الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأندية العريقة تغرق في «بحر الاحتراف»

الأندية العريقة تغرق في «بحر الاحتراف»
15 فبراير 2015 22:15
تيسير العميري (عمان) رفعت أندية دوري المحترفين الأردني لكرة القدم «الراية البيضاء» في ظل تنامي فاتورة الاحتراف التي أثقلت كاهلها، وحولت بعض الأندية العريقة إلى «غريقة» وحدت من قدراتها التنافسية، فأصبح بطل الدوري في الأمس القريب، مهدداً اليوم بالهبوط إلى الدرجة الأولى والمشاركة في «دوري المظاليم». الأندية الأردنية التي تطبق الاحتراف على مضض، وجدت نفسها مجبرة على السير في الركب وخلع «ثوب الهواية المنظمة»، وارتداء «ثوب الاحتراف العشوائي» الذي لم يأت على مقاسها، ولم يتناسب مع إمكاناتها المادية، فأصبحت جميعا دون استثناء «تحت خط الفقر»، وتعاني من أزمة مالية خانقة، وتمتلئ خزينتها ليس بالأموال وإنما بالفواتير والمطالب المادية. لجنة أوضاع اللاعبين في الاتحاد الأردني استقبلت عشرات الشكاوى الرسمية من اللاعبين والمدربين خلال العامين الماضيين، نظير عدم قدرة الأندية على دفع ما تبقى من مقدمات العقود والرواتب الشهرية، فأشهر المطالبون سلاح «الدفع أو فسخ العقود»، بعد أن اتضح لديهم أن بعض الشيكات التي أخذوها لا رصيد لها، فيما حاولت بعض الأندية الاستدانة وفتح باب التبرعات، بعد أن أغلقت في وجهها أبواب العقود التسويقية من كبرى الشركات، التي وجدت في دعم اتحاد الكرة الأردني ضالتها وتوجهت بالدعم للمنتخبات على حساب فرق الأندية. الفيصلي يبيع مقره الفيصلي أقدم الأندية الأردنية وأكثرها حصولاً على ألقاب البطولات المحلية، والفائز بقلب كأس الاتحاد الآسيوي مرتين، والذي حل وصيفاً في دوري أبطال العرب مرة، يشكو اليوم ضعف الحال وكثرة المشاكل المالية، ودخل النادي في أزمات متكررة مع اللاعبين الذين فسخ بعضهم عقده واتجه للاحتراف الخارجي أو الداخلي مع ناد آخر، ولم يعد في مقدور النادي الذي باع مقره واتجه إلى آخر مؤقت أن يبقى في القمة، فتحول الفريق من منافس تقليدي على اللقب إلى المركز الثامن على سلم ترتيب فرق الدوري، ولا يبتعد كثيراً عن الفرق المهددة بالهبوط. هذه الصورة السلبية لأحد أكثر الأندية الأردنية جماهيرية، أجبرت جماهيره على الاعتصام أمام مجلس النواب الأردني، مطالبة بإيجاد الحلول اللازمة والتدخل لإنقاذ النادي من الغرق، فيما قرر النادي عدم المشاركة بكأس الاتحاد الآسيوي لأن إمكانياته المالية لا تسمح، وشكل الانسحاب حالة غير مسبوقة بالنسبة للفيصلي. وحال الفيصلي لا يختلف كثيراً عن حال شباب الأردن، النادي الذي شكل ظاهرة ملفتة في مسيرة الكرة الأردنية في السنوات العشر الماضية، عندما اقتحم حلبة المنافسة بقوة على ألقاب البطولات وتوج بها مراراً، بل وفاز أيضاً بلقب كأس الاتحاد الآسيوي. يحتل حالياً المركز قبل الأخير على سلم ترتيب الفرق، ويؤكد رئيسه سليم خير، أن ناديه يعاني من مشاكل مالية كبيرة، وأن مجلس إدارة النادي اضطر إلى جمع التبرعات من أعضاء مجلس الإدارة لكي يتمكن من دفع جزء من مستحقات المدربين واللاعبين المتراكمة. وقال: «نعم نحن وأندية كثيرة لم ندفع رواتب اللاعبين منذ أربعة أشهر، لأن المستحقات التي تصلنا من الاتحاد لا تكاد تكفي لشيء، لأن الاتحاد يقوم بخصم ديونه ومستحقات لجان أوضاع اللاعبين والعقوبات، ولا يبقى للنادي ما يكفيه لتسيير أموره، فنضطر للدفع من جيوبنا». جوائز مالية يؤكد فادي زريقات أمين عام الاتحاد الأردني، حصول كل ناد على 200 ألف دينار أردني «نحو 300 ألف دولار أميركي» سنويا، بدل حقوق رعاية التلفزيون الأردني ومجموعة