حذر خبراء وأطباء في الإمارات من انتشار ظاهرة إدمان خطيرة بين المراهقين في الدولة، حيث يقومون بطحن وخلط كبسولات مسكّنات الآلام «التي تباع في الصيدليات» مع تبغ الدوخة للحصول على تأثير المخدرات.
وكشفت إيلينا أندريوتيس أخصائية علم النفس السريري بمركز «كربون دبي» عن لجوء المراهقين إلى طرق وحيل مبتكرة بهدف الحصول على تأثيرات مماثلة لما تحدثه المخدرات، مثل اللجوء لخلطات من المسكنات وأنواع قوية من التبغ.
وقالت إن بعض المراهقين الراغبين في الحصول على تأثير المخدرات، بعيداً عن الشبهات الجنائية والملاحقات القانونية، يقومون بطحن كميات من كبسولات مسكنات الآلام وإضافتها إلى تبغ الدوخة وتدخينها للوصول للانتشاء، حسبما جاء في صحيفة ذا ناشيونال اليوم.
وأضافت أن تلك العملية تتم بكل سهولة نظراً لأن مكوناتها، سواء من الأدوية المسكنة أو أصناف التبغ المختلفة، متوفرة في الصيدليات والمحال، ويمكن للجميع الحصول عليها.
وأوضحت أن من أشهر مسكنات الألم التي يتم إضافتها إلى تبغ الدوخة هو «ترامادول».
من جهتها، ذكرت الدكتورة ديما سحويل مدير قسم علم النفس السريري بمركز «كربون دبي»، أن تلك الظاهرة تتزايد بين طلبة الجامعات بسبب الضغوطات الدراسية والاجتماعية، لافتة إلى أن هذه المرحلة من عمر الشباب تجعلهم أكثر ميلاً للبحث عن الاسترخاء والنشوة بأساليب خطرة وضارة للغاية.
وقالت: حذرت مراراً من اللجوء إلى تصنيع المخدرات بطريق غير مشروعة وغير متداولة، موضحة أن بعض أصناف الأدوية سائلة وصغيرة ويمكن إخفاؤها بسهولة وتصنيع المخدرات منها دون أي مخاطرة».
وحذرت من أن الكارثة الصحية هنا تتمثل في كون المسكنات والمضادات الحيوية سامة جداً لو أسيئ استخدامها، خاصة وأن المراهقين يقومون بخلط أصناف مختلفة بنسب متفاوتة التركيز وبشكل غير علمي، وهو ما يجعلهم في مواجهة خطر الموت المباشر، محذرة أيضاً من الآثار الجانبية العديدة لتعاطي المخدرات الدوائية.
وشددت على أن العقاقير المخدرة يتم خلطها بمواد سامة كثيرة ويتم تدخينها من قبل المراهقين، الذين لا يعلمون ما إذا كانوا يدمنون على مبيدات حشرية أو مواد كيميائية أو غيرها.
وأضافت أنه في حال تدخين تلك المواد السامة فإن تأثيرات الأدوية المخلوطة بالتبغ تصل إلى الدماغ بشكل أكبر وتسبب تلفاً كبيراً فيه، مؤكدة أن كثيراً من المراهقين الذين يتبعون تلك الطريقة للإدمان لا يعلمون فعلياً كيف يقتلون أنفسهم.
من جهته، أكد الدكتور لوكي داس جوبتا، اختصاصي الأعصاب بمستشفى برجيل بأبوظبي، إن كثيرين يخلطون أدوية مثل الترامادول مع الحشيش والأفيون أيضاً، وهو ما أدى بهم في النهاية إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات نتيجة جرعات زائدة من العقاقير المخدرة.
عدد اليوم
