الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الذين استحوا ماتوا

24 ابريل 2016 00:38
لا يُخفى على أحد من متتبعي التركيبة السياسية والعقائدية في مصر، أن حركة «الإخوان» هي التي تسترت خلف ملف الجزيرتين للنزول إلى الشارع الذي أسقط محمد مرسي على أمل إسقاط عبدالفتاح السيسي في الشارع نفسه. ولا يُخفى على أحد من مراقبي الحركة الأمنية والعسكرية في أكثر من بلد عربي، أن حركة «الإخوان» تتقن فن العوم فوق الجثث في سعيها إلى خطف العالم، وفق شريعة خاصة أو نكاد نقول وفق ديانة خاصة. ويكفي أن يقرأ المرء في كتب التاريخ كي يدرك أن «الإخوان» لم تكن يوماً من يجاهر بمشروعها من دون خجل أو تردد أو تحفظ، بل كانت دائماً المحرض الذي يحرك النفوس والعقول من عمق الأقبية فلا يخرج إلي السطح ولا يكشف القناع ولا يتولى القيادة ولا يتقدم الصفوف. فما جرى في شوارع القاهرة قبل يومين، لم يكن عملاً سيادياً بمقدار ما كان عملاً انقلابياً، ولم يكن عملاً وطنياً بمقدار ما كان عملاً سياسياً، ولم يكن عملاً شعبياً بمقدار ما كان عملاً شعبوياً يسعى «الإخوان» من خلاله إلى «تبرئة» محمد مرسي في ملف سيناء غزة، وإلصاق تهمة التفريط بأرض مصر بالرئيس عبد الفتاح السيسي من جهة، واحتواء الانعطافة السعودية نحو بلاد النيل والحؤول من دون عودة مصر إلى المعادلة الخليجية، حيث تحاول الحركة الأصولية إيجاد موطئ قدم لها ولا سيما في اليمن. وما جرى في شوارع القاهرة لم يكن بفضل وعي الغالبية الساحقة من المصريين، أكثر من زوبعة في فنجان، تماماً كما كان حكم مرسي غمامة صيف كشحت قبل أن تُمطر لعناتٍ على مصر والأمة العربية معاً. ترى أين يكون «الإخوان» عندما تسقط عواصم عربية في يد إسرائيل مرة وإيران مرة أخرى، وأين يكون عندما تتعرض مجتمعات عربية وإسلامية لما يشبه الإبادة في سوريا والعراق، وأين تكون عندما تتمادى إسرائيل في ذبح الفلسطينيين، وعندما ينقض حزب الله على الناس والأنظمة في أكثر من مكان عربي وإسلامي. صحيح «أن الذين استحوا ماتوا». مروان أحمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©