المناصير الراعية للبطولات، ويضيف زريقات: يدفع اتحاد كرة القدم مبلغاً يصل إلى 400 ألف دينار أردني «نحو نصف مليون دولار»، كجوائز مالية في مختلف المسابقات لا سيما دوري المحترفين، حيث يحصل البطل على 120 ألف دينار أردني «175 ألف دولار أميركي». لكن أندية المحترفين تقول إن الاتحاد يحسم قيمة تلك الجوائز وبدل أجور حكام المباريات من مخصصاتها، لأنها تتلقى فعليا مبلغ 193 ألف دينار أردني، والأصل أن تكون حصة كل ناد 220 ألف دينار، ما جعلها تنادي مرارا بضرورة تشكيل رابطة دوري المحترفين، وهو الأمر الذي يرفضه اتحاد الكرة حتى الآن! الحضور الجماهيري وتزداد مشاكل أندية دوري المحترفين نتيجة غياب الحضور الجماهيري، فأضحت مدرجات الملاعب خالية في معظم المباريات، باستثناء عدد محدود من المباريات التي يكون فريقا الوحدات والرمثا طرفاً فيها، بعد أن عزفت جماهير الفيصلي عن الحضور لتراجع مستوى ونتائج فريقها. ورغم ضعف الحضور الجماهيري إلا أن أندية الفيصلي والوحدات والرمثا والصريح وذات راس، تعرضت إلى عقوبات مالية متكررة نتيجة هتافات غير مقبولة صدرت من جماهيرها، فوصل حجم العقوبات إلى حد قياسي زاد الطين بلة وأفقد الأندية إيرادا كانت بأمس الحاجة إليه. إيراد المباريات لا يكاد يذكر خلافاً لما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات، عندما كانت الملاعب تتحول إلى ما يشبه «علبة السردين» نتيجة اكتظاظ الجمهور، فكان الداخل إليها مفقوداً والخارج منها مولوداً، لكن شتان بين الأمس واليوم، فالمستوى الفني في أدنى درجاته وغابت الإثارة والمتعة، فلم يدخل صناديق الأندية سوى حفنة من الدنانير، لا تكاد تغطي نفقات فواتير الهاتف والماء والكهرباء، ولم يكن مستغربا أن تقطع تلك الخدمات عن بعض الأندية نتيجة تراكم الفواتير غير المسددة. وبعد فإن صورة الأندية الأردنية تبدو مؤلمة وهي تكافح من أجل البقاء على قيد الاحتراف، بعد أن أصبحت الكرة بمثابة مهنة، وغابت مفاهيم الولاء والانتماء، واستبدلت بشعار «اللعب لمن يستطيع أن يدفع». الوحدات.. «على قد لحافك مد رجليك» عمان (الاتحاد) تمكن الوحدات «حامل اللقب» ومتصدر الدوري حالياً، من «السباحة» والنجاة من الغرق، نتيجة جهود ذاتية، لكنه لا يخفي حجم معاناته، فأجبر على التعاقد مع لاعبين محترفين من الخارج، ليس طبقاً لقاعدة «الاختيار للأفضل» وإنما «على قد لحافك مد رجليك»، فكان الاختيار غير مناسب لأنه غير مبني على الكفاءة وانما القدرات المالية، وليس غريباً أن يجلس محترفه الإيفواري الحاج مالك على مقاعد الاحتياط، لأن مستواه لم يؤهله لكي يكون ضمن التشكيلة الأساسية، وهذا الأمر ساعد في خروج الوحدات من الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا، لأنه لم يستطع الاستعانة بمحترفين من الخارج يشكلون إضافة نوعية. سمارة: نحتاج دعماً حكوميا! عمان (الاتحاد) أشار عبد الحليم سمارة رئيس نادي الرمثا والذي يعد أقدم رئيس نادي في العالم «أكثر من 44 عاماً متتالية»، إلى أن إمكانيات الأندية الأردنية لا تسمح لها بمواصلة الاحتراف ما لم تقم الحكومة بدعم الأندية مادياً. وأوضح أن فريقه الراغب في الحصول على لقب الدوري بعد غياب دام نحو 32 عاماً ويحتل حالياً المركز الثاني، قد صرف على الفريق 476 ألف دينار «700 ألف دولار أميركي»، وأن ناديه مدين بـ 258 ألف دينار «400 ألف دولار». وأضاف: «الاحتراف ذبحنا.. اللاعب الذي نتأخر بالدفع له يغضب ويبتعد عن التدريب، ولولا صفقة احتراف اللاعب مصعب اللحام مع نجران السعودي لما تمكنا من الإنفاق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©