عالية، عمدت مؤخراً لتبني مشروع متكامل لبناء مجموعة من النسخ الهجينة لسياراتها· وسوف تطلق العام المقبل النسخة الهجين الأولى من البيك آب شيفروليه سيلفيرادو· وسيكون متبوعاً بنسخة هجين من سيارة الاستخدامات الرياضية شيفروليه تاهو التي سبق لها أن فازت العام الماضي بلقب (سيارة العام الخضراء) في الولايات المتحدة· وبعد أن أثبتت تويوتا حضورها القوي في أسواق السيارات الهجين من خلال بريوس، بدأت بحصد عوائد كبيرة من سيارتها الهجين الثانية (لكزس آر إكس) التي اشتهرت بأدائها الدقيق بأكثر مما اشتهرت بصداقتها مع البيئة· ولا تكاد شركة واحدة لصناعة السيارات في العالم تتوقف عن الحديث عن مشاريعها المقبلة المتعلقة بالسيارات النظيفة على الرغم من أنها لا تبدو واثقة من سلامة الخطوات التي تخطوها في هذا المجال· نقلاً عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©