السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الوجهات السياحية تتسابق لحرق الأسعار وتجاوز آثار الأزمة المالية

10 مايو 2009 00:52
أكد خبراء في قطاع السياحية والسفر أن الموسم السياحي الصيفي للعام الحالي يتعرض إلى ضغوط فرضتها التطورات المتلاحقة في القطاعين المالي والصحي في مختلف انحاء العالم, مشيرين إلى أن القطاع السياحي الذي لم يكد يتنفس الصعداء بعد ظهور بوادر تعاف من الأزمة المالية العالمية حتى فاجأته أزمة انفلونزا الخنازير التي تخشى القطاعات السياحية أن توجه الضربة القاضية لصناعة السياحة. وبالرغم من تقليل عاملين في القطاع من حدة آثار أزمة انفلونزا الخنازير على الصناعة، إلا أنهم انتقدوا بشدة التضخيم الإعلامي للازمة، معتبرين أن هذا التضخيم هو الأشد خطرا على السياحة من الأنفلونزا ذاتها، لافتين الى أن الازدهار السياحي العالمي غير متوقع على الاطلاق هذا العام، حيث قللت وجهات سياحية عديدة من توقعاتها للنمو لهذا العام بسبب الآثار التي خلفتها الأزمة المالية العالمية على كثير من الاقتصادات والأفراد على حد سواء. وفي الوقت الذي لم تغفل فيه الوجهات السياحية المشاركة في سوق السفر العربي لهذا العام مراقبة تطورات مرض انفلونزا الخنازير وانتشاره، إلا أنه تواصل عمليات الترويج التي وضعتها مسبقا لمواجهة الازمة المالية وتحفيز السياح على السفر من خلال تقدم عروض سعرية تكاد تصل لدولار واحد لقضاء ليلة فندقية كما هو حاصل في سنغافورة. ويشهد سوق السفر العربي هذا العام ونتيجة للضغوط التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية بداية سباق بين الوجهات السياحية لحرق الأسعار، فيما بينها لاستقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم وخاصة من دول الشرق الأوسط التي تراهن المقاصد السياحية الآسيوية والغربية عليها لانتشالها من الركود المتوقع والمساعدة على تجاوز عام 2009 الصعب الذي قد يكون عام السياحة الرخيصة. الحالة الراهنة ويرى الخبراء أن حالة السياحة العالمية على المدى القصير تبدو غير سارة إن لم تكن كئيبة‏ فالأزمة الاقتصادية والمالية بكل تداعياتها تلقي بظلالها على السياحة إلا أنهم أشاروا إلى أن السياحة تظهر بشكل أوضح كمساهم محتمل وقوي في الخروج من الأزمة وعودة الانتعاش الاقتصادي‏.‏ وضرب الخبراء مثلاً على ذلك بالإجراء الممتاز حسب وصفهم الذي اتخذته الصين وهو تضمين صناعة السياحة في خطة تحفيز الاقتصاد لمواجهة الأزمة‏،‏ حيث ضخت الحكومة الصينية مئات المليارات من الدولارات في إطار خطة التحفيز الاقتصادية تلك‏ وتعتقد حكومة بكين أن تشجيع الصينيين على القيام برحلات سياحية داخلية مع ملاحظة أن عدد سكان البلاد ‏1,6‏ مليار نسمة من شأنه أن يساعد على إخراج الاقتصاد من عثرته‏، فالناس الذين يسافرون ويمضون عطلاتهم في منتجعات سياحية داخلية سينفقون أموالاً وسيساعدون على احتفاظ عمال وموظفي السياحة بوظائفهم، مما سيساعد بشكل عام على بدء دوران عجلة الاقتصاد من جديد‏.‏ وخلص جيفري ليبمان مساعد المدير العام لمنظمة السياحة العالمية‏ إلى أن السياحة يمكن أن تقدم وتساعد على عودة الانتعاش بأكثر مما يمكن أن تقدمه معظم القطاعات الأخرى في الاقتصاد‏.‏ وقال إن تنقل الإنسان من مكان إلى مكان مثل الجنين البشري، بمعنى أن الإنسان لا يمكن أن يتوقف عن التنقل والحركة والسفر‏. الحلول غير التقليدية ومن بين الحلول غير التقليدية التي اقدمت عليها وجهات سياحية عالمية للخروج من الأزمة اعلنت تايلاند عن ‏100‏ ألف تذكرة طيران مجانية لزيارتها وكوريا الجنوبية أعلنت عن رحلات مجانية للأجانب المقيمين فيها وهناك دول تقدم حوافز مادية وإعلانات لمنظمي الرحلات الكبار‏.