الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أقراص المسكنات تساعد سكان غزة على مواجهة الحياة

9 مايو 2009 03:01
يلجأ الفلسطينيون الذين يكافحون من أجل مواجهة الحصار الإسرائيلي لغزة، والصدمة التي خلفتها الحرب، الى المسكنات والمهدئات بمعدل قد يسبب الإدمان. وهناك أيضا، ما يدل على تزايد استخدام الأدوية الخاصة بتحسين الحالة المزاجية، حيث تعيش غزة بلا مستقبل سياسي واضح. وفي دراسة مسحية نشرتها قوة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين في 21 أبريل الماضي، تحدث سكان في غزة عن مشاكل صحية بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما في يناير الماضي، وأشار معظمهم إلى مشاكل نفسية وأخرى تتصل بالتوتر والضغوط. وجاء في ملخص تم عرضه في القدس أن «مع تزايد الإصابة بالصدمات والضغوط والإمكانية المحدودة للحصول على خدمات نفسية مهنية، هناك مشكلة متزايدة بين سكان غزة تتمثل في العلاج الذاتي بأدوية دون إشراف طبي». وقالت مدرِّسة للصف الثامن طلبت عدم نشر اسمها، إنها اكتشفت مؤخرا استخدام اطفال في الثالثة عشرة من العمر «هيدروكلوريد الترامادول» وهو مسكن قوي يباع تحت الاسم التجاري «ترامال» وهو الآن العقار المفضل في قطاع غزة. وسرق صبي الدواء من غرفة والديه وأعطاه لأصدقائه دون أن يدري بمدى فعاليته أو المجازفة بإدمانه. ويقول اسلام شهوان المتحدث باسم قوة الشرطة التابعة لحركة «حماس» إن «ترامال» وهو مركب من شبائه الافيون طورته شركة «جروينينتال» الالمانية عام 1977 لعلاج الآلام المتوسطة والحادة، يلقى رواجا بين طلبة المدارس الثانوية في غزة من الذكور والإناث. ومن الممكن جني أرباح كبيرة من العقاقير التي يقول صيادلة وتجار، إن بالإمكان تهريبها عبر الأنفاق من مصر وبيعها بأضعاف السعر الذي تم شراؤها به. ويقول سالم وهو طبيب وصاحب صيدلية «اي نوع واي شيء يأتي عبر الأنفاق التي ما زالت تعمل». ويقول فلسطينيون إن نحو 1440 شخصا بينهم 926 مدنيا قتلوا في الحرب التي شنتها إسرائيل . والى جانب الدمار الهائل، زاد القصف من مشكلات الفقر والبطالة والتكدس التي تعانيها غزة. وقال تيســـــــير دياب الطبــــــــــيب النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية، إن الكثيرين يتعاطون هذه العقاقير للتعامل مع الاكتئاب، خاصة الشبان الذين فقدوا وظائفهم وليس لهم دخل. وتباع اقراص «ترامال 100 ملليجرام» مقابل 25 شيقلا (ستة دولارات) لعبوة من عشرة أقراص. والى جانب «ترامال» ذكر صيادلة أن «ايلاترول» ومضادات الاكتئاب الاقدم مثل «الفاليوم» و»الانافرانيل» شائعة الاستخدام. وهناك حبة غامضة مطبوع عليها علامة «الدولار» وهي أغلى بكثير وتلقى رواجا ايضا.والحبة المطبوع عليها علامة الدولار تسمى «سعادة» ويجري تهريبها عبر الأنفاق وبيعها في السوق السوداء في غزة، وتركيبتها ومصنعها غير معلومين. وعلى الرغم من أنها ليست واسعة الانتشار مثل «ترامال» فمن الممكن أن تكلف الجرعة الواحدة من «سعادة» ما بين 50 و100 شيقل إسرائيلي. ويقول خبراء بمجال الصحة العقلية إن الإدمان منتشر. واللجوء للمهدئات والأدوية الأخرى التي يجري تعاطيها دون وصفة طبية ليس غريبا في مواجهة فوضى الحرب، فقد حدث على سبيل المثال، في سراييفو عندما كانت محاصرة ومدن أخرى في صراعات البلقان في التسعينات حين انهارت القوانين. ويقول اياد السراج رئيس برنامج غزة للصحة النفسية إن غزة تفتقر الى الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين المدربين. وكثيراً ما يصف اطباء محدودو المعرفة، عقاقير لأعراض جسدية تظهر بسبب مشاكل نفسية. لكن السيطرة على العقاقير فضفاضة ايضا. وأضاف السراج أن «القانون أوضح أنه يجب عدم منح العقاقير من هذا النوع للناس دون وصفة طبية. لكن ليست هناك سيطرة على هذا، وبالتالي يستطيع الناس الذهاب وشراء اي دواء يريدونه دون وصفة طبية». وقال سالم إن نسبة استهلاك سكان غزة لمضادات القلق والاكتئاب ارتفعت ارتفاعا شديدا. وأضاف «خلال الحرب كان الناس متوترين وخائفين ويعانون من عدم القدرة على التركيز. هذه الحالة استمرت بعد الحرب بسبب وضع الانقسام الداخلي واحتمال تجدد الحرب». وفور بسط سيطرتها على القطاع منعت «حماس» بيع اشباه الافيونات الطبيعية، لكنها لم تستطع تنظيم بيع المركبات مثل «ترامال» الذي بدأت قوة الشرطة التابعة لها مكافحة تداوله خلال غارات على تجار المخدرات. وقال اسلام شهوان المتحدث باسم قوة الشرطة في غزة، إن الشرطة وجدت من خلال تحقيقات واستجوابات، أن بعض المدمنين يتعاطون «ترامال» بجرعات كبيرة وكميات كبيرة حين لا يعثرون على المخدرات. وقال نبيل ابو دلال وهو صيدلي في برنامج غزة للصحة النفسية: «أعرف حالة حيث عاني شخص من غيبوبة بعد تعاطيه الف ميلليجرام من «الترامادول» في جرعة واحدة». وجددت وزارة الصحة التي تديرها حماس مؤخرا التعليمات بعدم بيع ادوية دون وصفات طبية. وقال المتحدث باسم الشرطة، إن رجال شرطة متنكرين اختبروا صيدليات المدينة. واضاف «اوقفنا عددا من اصحاب الصيدليات لقيامهم ببيع «الترامال» بطريقة غير مشروعة، وقمنا بإطلاق سراحهم بعد أخذ تعهد منهم بالا يبيعوها، ولكن للأسف ما زال البعض يبيع «الترامال» بشكل سري ». وقال دياب الطبيب النفسي، إن تحسن الأداء الجنسي وهو من الآثار الجانبية لاستخدام «ترامال» والعقاقير المماثلة، يزيد من شعبيتها بين الشبان المتزوجين الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و30 عاما. وقال المتحدث باسم الشرطة: «قامت الشرطة بتحذير التجار والعاملين في الانفاق بعدم تهريب «الترامال» وعقاقير أخرى، ولقد قمنا بمصادرة آلالاف من اشرطة حبوب ترامال».
المصدر: غزة،القدس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©