الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بيئة الإمارات الابتكارية تحفز شركات التأمين لطرح منتجات تواكب المستقبل

بيئة الإمارات الابتكارية تحفز شركات التأمين لطرح منتجات تواكب المستقبل
19 مارس 2017 13:48
مصطفى عبدالعظيم (دبي) حفزت المشاريع الابتكارية التي تطلقها دولة الإمارات، كمشاريع السيارات والطائرات ذاتية القيادة و«الهايبرلوب»، شركات إعادة التأمين الدولية للعمل على ابتكار منتجات تأمينية متخصصة تغطي هذه النوعية من المشاريع، وتواكب متطلبات المستقبل، بحسب إنيجا بيل، الرئيس التنفيذي لـشركة لويدز العالمية المتخصصة في التأمين وإعادة التأمين. وقالت بيل، إن دولة الإمارات تشكل أكبر سوق لعمليات «لويدز» في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن قيمة الأقساط المكتتبة للشركة في المنطقة خلال عام 2016، بلغت 600 مليون دولار (2.2 مليار درهم) منها 217 مليون دولار (796 مليون درهم) من الإمارات بحصة تزيد على 36%، تلتها السعودية بأقساط مكتتبة بلغت 115 مليون دولار (422 مليون درهم) بحصة تبلغ 19%. ونوهت رئيسة أقدم شركة تأمين في العالم بسجل يعود إلى 329 سنة، في حوار مع «الاتحاد»، بالنمو القوي الذي حققته عمليات الشركة من مقرها في مركز دبي المالي العالمي الذي تم افتتاحه قبل عامين، مشيرة إلى أن الشركة نجحت في تحقيق نمو في عام 2016 زادت نسبته عن 30%، مقارنة بعام 2015، مما يعكس قدرة الشركة على تلبية احتياجات أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما يتعلق بعمليات إعادة التأمين المتخصصة. وأشارت بيل إلى أن منصة «لويدز دبي» تعد ثالث أكبر منصة لعمليات الشركة بعد كل من لندن وسنغافورة، حيث تضم 11 وحدة متخصصة تابعة للشركة من بين إجمالي 84 وحدة موزعة على مستوى العالم، بينها 30 وحدة في الصين، و20 وحدة في سنغافورة. وأشارت إلى نجاح منصة دبي في إبرام تغطيات بقيمة 90 مليون دولار من بين إجمالي 600 مليون دولار تشكل قيمة الأقساط المكتتبة للمنطقة من لندن، لافتة إلى أن مقر الشركة في «دبي المالي» يضم حالياً أكثر من 60 موظفاً، ويتوقع أن يزيد العدد في المستقبل في ظل النمو المتوقع للعمليات، وزيادة عدد النقابات المنضوية تحت الشركة. وقالت، إن نموذج أعمال «لويدز» يشكل سوق تأمين تبادلياً، حيث يجتمع الأعضاء معاً كنقابات تأخذ على عاتقها المخاطر، وتشكل معاً تلك النقابات التي يبلغ عددها 84 نقابة، أكبر سوق للتأمين حول العالم، وبإمكان حاملي وثائق التأمين الاعتماد على خبرات أكثر من شركة تأمين واحدة، بالإضافة إلى أنه يمكن توزيع المخاطر بين شركات التأمين المتخصصة التي تتمتع بضمان مالي. وأكدت رئيسة «لويدز» أن العمل في دولة الإمارات، انطلاقاً من مركز دبي المالي العالمي، شكل خطوة مهمة للشركة في مواكبة الاحتياجات المالية المتنامية للمنطقة، والاستفادة من البنية التحتية التشريعية والتنظيمية في المركز، وكذلك سهولة الوصول والنفاذ منه لأسواق المنطقة، مشيرة في هذا السياق إلى استكشاف الشركة فرص التواجد كذلك في سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الدولي الجديد في أبوظبي، حيث يوجد فريق من الشركة يقوم ببحث الأمر. وأوضحت أن هذا الجزء من العالم ينظر إليه باعتباره منطقة محورية للنمو، مشيدة بالبيئة الابتكارية في الإمارات ومشاريعها في مجالات البنية التحتية والطيران والطاقة المتجددة والابتكار. وأكدت أن الابتكار والطموح في دولة الإمارات لا يقفان عند حدود التفكير أو القول، بل هما واقع ملموس مدعوم بعمل متواصل لا ينقطع، حيث سبقت الإمارات العديد من بلدان العالم في تبني مشاريع الطائرات والسيارات ذاتية القيادة وقطار «الهايبورلوب»، لافتة إلى أن هذه المشاريع توفر فرصاً واعدة لشركات إعادة التأمين المتخصص في ابتكار منتجات غير مألوفة لتغطية هذه المشاريع. فرص واعدة للنمو وقالت إنيجا بيل، الرئيس التنفيذي لـشركة لويدز العالمية، إن سوق التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحمل فرصاً واعدة للنمو، مشيرة إلى أن شركات التأمين وإعادة التأمين العالمية تنظر إلى المنطقة باعتبارها محور النمو لصناعة التأمين للسنوات المقبلة، خاصة أن السوق الذي لم تتم تغطيته بشكل كامل مقارنة بالأسواق العالمية الناضجة، لاسيما في التأمين على غير الحياة، حيث يبلغ معدل الإنفاق على التأمين في المنطقة نحو 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يقل بكثير عن المعدل العالمي المقدر بنحو 2.8%، وعن معدل الإنقاق في الأسواق الناضجة في أوروبا وأميركا والمقدر بنحو 4%، الأمر الذي يعكس وجود فجوة كبيرة