‏ ويقول الخبراء إن التراجع في أعداد السياح داخل الولايات المتحدة‏، دفع القائمين على صناعة السياحة إلى إدخال تغيرات جذرية على الأساليب السياحية ومحاولة إيجاد أنواع جديدة من السياح وعلى سبيل المثال‏، فإن سائح الشنطة الذي يأتي للسياحة وليس معه سوى حقيبة سفره عاد الاهتمام به مرة أخرى‏، ولكن بطريقة جديدة فمع إدراك أن هذا السائح يبحث عن السفر الرخيص والإقامة الرخيصة جرى إغراء هذا السائح بالإقامة في أماكن جيدة‏، ولكن تناسب قدراته المالية أي أن الهدف هو استغلال حب هذا النوع من السياح للسفر وتشجيعه على الاستمرار بل وجذب سياح آخرين على نفس الشاكلة‏.‏ وفي إطار خطة مختلف دول العالم السياحية لمواجهة تأثير الأزمة المالية والاقتصادية العالمية على السياحة أعلن كريستوفر رودريج رئيس الهيئة القومية للسياحة في بريطانيا أن مايحدث الآن في لندن من انخفاض في الأسعار لا يصدقه السائحون وأن هذه أول مرة منذ عام‏1971‏ ينخفض فيها الجنيه الاسترليني أمام الدولار في الشهور الأخيرة بنسبة ‏27%‏ وأمام اليورو بنسبة ‏30%‏ وبالتالي الناس والسائحون لايصدقون أن الأسعار قد انخفضت في الملابس والطعام والمحال والفنادق إلى هذا الحد. وأضاف «أن هذه أول مرة يستطيعون فيها الاستمتاع بمدينة لندن وبالتالي قررت هيئة السياحة في بريطانيا البدء في حملة إعلانية لتشجيع السياحة الداخلية تبدأ في شهر أبريل المقبل بتكلفة ‏6,5‏ مليون جنيه أسترليني‏(‏ نحو‏10‏ ملايين دولار‏)‏ وسيكون شعارها بأفضل قيمة إشارة إلى انخفاض الأسعار في لندن وأن ذلك أفضل وقت لزيارة بريطانيا أو لندن‏.‏ يذكر أن دخل بريطانيا من السياحة بلغ العام الماضي‏85‏ مليار جنيه أسترليني‏(‏ نحو‏130‏ مليار دولار‏)‏ وهو ما يمثل نحو‏6,4%‏ من الناتج القومي وكدخل غير مباشر بلغ ‏114‏ مليار جنيه أسترليني‏.‏ تسهيلات كبيرة للمسافرين وتقول كارول ماديسون المديرة الإقليمية للتسويق في فيزيت بريتن بدبي إن الهيئة تعمل على تقديم تسهيلات كبيرة للمسافرين من دول الخليج الى بريطانيا هذا العام خاصة فيما يتعلق بالحصول على التأشيرات وأسعار الطيران والفنادق المخفضة، متوقعة أن تشهد السياحية القادمة من الخليج الى بريطانيا نموا هذا العام بسبب انخفاض كلفة الرحلة بنسبة 40% نتيجة تراجع سعر الجنيه الاسترليني. وأوضحت أن القلق القادم على السياحة يأتي من تأثير الأزمة المالية العالمية على قرارات المسافرين وليس القلق من انفلونزا الخنازير التي بالغ الإعلام في تضخيمها، مشيدة بالإجراءات التي تقوم بها السلطات في بريطانيا لمنع دخول المرض. وقالت إن بريطانيا استقبلت مسافرين من دول الشرق الاوسط خلال العام اكثر من 441 ألف سائح انفقوا ما يزيد عن 77.1 مليون جنيه استرليني من بينهم 187 ألف سائح من الإمارات. وفي سياق المنافسة القوية التي قد تشهدها السياحة العالمية هذا العام يشير جاسون أونج مدير منطقة الشرق الأوسط في هيئة السياحة السنغافورية الى أن سنغافورة تعمل على تقديم برامج سياحية غير تقليدية هذا العام لاستقطاب السياح من كافة انحاء العالم لافتا الى أن أبرز هذه العروض هو عرض الاقامة لمدة ليلة في فندق مطار سنغافورة بسعر دولار واحد تشمل خدمات التنقل من والى المطار، بالاضافة الى عرض السفر مع طيران سنغافورة والحصول على قضاء ليلتين في سنغافورة مجانا. ويتفق أونج مع الأراء السابقة التي انتقدت الاعلام ومبالغته في تناول ازمة الخنازير،لافتا الى ان معظم الوجهات السياحية الآسيوية تتمتع بالخبرة الواسعة في التعامل مع مثل هذه الأزمات بعد مرورها بأزمة