الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عصام عياش: لا نحارب الطب التقليدي.. لكننا نمتلك أسرار «طق» الرقبة وزيارة «المليون دولار»

عصام عياش: لا نحارب الطب التقليدي.. لكننا نمتلك أسرار «طق» الرقبة وزيارة «المليون دولار»
10 مايو 2009 01:00
كلّما تقدمت التكنولوجيا وتغيّرت أنماط حركة الإنسان، كثرت أمراض معيّنة وصارت من مسمّيات أو من مواصفات لصيقة للعصر الحاضر. أوجاع الظهر والرقبة وتشنّج العضلات من المشاكل المرضية الشائعة في العقدين الأخيرين، فالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لست ساعات أو ثمان بشكل متواصل، ومن ثم مشاهدة التلفزيون وعدم الحركة حتى لتحضير طعام غذائي سليم هو من أبرز مسبّبات هذه الآلام. ومع التقدم بات الناس يميلون من خلال تجاربهم الشخصية أو لفقدان الأمل في الحلول الكيميائية، إلى كل ما هو طبيعي ومنه طب «الكايروبراكتك»، أي طب تقويم العمود الفقري وهو طب طبيعي يبتعد قدر الإمكان عن وصف الأدوية والعمليات الجراحية. ويقول الدكتور عصام عياش، طبيب متخصص في الكايروبراكتك في أبوظبي، إن هذا الطب وجد في الحضارات القديمة الفرعونية والصينية والشرق أوسطية والعربية منذ 500 سنة قبل الميلاد، وأن طبيباً أميركياً يدعى، دانييل بالمر، هو من أسس أول مدرسة في طب الكايروبراكتك في العصر الحديث «في عام 1895» بعد أن عالج عاملاً لديه نتوء في رقبته فصار يسمع بعد أن كان أصمّاً. وفي الحوار مع الدكتور عياش اعتبر أن الكايروبراكتك قد يكون حلاً للكثير من الأمراض خصوصاً أن العمود الفقري يحمل جسمنا طوال عمرنا وأي خلل فيه يوثر على أعصابنا.. التفاصيل في السطور التالية.. • ما الفرق بين طب الكايروبراكتك والطب الفيزيائي؟ ثمة فرق كبير بين طب الكايروبراكتك وبين العلاج الفيزيائي «العلاج الطبيعي»، إنما السؤال هو عن الطب الفيزيائي وبيننا وبينه قرب ولكن المتخصصين في الطب الفيزيائي يصفون أدوية ويجرون العمليات الجراحية في حين أن الكايروبراكتك يبتعد عن العلاج بالأدوية والعمليات، وكلانا نتعامل مع الجسم من خلال الهيكل العظمي، الأعصاب والعضلات. أما العلاج فيتم عن طريق الأسلوب التقويمي «المنابلة» التي وجدت منذ آلاف السنين وعبر استخدام شيء بسيط من العلاج الفيزيائي أو الطبيعي. إن الطب الفيزيائي فرع من فروع الطب التقليدي إنما الكايروبراكتك هو منفصل ومختلف عنه، هو مكمّل له كما نعتبره اليوم في حين أنه كان يعتبر البديل في السابق. واليوم نعتبره مكمّلاً لأننا نرى في حالات معينة أنه لا مفرّ من الأدوية شرط اللجوء إليها لسبب وجيه، وللأسف تستخدم بعض الأدوية من دون سبب وجيه كما تجرى عمليات جراحية لا مسوّغ لها. وأعطي مثالاً على ذلك، المضادات الحيوية، فهي مهمة ولكن استعمالها بطريقة غير مدروسة أو غير قانونية يؤدي إلى مشاكل، والكايروبراكتك يعارض استعمال الأدوية بكثرة، وفي غالب الأحيان إذا وفّرنا للجسم البيئة ومكوّنات العيش بطريقة سليمة نستطيع الاستغناء عن الأدوية وعن الجراحة. • ومــــــا عـــــلاقـــة أسلـــــــوب الغــــــــذاء بطــــب الكايروبراكتك؟ لا تعتمد نظرية الكايروبراكتيك على أن الجسم هو مجرد عامود فقري، فالشخص إنسان نعامله كوحدة متكاملة غير مجزأة، فالصحة تقوم على ثلاثة قواعد «أرجل» متساوية ، الحالة الفيزيقية وهي الغذاء، الحالة النفسية، والحالة الميكانيكية. وعلى الرغم من أن الكايروبراكتك هو اختصاص بالحالة الميكانيكية، إنما ننظر إلى المريض بكلّيته فنبحث في نوعية طعامه ووزنه والتغيّرات التي يتعرض لها.. إذا كان يمارس الرياضة أو يدخن، ومع أن هذه لا علاقة لها بالكايروبراكتك مباشرة إنما كي نعالج المريض علينا فهم العلاقة لكل مكونات هذا الإنسان، لأن اهتزاز قاعدة واحدة من القواعد الثلاث يؤثر سلباً على الصحة، ولا غرو أن لنوعية الغذاء التأثير الكلي وبشكل كبير على صحة الإنسان. لذا نركز كثيرا على الأكل وعلى الرياضة وعلى الحالة النفسية عند الشخص في الوقت نفسه الذي نعالجه فيه. • ماذا عن خطورة استسهال إجراء التدليك و«طقّ» الرقبة أو الظهر من قبل الأهل والأصدقاء أو غير الاختصاصيين في مرافق التجميل و«السبا»؟ خطورته كبيرة جداً ولدينا احصاءات في هذا المجال موثّقة في المجلات العلمية والطبية، فقد وجد البعض أن الكايروبراكتك نتيجته فعّالة علاجياً واعتقدوا عبر المراقبة السطحية أن عملية التقويم سهلة، وهذا صحيح، هو سهل إنما من السهل الممتنع. ثمة الكثيرون من غير المتخصصين يفعلون ذلك، ويعتقدون أن بوسعهم «طقّ» الرقبة وتدليك الجسم غير أن أي خطأ يحصل يودي إلى نتائج مميتة. وقد حصلت في إحدى السنوات حالات وفاة نحو 67 مريضاً وفي الإحصاء إنّ 53 من هذه الحالات جرت لأن أشخاصاً غير متخصصين في الكايروبراكتك قاموا بما اعتقدوا أنه تقويماً. وفي الواقع، أن نسبة الخطأ في الكايروبراكتك لدى المتخصصين هي واحد من ثلاثة ملايين. لكن عندما يقوم أشخاص غير متخصصين بالتقويم وبطقّ الرقبة فهذا خطأ كبير وخطورته كبيرة، فقد يكون المريض يعاني من ديسك أو هشاشة في العظام أو أي شيء آخر يضغط على العصب. لذا عندما نستقبل المريض، نبحث منذ البداية عن التفاصيل وفي الأعراض ونجري فحصاً سريرياً له قبل الشروع بالعلاج. على الضمير المهني أن يسبق العلاج كما نأمل، وإذا لم يكن هناك ضرورة للأشعة السينية أو صورة الرنين المغناطيسي، فلا داعي لطلبها هكذا وبشكل عشوائي. علينا أن لا ننظر إلى الحالات من الناحية المادية فقط، علينا النظر إلى الحالة الإنسانية، فإذا كان هناك ضرورة نطلب هذه الصور. • لماذا تقولون إن تقويم العمود الفقري في الكايروبراكتك لا علاقة له بالتدليك؟ لا علاقة لنا بالتدليك مع أننا ندرس فصلاً عن التدليك، ونعرف متى يكون هناك ضرورة للتدليك. ففي التمزقات الرياضية، مثلاً، يلجأ البعض إلى التدليك وإلى وضع المكان المصاب في الماء الساخن وهذا خطأ. عندما نقوم بالتقويم ونحرّك الفقرات بطريقة علمية فنية معينة، فلسنا ندلّك. يمتدّ التدليك لأربعين دقيقة أو ساعة وهو عبارة عن تمسيد العضلات والمفاصل، وهذا لا يتضمّنه الكايروبراكتك في 99.99 % من عمله التقويمي، إنما يبحث عن عضلات معيّنة في الجسم تكون متشنّجة ويضغط عليها أو يشدّها إنما هذا لا يعني تدليكاً. • يرى البعض أن طبيب الكايروبراكتك لا يفعل شيئاً وإن أراحهم من آلامهم لأن جلساته قصيرة، تمتد أحياناً لـ 10 دقائق أو ربع ساعة! نحن ندرس 7 سنين لتقويم فقرة من فقرات العمود الفقري، فإذا جلسنا ودلّكنا لساعة فهذا تدليك وليس علاجا. ولكن حين نعمل تقويم العمود الفقري وخاصة في أسفل الظهر ولمشاكل الديسك ومشاكل الفقرات، يسمّونها زيارة المليون دولار لأننا نوفّر على المريض الأدوية والجراحة والكثير من الأشياء. ومن أخطاء الطبيب أحياناً عدم الشرح للمريض تفاصيل عملية العلاج التقويمي. • إلى كم جلسة يحتاج المريض؟ هذا يعود إلى نوع الحالة، وعلى المريض أن يتّبع نظاماً معيّناً في حياته كي لا يعود إلى مشكلته السابقة ولذلك نحث المرضى على ممارسة الرياضة وعلى تخفيف الوزن إذا كان وزنهم زائداً، فالعمود الفقري هو الأساس ولا ضرر من إجراء دوري لفحص سريري وقائي كما يجري الإنسان فحصاً دورياً لأسنانه. وبالنسبة للجلسات، نعمل في البداية على تخفيف الألم أو التنميل أو الخدر، وبعدها نعالج وتمتد الجلسات حسب الحالات وبعدها نتحدث مع المريض عن الوقاية المسبقة في المستقبل. يتراوح عدد الجلسات بين 3 و10 و15جلسة. • وماذا عن اهتمامكم بحالة المريض النفسية؟ للحالة النفسية تأثير في 95 % من الحالات، وثمة دراسات حول علاقة الديسك ووجع الظهر بها، دلّت أن عددا لا بأس به من الناس تعرضوا للديسك حين كانوا في حالة نفسية معيّنة. والديسك هو عبارة عن غضروف بين الفقرات، وحين تتعرض الفقرات إلى الضغط يطال العصب. وتعالـــــــــــج معظـــــم حــــالات الديســــك بالكايروبراكتك و80 % من المرضى يتحسنون إذا لم تكن النسبة أكبر. الكايروبراكتك مختلف عن العلاج الطبيعي، هو طب طبيعي، الكايروبراكتك هو وحدة بحد ذاتها، إذ لا تجدين معالجا فيزيائيا يمارس الكايروبراكتك مع العلم أننا ندرس مادة عن العلاج الفيزيائي، ولا يجب أن يقوم أحد بتقويم الفقرات إلا متخصص بالكايروبراكتك. • لماذا راج الطب الطبيعي في أيامنا هذه؟ أولاً، لفقدان شيء من الثقة بالطب التقليدي، وذلك نتيجة تناول المرضى للكثير من الأدوية ولإجرائهم ربما عمليات جراحية لم تعطهم النتيجة المرجوة. وثانياً، لاحظنا في هذه السنوات الماضية أن الناس يسيرون في تيار أو موجة كل ما هو طبيعي، من غذاء وعلاجات وسواها، والتقويم ليس طبا حديثا إنما بدأ منذ أيام الفراعنة وأبوقراط الذي نظر إلى العمود الفقري كأساس لجسم الإنسان لجهة صحته. أنا لا أقول إن لا ضرورة للعمليات الجراحية، إنما يجب ألا تكون أول حلّ، ولا ثاني حلّ، إنما آخر حلّ. مع التقدم العلمي، يكشف الديسك بواسطة الصورة المغناطيسية، وفي حال لم يكن لدى الطبيب ضمير مهني يقول للمريض «إذا لم تجر العملية سوف تشلّ». أنا لا أتهم الجميع، إنما هناك اليوم الكثير من الناس الذين لديهم ديسك إنما لا يشتكون من الأوجاع أو الخدر، وعلى سبيل المثال إذا أخذنا 100 شخص من الشارع لا يعانون من أوجاع في الظهر، ولا يشتكون منها ربما نجد أن 50 ? منهم لديهم ديسك في صورة الرنين المغناطيسي، وهؤلاء لا يجب أن نقول إن علاجهم هذا الأسلوب أو ذاك. • أليست حربا تشنونها كأطباء كايروبراكتك على الطب التقليدي؟ على العكس، أنا أؤمن بالشراكة بيننا وبين الطب التقليدي، وثمة أطباء يرسلون إلينا مرضاهم لنعالجهم بالكايروبراكتك، كما يرسلون إلينا أفراد عائلاتهم، قبل أن يلجأوا إلى الأدوية والجراحة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©