في التغطيات التأمينية بالمنطقة. وأضافت: «تشير التوقعات إلى تسجيل قطاع التأمين في المنطقة نمواً أعلى من المعدل العالمي يصل إلى 14% في المنطقة، وهو معدل مشجع وجاذب لشركات التأمين وإعادة التأمين للتركيز على أسواق رئيسة في المنطقة، مثل سوق الإمارات أكبر سوق لـ«لويدز» في المنطقة، وكذلك السوق السعودي والمصري، لافتة إلى وجود فرص للتوسع في أسواق أخرى بالمنطقة، انطلاقاً من دبي، مثل أسواق شمال أفريقيا والهند وأفريقيا ومناطق أخرى في آسيا. وأوضحت بيل أن عمليات إعادة التأمين التي تقدمها «لويدز» في المنطقة تغطي قطاعات الطاقة والملاحة والعقارات والتشييد والهندسة والتغطية المتعلقة بالإرهاب والمخاطر السياسية والائتمان التجاري والإصابات والحوادث الفردية، والمخاطر المهنية والمالية وقطاع الطيران والحوادث الطارئة، والطاقة المتجددة والتهديدات الإلكترونية، مشيرة إلى أن «لويدز» تعد أكبر سوق متخصص في التأمين وإعادة التأمين، وتستقطب الأعمال من أكثر من 200 بلد ومنطقة حول العالم. وأوضحت بيل أن التركيز على أسواق المنطقة يأتي في وقت تشهد فيه صناعة التأمين العالمية العديد من التحديات، التي تتصدرها التحولات المحتملة في موازين القوى الاقتصادية وانتقالها من الغرب إلى الشرق، لصالح أسواق جديدة، مثل السوق الصيني والهندي، والمخاطر الناشئة عن التغيير الكبير للتأمين التقليدي الذي ركز لعقود طويلة على السوق الأميركي، وانتقاله إلى مركز القوى الجديد في الشرق. وأشارت إلى أن المخاطر الناشئة عن هذا التحول تستلزم تطوير منتجات تأمينية جديدة لتلبية احتياجات الأعمال والحكومات والأفراد، مؤكدة أن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر مناطق واعدة للنمو وتشكل القوة الدافعة لنمو أعمال «لوديز» في المستقبل. وشددت بيل على دور التأمين في دفع الابتكار في الاقتصاد العالمي، لافتة إلى أن قطاع التأمين يقوم بدور محوري ضمن عملية تنمية وتطوير الاقتصاديات. وقالت: «نحن نُؤَمن الحراك الإنساني، من دون القطاع ما كان للمركبات المؤتمتة (من دون سائق) أن تسير بعيداً عن منصات شحنها، ولما كانت سفن الفضاء أن تقلع من منصات الإطلاق». تحولات التكنولوجيا الرقمية حذرت إنيجا بيل، الرئيس التنفيذي لـشركة لويدز العالمية، من ضرورة ألا يَعي قطاع التأمين التحولات الناجمة عن التكنولوجيا الرقمية على المستوى العالمي، موضحة أن التحولات المتسارعة تدفع بدورها إلى التغيرات المتعلقة بطبيعة المخاطر، كون الموجودات غير الملموسة والرقمية أصبحت أكثر عرضة لتهديدات جديدة، مثل الاختراقات والهجمات الإلكترونية، والتي تعتبر من أكثر المخاطر التي تشهد زيادة ملحوظة وأثراً بالغاً على قطاع الأعمال خلال العام الجاري. وأشارت إلى أن «لويدز» تعتبر من المؤسسات الكبيرة في التأمين على المخاطر الإلكترونية، وشهدت زيادة كبيرة في الطلب في هذا المجال خلال الأعوام الماضية، ومن المتوقع أن يقوم 77 تجمعاً لشركات تأمين بعمليات تأمين متعلقة بالمخاطر الإلكترونية بقيمة 1.2 مليار دولار خلال العام الجاري، بزيادة نسبتها 40% مقارنة مع 2016، لافتة إلى أن لدى «لويدز» ما يقارب 25% من حصة السوق العالمية للتأمين على المخاطر الإلكترونية، وهي عازمة على تعزيز آليات واضحة للتأمين وإدارة هذه المخاطر. وبينت الرئيس التنفيذي لـ«لويدز» وجود ضرورة ملحة لبلورة آلية لإدارة وتقييم المخاطر لمنطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أنه ووفقاً لمؤشر مخاطر المدن للفترة 2015 - 2025 الخاص بـ«لويدز»، فإن الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاديات الشرق الأوسط خلال العقد المقبل تقدر بـ 2.4 تريليون دولار، لكن ما نسبته 15% من هذا النمو الاقتصادي معرض لمخاطر صنفت ضمن قائمة أكثر 18 تهديداً، موضحة أن قيمة التهديدات الناجمة عن عمل بشري مثل انهيار الأسواق وتعثر سداد الديون السيادية والإرهاب وانقطاع الكهرباء والهجمات والاختراقات الإلكترونية مجتمعة تعادل 213 مليار دولار أو 58% من الناتج المحلي الإجمالي المعرض لهذه المخاطر. وقالت بيل: «لويدز تتطلع إلى المنطقة باهتمام بالغ، وتوجهنا إلى تعزيز أنشطتنا بما يتماشى مع استراتيجيتنا المتعلقة بالأسواق العالمية. نحن نتمتع بخبرات متخصصة في فهم طبيعة المخاطر في المنطقة، وبالتالي العمل على حماية مصالح القطاعات الاقتصادية. تواجدنا في مركز دبي المالي العالمي يتيح لنا بناء علاقات متينة مع القطاعات المعنية، وتعزيز درايتنا بكل ما يتعلق بالمخاطر، وبالتالي نحن نرى فرص واعدة لنمو الأعمال».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©