سارس وتوسونامي سابقا. فيما يرى حاج عزيز نور الدين نائب المدير العام في مجلس الماليزي لترويج السياحة أن الأزمتين المالية وأزمة الخنازير لن يكون لهما تأثير كبير على السياحة القادمة الى ماليزيا برغم المبالغة الإعلامية في تناولها لمرض انفلونزا الخنازير،لافتا الى أن ماليزيا ومن خلال خبرتها في تجاوز الأزمة المالية التي عصفت بدول جنوب شرق آسيا خلال عام 1997 وازمة سارس في العام 2003 تولدت لديها القدرة على تجاوز أزمات من هذا النوع. واعتبر أن الدخول في سباق تخفيض الأسعار من قبل مشغلي السياحة في ماليزيا تحكمه معايير مهمة، حيث لا يمكن التنازل عن جودة المنتج السياحي المقدم من جهة الى جانب رغبة هذه الشركات في تحقيق مردود مادي. بدوره، قال أمين كايا الملحق الثقافي والاعلامي في المكتب السياحي والثقافي التركي في دبي إن السياحة التركية التي سجلت أرقاما قياسة العام الماضي بعد استقبالها 22 مليون زائر تتوقع ان تحافظ على أقصى تقدير على هذا الرقم أو التراجع الى الرقم المستهدف في السابق بحدود 20 مليون سائح. وأشار إلى أن تركيا تركز في ترويجها السياحي هذا العام على أسواق الشرق الأوسط والخليج التي يتوقع ان تتضاعف بنسبة 100%. الأزمة المالية وقال إن وزارة السياحة والثقافة التركية تشارك بقوة في فعاليات معرض السياحة والسفر العربي عبر وفد سياحي يمثل القطاع الحكومي والخاص بنحو 25 مؤسسة مثل الفنادق وشركات السياحة والسفر وبعض المقاطعات التركية لتحقيق هذا الهدف. واوضح أن العارضين يقدمون تفصيلات واضحة ومعلومات شاملة خلال أيام المعرض حول الانجازات الهامة التي حققتها السياحة التركية خلال العام الماضي خاصة التسهيلات التي تقدمها للسياح القادمين من منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الحديث عن الخطط والبرامج المستقبلية التي تخص العلاقات السياحية بين تركيا والدول العربية، كما سيبدي كافة أعضاء المؤسسات المشاركة استعدادهم للاجابة عن كافة الايضاحات والاستفسارات الموجهة من قبل رجال الإعلام والصحافة المحلية والإقليمية والدولية. ودعا كافة المواطنين الخليجيين والسياح العرب إلى الاستفادة من المزايا والتسهيلات التي توفرها السياحة التركية لهذا العام، مشيرا إلى أن بلاده تستهدف هذا العام استقبال أكثر من مليون سائح من كافة أنحاء العالم، مؤكدا على تحقيق نسبة عالية من مواطني دول الخليج بلغت 75%. وتوقع كايا زيادة قدرها 10% على السياح القادمين إلى تركيا خلال العام الحالي 2009 وذلك بالرغم من الأزمة المالية والاقتصادية التي يشهدها العالم حاليا، مشيرا إلى تحقيق زيادة نسبتها 13% خلال العام الماضي مقارنة بانجازات عام 2007، بالاضافة الى تحقيق زيادة نسبتها 75% على عدد السياح القادمين إلى تركيا من منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالي 2009 بإجمالي مليوني سائح من نفس المنطقة، مؤكدا أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي حققت مثل تلك النسب في زيادة عدد السياح. وقال كايا:استقبلت تركيا خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي أعدادا كبيرة من سياح منطقة الخليج . وأوضح كايا أن وزارة السياحة والثقافة التركية تهدف إلى زيادة أعداد السياح لعام 2009 بنسبة 75% مقارنة بأرقام العام الماضي، فيما تم تنفيذ برامج ترويجية شاملة في أكثر من 60 دولة في الوقت الذي بلغت فيه قيمة الحملات الترويجية والإعلانية للسياحة التركية في كافة أنحاء العالم نحو 68 مليون دولار أميركي خلال العام الحالي. وتوقع مجلس السياحة والسفر العالمي أن تعاني صناعة السياحة خلال العامين الحالي