الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تكافح للحفاظ على الاكتفاء الذاتي من الحبوب

الصين تكافح للحفاظ على الاكتفاء الذاتي من الحبوب
11 ابريل 2008 00:08
دفعت مخاوف الصين من الفشل في زراعة ما يكفي من الذرة أو القمح أو الأرز لتغذية شعبها الحكومة إلى التحرك هذا العام غير أن بكين ربما تبذل جهدا ضئيلا للغاية ومتأخرا بدرجة لا تمكنها من التغلب على قوى التحضر الهائلة· وفي الوقت الذي تصارع فيه اسواق القمح العالمية انخفاضا غير معتاد في المخزونات وارتفاعا قياسيا في الأسعار تكافح الصين لمنع تدمير الأراضي الزراعية بسبب التوسع الحضري وتنامي ندرة المياه والهجرة الجماعية للعمال إلى مدنها المزدهرة عبر توجيه عشرات المليارات من الدولارات إلى المناطق الريفية· لكن محللين يقولون إنه يجب عليها عمل المزيد لمواجهة تأثير أكبر عملية تحضر في التاريخ، وقال لي جوشيانج الباحث بمعهد التنمية الريفية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية - وهي مؤسسة بحثية حكومية رائدة بشأن السياسات الريفية-: ''الدعم لايزال ضعيفاً جداً''· وقال إن الدعم المباشر يمثل فقط حوالي خمسة بالمئة من دخل المزارعين في الصين مقارنة مع 60% في بعض الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة أو اليابان، وتمثل الصين 20% من سكان العالم وتمتلك سبعة بالمئة فقط من الأراضي الزراعية به· وتزرع الصين ما يكفي من الأرز والذرة والقمح لتغذية شعبها حتى الآن، غير أنه مع تحسن النظم الغذائية وتزايد استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان فإن هذه الأيام في طريقها الى ان تولي ربما بوتيرة اسرع مما يتوقع الكثيرون مع تزايد القلق العالمي بشأن إمدادات الغذاء في المستقبل· وتعهدت بكين بالحفاظ على حوالي 300 مليون فدان على الأقل من الأراضي الزراعية، غير أنها تقول إنها تقترب من الخط الأحمر وربما تجاوزته بالفعل بسبب الاستغلال غير القانوني للأراضي· ويقول فريدريك هيرفويه المسؤول بقطاع الاستثمار في السلع ببنك (بي· إن·بي باريبا) إن الصين فقدت بالفعل نحو واحد بالمئة من الأرض الزراعية سنويا خلال الأعوام الثمانية الماضية· وقال لي جوشيانج: ''إمدادات الحبوب آمنة في المدى القريب؛ لكن هناك ضغوطاً كبيرة في المدى البعيد· ''الشيء الأكثر أهمية على الإطلاق هو حماية الأرض الزراعية· في كل مكان من البلاد في الوقت الحالي يستقطعون الأرض لأغراض التصنيع أو لإنشاء مناطق صناعية''· وارتفعت هذا العام أسعار زيت الطهي المحلية متجاوزة الاسعار العالمية متسببة في نفاد الإمدادات في بعض المناطق الأمر الذي سلط الضوء على قلق بكين بشأن الاعتماد على الإمدادات الأجنبية في بلد يحتل الاستقرار الاجتماعي مرتبة متقدمة ضمن الأولويات الوطنية لحكومته· وقد فات أوان منع الاعتماد على الزيوت النباتية المستوردة غير ان بكين توزع أموالاً بشكل غير مسبوق على جيش هائل من العمال الريفيين الآخذين في التناقص وتحثهم على البدء في زراعة الذرة أو الأرز أو الصويا للمساعدة في تأمين الإمدادات الوطنية· وقال ما كاي أحد الأعضاء الخمسة لمجلس الدولة الصيني والأمين العام لمجلس الوزراء الشهر الماضي: ''يجب أن نعود إلى الأساسيات·· ونتخذ إجراءات لزيادة الانتاج والامدادات الزراعية·· لتعويض الارتفاع في أسعار الحبوب عالمي''· وقررت الحكومة زيادة الانفاق على التنمية الريفية بنسبة 30% إلى مستوى قياسي 562,5 مليار يوان (80,13 مليار دولار) هذا العام تشمل 133,5 مليار يوان في صورة دعم مباشر و304,4 مليار يوان لتحسين الانتاجية؛ ويعد هذا تحولاً جذرياً إذ كان المزارعون يواجهون ضرائب باهظة لآلاف السنين حتى عام ·2006 غير أن منتقدين يقولون إن الأموال الإضافية لا تكاد تعوض الزيادة في تكاليف المعيشة أو الانتاج وتتضاءل بالمقارنة مع الأجور المرتفعة والأوضاع الاجتماعية الأعلى في المدن الساحلية المزدهرة· وفوق ذلك فأسعار الحبوب الصينية من بين الأرخص في العالم إن لم تكن أرخصها فيما تبقي الحكومة على مخزونات هائلة من الحبوب وتحظر بعض الصادرات من أجل الحفاظ على وفرة الغذاء لسكانها البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة· وقدر وين جيا باو رئيس الوزراء الصيني مخزونات الحبوب الشهر الماضي بما يتراوح بين 150 و200 مليون طن من بينها ما بين 40 و50 مليون طن من الأرز· ويبلغ سعر طن الأرز الصيني نحو 2400 يوان (350 دولاراً للطن) وهو أقل من 700 دولار للطن تعتزم الفلبين دفعها لفيتنام وسط مخاوف من نقص الإمدادات عقب فرض قيود على التصدير من جانب الموردين الرئيسيين من الهند إلى فيتنام· وقال مسؤول كبير في شنغهاي: ''المزارعون يعانون بالفعل في الصين بسبب القيود الحكومية· إذا لم تمنحهم دعماً كافياً·· فربما يفقدون الحماس للعمل بجد''· ويفاقم من المشكلة استمرار الهجرة من الريف إلى المدن، ويتوقع هجرة ما بين 300 و400 مليون قروي إلى المدن بحلول عام 2020 تاركين العمل بالأراضي الزراعية للأجيال الأكبر سناً مما يسهم في زيادة استهلاك الغذاء والماء بالمدن إلى عدة أمثاله· وصرح ليو جيانج أحد المستشارين الزراعيين للحكومة ووزير الزراعة السابق الشهر الماضي: ''النساء وكبار السن فقط يعملون في الحقول· هذه إحدى المشكلات التي تواجهنا لزيادة الانتاجية من خلال التكنولوجيا''، وألحقت أحوال المناخ المتقلبة بشكل متزايد الضرر بالانتاج مما دفع كبير مسؤولي الأحوال الجوية في الصين للتحذير في اغسطس الماضي من أن البلاد ربما تحتاج إلى نحو 25 مليون فدان إضافي وإلا فقد تواجه نقصاً في الغذاء بواقع 100 مليون طن بحلول عام 2030 حيث يتوقع نمو عدد السكان إلى 1,5 مليار نسمة· ويقول مسؤولون ومحللون إن نقص المياه يشكل تحدياً خطيراً للصين لاسيما على المدى البعيد مع تراجع كميات المياه الجوفية سنوياً في شمال البلاد مثل شاندونج وهيبي أكبر مناطق زراعة القمح في البلاد، وقال جون تشابيل المدير العام لمؤسسة سينو اناليتيكا في داليان: ''يشقون قنوات كبيرة من جنوب الصين إلى شمالها·· غير أن المشكلة تكمن في أن المياه ستكون باهظة الثمن·· لا نعتقد أنها ستساعد المزارعين''·
المصدر: بكين، هونج كونج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©