والمقبل إلى أن تلتقط أنفاسها بعد ذلك وتعود للازدهار من جديد‏. مستقبل صناعة السياحة وتشير دراسة أعدها المجلس بالاشتراك مع مجموعة أبحاث اكسفورد الاقتصادية إلى أن هناك ثقة كبيرة في أن مستقبل صناعة السياحة والسفر على المدى الطويل واعد ومبشر وأنه ما إن تنتهي الأزمة الاقتصادية الحالية حتى تعود هذه الصناعة بقوة وبشكل خاص من خلال الدول الناشئة في مجال السياحة والتي استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية زيادة عدد السياح الزائرين لها‏.‏ وتؤكد الدراسة أن صناعة السياحة والسفر واحدة من أهم الصناعات في العالم وهي تستوعب عمالة ضخمة للغاية،‏ كما أنها من أعلى القطاعات نموا‏. وأشارت إلى أن نتائج هذه الصناعة في النصف الأول من عام‏2008‏ كانت جيدة بشكل عام وذلك بالرغم من التدهور في الاقتصاد العالمي‏.‏ إلا أن تصاعد الأزمة الاقتصادية في بقية أشهر العام ومانتج عنها من تدهور حاد في ثقة المستهلك والمستثمرين وتراجع الإنفاق في كل أنحاء العالم أدى إلى أن تفقد صناعة السياحة والسفر قوة الدفع في النصف الثاني من العام الماضي إلى أن سقطت هذه الصناعة في الركود حاليا‏،‏ وتظهر المعلومات أن الطلب على السفر العالمي تراجع بنسبة‏1%‏ عالميا من يوليو حتى نهاية ديسمبر‏2008‏ بالمقارنة بنفس الفترة من عام‏2007‏ بينما تشير التقديرات المبدئية إلى أن إنفاق السياح يعادل إلى حد ما مستوى الإنفاق عام‏2007‏ وكنتيجة لذلك،‏ فإن نمو الناتج المحلي لاقتصاد السياحة والسفر انخفض عام‏2008‏ إلى ‏0,1%‏ وجاء هذا الانخفاض بعد‏4‏ سنوات متتالية من الزيادة بمتوسط‏3,6%‏ كما جرى إيجاد‏27‏ مليون وظيفة،,‏ وكان النمو في العام الماضي هو الأضعف منذ فترة الركود من عام‏2001‏ إلى عام‏2003‏ عندما تضررت صناعة السياحة والسفر بسبب انهيار النمو في صناعة التكنولوجيا وهجمات‏11‏سبتمبر‏2001‏ ثم انتشار مرض سارس في جنوب شرق آسيا‏.‏ ورغم ذلك فإن هذه الصناعة استطاعت إيجاد مليوني وظيفة خلال عام‏2008‏ لكنها واجهت بشكل خاص مشاكل كبيرة في النصف الثاني من العام مع انهيار ثقة المستهلك وكذلك ثقة المستثمرين ورجال الأعمال‏.‏ وقد ظل معدل زيادة السياح الأجانب لدول العالم في تزايد بنسبة‏2,3%‏ عام‏2008‏ مع بدء عودة الأميركيين للسياحة مرة أخرى ومع استقرار نسبي للأوضاع في عديد من مناطق العالم‏.‏ وارتفع معدل الانفاق للسياح الأجانب سواء على السياحة أو شراء تذاكر السفر بشكل كبير مع انخفاض قيمة الدولار الأميركي إلا أن الانفاق الرأسمالي الحقيقي على السياحة والسفر تراجع لأول مرة منذ عام‏2002،‏ كما أن نمو انفاق الشركات على السياحة انخفض أيضا للنصف وأدى كل ذلك إلى انخفاض مساهمة السياحة والسفر في الناتج المحلي الاجمالي للعالم إلى‏9,6%.‏ ونظرا للتدهور الكبير في صناعة السياحة والسفر خلال النصف الثاني من العام الماضي والتوقعات الاقتصادية المتشائمة لعام‏2009،‏ فإن نمو الناتج المحلي الاجمالي لاقتصاد السياحة والسفر سيتقلص بحوالي‏3,5%‏ عام‏2009‏ أي أنه سيكون نموا سالبا ومن المتوقع أن يستمر في حالته الضعيفة تلك عام‏2010‏ مع نمو إيجابي مقداره ربع الواحد في المائة‏.‏ ومن المتوقع أيضا أن تقل مساهمة صناعة السياحة والسفر خلال العامين المقبلين في الناتج المحلي الاجمالي للعالم إلى‏9%‏ كما أن الخسارة في الوظائف في هذه الصناعة ستكون حوالي‏10‏ ملايين وظيفة خلال العامين‏2009/2010‏ ليصل إجمالي عدد العاملين في صناعة السياحة والسفر عام‏2010‏ حوالى‏215‏ مليون شخص ثم تعود الصناعة للانتعاش مرة أخرى بعد‏2010‏.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©